أبو جهاد (الوزير) ..من وحي كلمات أبو جهاد (العالول)
تاريخ النشر : 2013-12-04 12:43

كنت أشاهد بسعاده العرض (البرومو) الخاص بلقاء قنـــاة عودة الفضائية مع الاخ محمود العالول (أبو جهـــاد) وخلال مشاهدتي لهذا العرض البسيط جدا" والذي يحتوي على موعد بث الحلقة لفتت نظري كلمـــات يقولها الاخ محمود العالول خلال اللقاء ...أحببت أن أشارك القارئ الكريم بهذه الكلمات وبما تركته من انطباع لدي لحين أن نتمكن من حضور الحلقة كاملة عند بثها يوم الجمعه الموافق 6/12 على قناة عودة في تمام الساعه التاسعه والنصف مساء" بتوقيت القدس .

يقول الاخ أبو جهـــاد (العالول ) بالنص (إن كان بي انا سمــاتٌ ايجابية فهذه السمات مما اكتسبت من أبا جهــــاد) بالطبع كلنـــا نعلم بان الاخ القائد المعلم أبو جهــاد استشهد في 16/4/1988 ....وجميعنا نعلم بان الاخ محمود العالول أحد القادة الذين عملوا مع الاخ الشهيد أبو جهـــاد .

ما لفت نظري ببساطة هو التواضع اولا" ففي مقولة (إن كان بي سمات ايجابيه ) تواضع كبير وهذا التواضع هـــام بالنسبة لنــا كأبناء قضية وأصحاب حق ..فنحن وللأسف نعيش في زمن يدعي به الجميع البطولة ...وكأننا تحررنا وأقمنا دولتنا الفلسطينية العظمى ..للأسف نحن نعيش حالة تكــاد تختفي بها قيم التواضع امام قيم التباهي ..التباهي بالماضي النضالي وبالمال وبالعائلة وبالمنصب ..هذا التباهي المرضي الذي جعل العديد من أبناء شعبنا الفلسطيني يرى القضية والواقع الفلسطيني من بوابة إسمه ومصالحه وفئته ..وهذا يجعلنا نستمر في النزف الوطني ..نزف القيم ونزف المبادئ وللأسف .

ببساطة وبكلمات متواضعه ذَكرنـــا الأخ أبو جهــاد (العالول) بضرورة التواضع ...بهذه المقولة البسيطة ذكرنا بأن التواضع سمة الكبار ..الأخ أبو جهاد (العالول) مناضل وتاريخي وقائد وعضو لجنة مركزية لحركة فتح ووالد شهيد وووو ومع ذلك ببساطة يقول لنـــا (إن كان بي سمات إيجابيه ) ..تلك الكلمات بحاجه الى أن تكون رسالة وطنية فلسطينية نسعى من خلالها ..الى اعادة الإعتبار للتواضع الوطني ونستذكر هنــا تواضع الشهيد القائد الرمز أبو عمار ..التواضع الثوري مستذكرين هنا تواضع القادة التاريخين مستذكرين الفلسطيني بلا هوية الاخ أبو اياد رحمه الله ..التواضع مع الجماهير وللجماهير سمة الكبار والقادة ..يكيفنا فوقيه ورؤيه للذات اولا" ومن ثم للوطن وللانتماء ..يكفينا نزف للقيم وللمبادئ ..يكفينا نزولا" عن الجبل للجمع الغنائم فما عادت الغنائم سوى انكسارات وهزائم .

سأعود الي الجملة حيث أكمل الاخ أبو جهاد (العالول ) الجملة فقــال ( فهذه السمات مما أكتسبت من أبا جهـــاد) أنه الوفاء ...وفاء القائد للمعلم ...ببساطة إنها جملة للتعبير عن وفاء القائدأبو جهاد (العالول) للمعلم أبو جهاد (الوزير) ..وهذا الوفاء سمـــة ايجابية أصيلة في الاخ أبو جهاد (العالول) تعززت من تجربته مع القائد المعلم أبو جهـــاد (الوزير) ..الوفاء للمعلم والوفاء للقائد والوفاء للتجربة والوفاء للتاريخ وللعمل الوطني والثوري ..أجتمع بتلك الكلمات (فهذه السمات مما أكتسبت من أبا جهـــاد) بهذا الوفاء نستطيع أن نغرس في أرضنا بذرة الانتصار للمشروع الوطني الفلسطيني وللثورة ولحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) ..بهذا الوفاء نستطيع ان نستمر ونبقى ونعزز من قيم الأبناء ونجعل من الثورة قيمـــه أكبر من كل الفوضى الخلاقه المحيطة بنا ..بهذا الوفاء حتما" سنهزم الاحتلال والاستيطان .

