بدء موسم "حجيج اليهود" الى تونس وسط إجراءات أمنية مشددة
تاريخ النشر : 2015-05-07 13:55

امد/ تونس – أ ف ب: يشارك مئات الاشخاص منذ أمس الأربعاء في مراسم "الحج اليهودي" إلى كنيس الغريبة بجزيرة جربة جنوب شرق تونس، والذي يجري هذا العام وسط إجراءات أمنية مشددة بعد الهجوم الدموي على متحف باردو وتحذير اسرائيل من هجمات "إرهابية" في تونس. وكان قد حذر رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من "تهديدات ملموسة لتنفيذ عمليات إرهابية ضد أهداف يهودية وإسرائيلية".

وبخلاف السنوات التي سبقت عام 2002، يتوقع ان يشارك المئات من دول عديدة حول العالم في موسم الحجيج اليهودي الى تونس، وخاصة من دول فرنسا، إسرائيل، إيطاليا، بريطانيا، والولايات المتحدة وفق تقديرات المنظمين، علما أنه قبل عام 2002 كان يشارك في هذا الموسم الآلاف من اليهود حول العالم.

من جهته عقب وزير الخارجية التونسي محمد ناجم الغرسلي على تصريحات نتنياهو قائلا إن "تحذيرات نتنياهو لا أساس لها من الصحة"، كما واتهم إسرائيل بأنها "تسعى الى إلحاق الضرر بسمعة تونس". وأضاف خلال زيارته الى منطقة جربة "تونس بلد آمن، وكذلك جربة وكل المواطنين حول العالم مدعوون للحضور الى تونس القادرة على تأمين الاحتفالات". ولا تقيم تونس علاقات دبلوماسية مع اسرائيل.

وعند منافذ الجزيرة، ركزت قوات الأمن حواجز لتفتيش السيارات والتثبت من هويات القادمين بحسب صحافية فرانس برس التي افادت انه تم تركيز حواجز مماثلة حول "الحارة الكبيرة" أكبر حي لليهود في جربة.

ويعيش في تونس اليوم نحو 1500 يهودي يقيم أغلبهم في جزيرة جربة وتونس العاصمة. وقبل استقلالها عن فرنسا سنة 1956، كان يعيش في تونس 100 ألف يهودي. وغادر هؤلاء البلاد بعد الاستقلال نحو أوروبا وإسرائيل.

ويحظى كنيس الغريبة بمكانة خاصة عند يهود تونس ودول أخرى، باعتباره أقدم معبد يهودي في افريقيا، وترقد فيه (بحسب الاسطورة) واحدة من اقدم نسخ التوراة في العالم. ويبدأ الحج في اليوم الثالث والثلاثين من الفصح اليهودي ويستمر يومين.

ومنذ سنوات، تمنح مصالح الحدود التونسية "رخصة مرور دخولا وخروجا" للحجاج الاسرائيليين من دون التعامل مع الجوازات الاسرائيلية، حسبما اعلنت وزارة الداخلية التونسية في 2014. ويقام الحج اليهودي وسط إجراءات أمنية مشددة منذ ان تعرض كنيس الغريبة في 11 نيسان/أبريل 2002 لهجوم انتحاري بشاحنة مفخخة أسفر عن مقتل 21 شخصا (14 سائحا ألمانيا و5 تونسيين وفرنسيين اثنين) تبناه تنظيم القاعدة.

وكان للهجوم الذي نفذه انتحاري تونسي مقيم بفرنسا، انعكاسات سلبية كبيرة على السياحة في تونس. وقبل ذلك الهجوم، شارك 8000 يهودي في مراسم الحج إلى كنيس الغربية، بحسب رئيس الكنيس بيريز الطرابلسي.

وهذا العام، شددت تونس الاجراءات الامنية لأن الحج يأتي إثر مقتل 21 سائحا اجنبيا وشرطي تونسي في هجوم دموي استهدف في 18 مارس/آذار الماضي متحف باردو الشهير وسط العاصمة تونس وتبناه تنظيم داعش.

ويحج اليهود إلى كنيس الغريبة منذ أكثر من 200 عام لإقامة طقوس دينية واحتفالات "الهيلولة" بحسب رئيس الكنيس بيريز الطرابلسي.

وتتمثل هذه الطقوس والاحتفالات في اقامة صلوات وإشعال شموع داخل الكنيس والحصول على "بركة" حاخاماته وذبح قرابين (خرفان) والغناء في أجواء من الفرح وتناول نبيذ "البوخة" المستخرج من ثمار التين والذي يشتهر بصناعته يهود تونس دون سواهم.