لماذا يفكر الشباب الفلسطيني في الهجرة من غزة؟
تاريخ النشر : 2013-12-04 21:21

أمد/ غزة – تقرير يوسف حماد : تعد الهجرة الى اوروبا حلم يراود كل شاب وعاطل عن العمل في المناطق العربية التي تجتاحها الازمات المتلاحقة والسياسية اكثرها، فلا يخفى على احد كيف يبتلع البحر مئات المهاجرين الغير شرعيين في صورة تتكرر كثيرا في الفترة الماضية.

ولعل الفلسطيني لا يختلف كثيرا عن الواقع العربي المعاش فاصبح يحلم ويراوده هذا الحلم وهذه الامنية بشغف مفرط، بل واصبح يعمل على تحقيقها حتى لو ازهقت روحه في سبيل ذلك.

في معرض لقاء مع احد الشبان سافر الى تركيا ثم تم تهريبه الى اليونان وفشلت جهوده بالهجرة وعاد الى غزة قال "تم النصب علي للأسف من قبل عصابات التهريب في اليونان ولقد خسرت 3.000 دولار امريكي في هذه الرحلة".

ويؤكد سعيد وهو شاب في منتصف عقده الثاني" سوف احاول مجددا، لأني الحياة في غزة غير مريحة اقتصاديا، لا شيء يصلح للحياة، الوضع صعب للغاية لا نعلم متى ستصبح الامور جيدة هنا".

في حين قال مدير احدى الشركات الخاصة بالسياحة، " الشباب يأتون يوميا الى الشركة يردون الهجرة الى اوروبا، وانا لا استطيع ذلك، انا اعلم ان الوضع صعب في غزة ولكن عليهم الصبر".

ويضيف الرجل الاربعيني" في غزة الشباب كثيرون لا يعرفون ماذا يفلعوا يسمعوا عن اوروبا تتوهج ابصارهم ولكن الحياة هناك عملية وايضا صعبة ولكنها جميلة".

ويلفت صاحب الشركة التي مقرها وسط مدينة غزة والذي فضل الاحتفاظ باسمه قائلا "من الممكن ان تسنح لك فرصة ان تحصل على فرصة تعليم في اوروبا، ولكن الشباب يستغلونها للهجرة".

نصح غير مجدي..

على النقيض تقول الشابة يسرى وهي طالبة لغة فرنسية في جامعة الازهر بغزة" يجب ان يصبر الشباب لآخر رمق، لان السبب يعود بالضرر على الفتيات هنا حيث زادت نسبة الطلاق والعوانس، ناهيك عن اعداد الارامل بعد استشهاد ازواجهن في المعارك والقتال والتصعيد مع اسرائيل، ثم يهاجر الشباب هذا امر خطير ".

وتضيف "اتمنى ان يتحسن وضع البلد، حتى يتحسن كل شيء مفيد هنا، انا امل واعلم ان هذا الامل (...) ولكن ما باليد حيلة".

وتتابع يسرى حديثها " لقد فكر اخي الكبير كثيرا في الهجرة الى السويد والدول الاسكندنافية ولكنها تحتاج اموال كثيرة لذلك قرر التمهل حتى يجمع المال لذلك نحن ننصحه بعدم الهجرة وانتظار فرصة ما في غزة فقال (اخي) للعائلة " انا لا اريد الموت بالبطيء هنا في غزة". وتقول "نحن نحاول ان نثنيه ولكن دون جدوى الاصرار لدى الشباب في الهجرة اكبر من أي شيء اخر".

مؤسسات يهودية

في حين قال النائب في المجلس التشريعي عن "كتلة التغيير والإصلاح" التابعة لحركة حماس يوسف الشرافي خلال احدى الخطب الدينية له في مسجد شمال قطاع غزة " ان جمعيات ومؤسسات في الدول الاوروبية تساعد على هجرة الفلسطينيين بقوة وتدعوهم لذلك لأنها منظمات وجمعيات يهودية ودعمها من اسرائيل". وفق تعبيره

وأضاف الشرافي وهو رجل اصلاح معروف شمال غزة "أنصح الشباب بعدم الانجرار وراء احلام واهية تأتي بالسلب عليهم وتضلهم عن دينهم وتلهيهم عن الاخرة وفلسطين لان هذا هو مبتغى اسرائيل، ان مجرد وصول الشخص الى هناك ورؤية الحياة يتغير كثير من المفاهيم لديه، بل وينسى أهله وذويه ووطنه وارضه وعدوه والاحتلال في ارضه".

ورد احد الشباب ويدعى محمد من بلدة جباليا بعد خطبة الشرافي بالقول " لو توفر لي عمل وفرصة للزواج في غزة لن اهاجر ولن اترك غزة ابدا.. ولكن انت ترى ولا اريد ان اقنعك برأيي الحياة هنا تشعرك بانك تنتظر الموت فقط سواء بذل او بشرف، نحن نريد ان نعيش حياة( ..) نرى العالم كيف يحلم ويتطور ويحقق اماله ونحن ننظر ونتمنى فقط، انا اكاد ابكي كل يوم على حالي وباقي الشباب هنا في غزة".

محمد (29 عاما) يضيف قائلا "انا خريج من عام 2008 لا اعمل الا بعض البطالات في مؤسسات خاصة واهلية وحكومية احيانا، كيف لا تريد لي ان اهاجر واذهب الى بلد اقل شيء تحترم الانسان ..وتهتم به وتعطيه راتب شهري وليس بها فساد للأسف هذه عندي افضل من بلاد المسلمين". حسب قوله

وأكدت لجنة شعبية فلسطينية الشهر الماضي أن معدلات البطالة في قطاع غزة وصلت إلي‏50 %‏ بفعل الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ سبع سنوات، محذرة من تدهور الاقتصاد المنهك بسبب الحصار