خرابيش على الأيام
تاريخ النشر : 2015-05-04 18:20

حينما تداس الأقلام, ويقود القوم الأقزام, ويعتلي المنابر تجار الوهم والكلام وتتوالا السنين والأيام ويصبح الحليم حائرا في الصحو والمنام وتصبح الرجولة في الانبطاح والجنون في الأقدام .ويصبح العدل غريبا والظلم سيد الأحكام ويمسي الأخ عدوا ويصبح العدو مصدر الإلهام,

كم انت غريب في وطن الغرباء ايها الأنسان ,كم انت جميل ومآسيك تزين الجدران بأزهى الألوان ويتغنى بها أعذب الألحان ,نوزع أشلائك على باب كل محسن عله يكون لها وزن في الإحسان .

وزعوا دمك موطني بين القبائل ,لكي يكون التيه في معرفة القاتل, وفي كل محاكمهم تكون أنت القاتل ,هذا هو عدلهم اليوم فلا تكون في زمانهم غير متفائل .

زرعوا الشتات بين الزهور والرياحين ,وجعلوا التعفن رائحة البساتين, وألبسوا كل المبيقات ثوب الدين ,وأعادوا طباعة صكوك الغفران وباعوها كما تباع أكياس المعونة ,في الحانات والدكاكين.

كم أنت مسحوق أيها العربي في هذا الوطن الذي أسموه باسمك ,كم أنت مسحوق أيها الفلسطيني في هذا الوطن الذي حملوك كل أعباء زمانه بعد أن بت في أدراج منسية في هيئة الأمم ,وكأن كل ما قدمت وأعطيت من دماء وأشلاء وشهداء مع وقف التنفيذ لتصبح لنا حكومة في كل حارة وضريبة على كل سيجارة ,ويد مبتورة لكل نغمة قيثارة ,لم تنتخب قادة أنت يا شعبي بل انتخبت جناة جباه لا يعرفون إلا لغة الارقام وبيع الاحلام ,فاستمرار الانقسام لأجلك, وزيادة الضرائب عليك لأجلك, وحرمانك من الكهرباء والماء والغذاء لأجلك ,وزيادة البطالة والعنوسة وكثرة الطلاق وقلة الزواج لأجلك ,التمسك بالمعابر مغلقة لأجلك ,تبقى البيوت مهدمة والركام في الشوارع والناس يفترشون الأرض ويلتحفون السماء لأجلك ,تبقى ثلة يتفننون في كيفية إخراج ما تبقى من مال لقوت أولادك لأجلك .

هل تعلم أخي المواطن بأن هدف الحكومة السرية هو تسهيل الطريق الى الجنة لك ,فكلما زادت معاناتك قصر عمرك وقلت معاصيك .

آه يا زمن النصوص واللصوص ,فلكل لص نص ,ولكل شيخ طريقة ,ولكل كذبة حقيقة, تخرج بعد انقشاع الضباب وزوال الكدر بين الأهل والأحباب ,فلا قانون بات قانون, والعقلانية أمست جنون ,والصمت على باقي المبيقات التي في جعبتهم درب من الجنون فينظرون لصمتك كما تنظر البعوضة الى جسدك وأنت نائم لكي تشبع غريزتها من دمك دون خجل أو وجل ويبررون هذا بأنه من أجل أن تعيش ,فهل أنت في عيونهم أنسان أو ....

في غزة الهموم ألوان ,في غزة الحياة أشجان ,غزة تعيش على فوهة بركان ,كل ما فيها مؤجل النظر به ,الى حين يصحو السلطان ,فهل لسلطان موعد لكي يصحو ,ألاف الخريجين العاطلين يصارعون الزمان على عشرات الوظائف وألاف المستزوجات يبحثن عن عريس بينهم فمن يفوز بالأولى لكي تفوز به على أمل أن تشرق شمس الحياة تبدأ مرحلة الهم والغم في الانقشاع وهنا تبدأ الفرحة توزع الآمال كأكياس المعونة على المحتاجين الذين يصطفون في الطوابير عل الخير يصلهم ولكن وبعد انتهاء الحفل وتبدأ مرحلة العودة الى الحقيقة تعود مرحلة الغليان الداخلي ومواجهة الحقيقة بأن الشمس انقشعت ولم تصل بعد الى كل من هم بحاجة الى قسط من الدفء

وتبدأ مرحلة طرح الاسئلة بشكل انفرادي وجماعي هل مازال في العمر بقية لكي ينتظر هؤلاء جميعا أشرافه الشمس من جديد أم بات من الضروري التحرك سريعا بحثا عن شمس جديدة لا تغيب عن كل الباحثين عنها والمحتاجين لها وهل يجدي الانتظار كثيرا بعد هذا الزمان أم بالإمكان توقيف عقارب الزمان لكي تعيد الشمس اشراقتها بالشكل الطبيعي ....أم الجميع بحاجة الى الحراك الجماعي الذي يدفع البركان لكي ينفجر ويتمرد على هذا الزمن المر الذي لم تعد كل الشعارات بما فيها من حلاوة تصلح لكي تعطيه شيئا من الحلاوة ليتمكن البعض من تجرعه ..............

بكل تأكيد الجواب لدى من يكوى بلهيب هذا البركان الذي لم يعد الرماد يصلح ليخفيه

 

4-5-2015