لقد كانت رسالة الشهيد القائد خليل الوزير (أبو جهاد ) معروفة للجميع ..رسالته كانت عمل صادق وصامت ووعي وانتماء وتواضع وحب للجماهير ..رسالته كانت اخلاق وهنــا أستذكر حديثا" للاخ المناضل الدكتور محمد حمزة الذي عمل مساعدا" للشهيد االمعلم أبو جهاد حيث قال بأن الاخ أبو جهاد كان إذا غضب من احد وغضب عليه يصفه ببساطه ويقول (هذا الأخ سيئ ) فلقد كان رحمه الله يمثل الاخلاق..نعم رسالة الشهيد كانت اخلاقية ..كان رحمـــه الله مدرسة تستحق منا ان نورثها قيما" الى أبناءنـــا ..يجب ان يكون أبو جهاد (الوزير ) قصة نتحدث بها للأبناء ...يجب ان يكون قيمــــة نحتفي بهـــا ونعززها ...الشهيد المعلم اكبر من مؤسسة هنا او هنــاك ...فلقد غرس الشهيد أبو جهاد (الوزير ) في أخوته سماــتا" إيجابيه وقيما" خالده مصدرها عروبة ودين وتراث..وها هم اخوته وأبنائه يفاخروا به وبهــــا وها نحن نجد انفسنـــا في قراءة عميقة للمزيد من القيم التي تقتحم عقولنــا وقلوبنا ...قيم القائد التي تعلمهـــا من الشهيد المعلم تستحق منا ان نعززها ...وهنا ادعو من جديد لقراءة سيرة الشهيد أبو جهاد ..ولتدريسها للاجيال القادمة ..وأدعو لتعزيز قيم الأخلاق والثقافه فالشهيد القائد أبو جهاد أصر على أن يكون جزء من تبادل الأسرى مع إسرائيل إطلاق سراح (مكتبة ) نعم (مكتبة ) لقد ترك لنا رحمه الله تلك الحكاية ليعلمنـــا بأن الثقافه والقيم والاخلاق تبقى وكل ما عدا ذلك زائل حتى لو كان القوة ..نعم حتما ستنتصر الاخلاق والقيم والثقافه على القوة ..وهنا أدعو كل من يساهم بكتابة المناهج الفلسطينية أن يركزوا على شخصية الشهيد القائد أبو جهـــاد وتدريسها أو على القيم التي تركهـــا لنا على الأقل إن كنا نخشى ذكره رحمـــه الله في مناهجنـــا..ويمكن الاستعانه بسهولة بالكتــاب التاريخي والرائع (أبو جهاد اول الرصاص واول الحجارة ) للمناضل الدكتور محمد حمزة ليكون مرجعا" لسيرة هذا الشهيد المعلم والقيم التي تركهـــا فينـــا.

من وحي جمــلة كان هذا المقال ...وهذا ليس انتقاصا" من أي شهيد ..ولكنه دعوه للتركيز على السمــات الايجابية القريبة من القيم والبعيدة عن التهويلات والمبالغات والانانية المفرطة ..ستبقى سمات القائد الرمز أبو عمار خالده وسمات الشهيد المعلم أبو جهاد واخوته أبو أياد وابو الهول والجنرال سعد صايل وابو صبري وابو علي اياد والشهيد احمد ياسين والحكيم جورج حبش وغسان وعمر ..ونحن بحاجه وبصدق الى البساطة في الرسالة والهدوء في الطرح والتذكير بالأصول لعلنا نستطيع أن نحافظ على اخلاقية ثورتنا الانسانية لاقامة دولتنا المستقله وعاصمتها القدس ولنعيش بأمن وسلام في منطقة قدر الله لهــا ان تكون بؤرة للصراع وأساس للسلام العالمي .

رحم الله الشهيد القائد أبو جهـــاد (الوزير) وكل الشهداء .

وشكرا" للاخ محمود العالول (أبو جهــاد) والشكر موصول لقنــاة عودة الفضائية .