عمّان ترخي جدائلها ألقا بالشِعر في مهرجان عمون الشعري الدولي الأول
تاريخ النشر : 2015-05-06 17:22

تقرير : زياد جيوسي ومنى عساف

تحت عنوان دورة "عبد الله رضوان" كان مهرجان عمون الشعري الدولي على مدار يومين متتاليين في مدينة عاصمة الأردن فـــ (أرخت عمان جدائلها فوق الكتفين...فاهتز المجد وقبلها بين العينين) فرحاً بالضيوف ، افتتح المهرجان أول وزير ثقافة في الأردن الشريف فواز شرف، ومن ثم رحب مدير المهرجان د. محمد ختاتنة بالحضور، وشكر أعضاء اللجنة التحضيرية للمهرجان على إنجازهم وجهودهم التي تكللت بهذا الحدث الشعري المميز، مشيراً إلى أن المهرجان سيصبح حدثاً ثقافياً سنويا مميزاً، وسيحمل في كل دورة اسم أحد الشعراء الذين تركوا بصمات على مسيرة الشعر ورحلوا تاركين وراءهم إرثاً مستمر العطاء والحياة، ما دام هناك من يتذوق الشعر، ويحلق معه ليصل عنان السماء، وعلى أمل الارتقاء بالذائقة والكفاءة الشعرية في الوطن العربي.

ثم جاء دور الشعراء الذين قاموا بإلقاء ما دار بوجدانهم وخطته أقلامهم من الشعر على مسمع الحضور، وكانت مستويات الشعر متعددة، فالبعض تميز، وهذا ما يجعل شعرهم وجهة لمتذوقين يبحثون عن أشعارهم لقراءتها حتى بعد يعلنوا رحلة الرحيل ستخلدهم إبداعاتهم، والبعض لم يكن متميزاً حيث يجعل من يسمعه يتساءل ماذا يسمع؟ وهل هذا يطلق عليه شعر أم ماذا؟ ويبقى السؤال بحاجة إلى جواب يهدف للارتقاء بالشعر والشاعر والمستمعين.

هذا وقد شارك في المهرجان 19 شاعراً على مدار يومين، وتميز المشاركون بأنهم جاؤوا من عدة دول عربية إلى جانب الأردن كمضيف، والذي شارك بتسعة شعراء، والدول المشاركة هي: "العراق، فلسطين، سوريا، السعودية، الكويت"، وكان عبد الرزاق عبد الواحد أول شاعر مشارك من العراق، والذي لاقى ترحيباً كبيراً من الجمهور، وقرأ قصيدته "سفر التكوين"، ومنها هذا المقطع الذي يختصر الحالة العراقية وحال العراق: "ها هو ذا... ما ضاق يوماً حوله الخناق.. إلا رأيت مارداً من نومه استفاق... فضج حتى تستغيث السبعة الطباق... من هول ما دماؤه تراق!". واستمر الشعراء بإلقاء أشعارهم على مسمع الحضور، وتميز الفلسطيني د. معتز القطب بشعره وإلقائه، وتميز بحبه وهيامه بمدينة القدس، والتي يشبهها بالحسناء حيث قال فيها: "متى أضمك يا أحلى مدائننا.. وأطفئ الشوق والتحنان واللهبا.. أقبل المسجد الأقصى وأحضنه.. وأمسح السور والبواب والقببا..". والكويتي عبد الكريم العنزي الذي يحمل لقب سفير المعاقين ويطرح قضاياهم عبر شعره، وقد وجد تشجيعاً كبيراً من الحضور إثر إلقائه قصيدته الثانية تحت عنوان "رسالة"، وهي عبارة عن حوار يدور بين جنين معاق وأمه التي أصيبت بالصدمة بعد أن علمت بإعاقته، وهذه القصيدة تركز على مخاطبة الناس على أن يتقبلوا ويتعاملوا مع المعاق كإنسان له حقوق مثلهم. ومنها "كان حلمك.. طفل ينده.. يمه شوفي.. شوفي يمه.. (أوجعك) وأنا أتحرك داخل أحشائك.. جنين.. وانتِ حامل فيني يمه.. الألم يغلب عليك.. ولما يطري الحلم لحظة.. كنتِ يمه تفرحين.. كان حلمك يمه طاير في فرح.. كنه يقول: باكر وليدي يجي.. يكبر.. وأنسى.. الونين.. كنتِ بلسانك تقولي: راح يصير.. وراح يصير.. مره ضابط .. لا.. مهندس.. يمه كنتِ تحلمين.. يمه كنتِ تحلمين.. وانقطع حلمك.. يا يمه.. (لحظة آلام الولادة) لما قالوا لك: (معاااااااااااااق)". وتخلل المهرجان وصلات موسيقية وغنائية جميلة ولطيفة بشكل عام قدمها الفنان مغيرة عياد والتي راقت للحضور ورحبوا بها.

تميز المهرجان بشكل عام بالحضور الجميل في اليومين، لكن بعض الأمور اللوجستية في اليوم الأول مثل: طول مدة المهرجان (3 ساعات)، وتأخر الافتتاح، كانا سببان لبدء تسرب الحضور قبل انتهاء فقرات البرنامج. أما في اليوم الثاني فكان أكثر توفيقاً حيث بدأ في الوقت المحدد، وجميلاً بحضوره وشعرائه، وكان الإعلاميان الشابة رحيل سليم ود. موسى عمار عريفَي الحفل، واللذان بدورهما قاما بتغطية فقرات المهرجان على مدار اليومين، كما شكروا الحضور على تلبيتهم الدعوة وحسن استماعهم.

واختتم المهرجان بعد الانتهاء من الفقرات الشعرية بتوزيع الدروع على المشاركين من الشعراء وراعيي الحفل والمشرفين على المهرجان لجهودهم المتميزة، وهم الشاعرة د. هناء البواب رئيسة المهرجان، د. محمد ختاتنة مدير المهرجان، والشاعر محمد خضير منسق عام المهرجان، والشاعر أحمد أيوب، والكاتبة سما أبو عواد أعضاء اللجنة التحضيرية للمهرجان.