أموالكم ليست أعلى من أشلائهم !!
تاريخ النشر : 2013-12-04 11:34

أكثر من ستة سنوات مرت كل لحظة فيها دهر لا ينتهي وهم يصرخون ويتألمون ويدفعون ثمناً باهظاً للدفاع عن قناعاتهم وإيمانهم بالشرعية الوطنية /"السلطة الفلسطينية"/ ، فقد قدم المئات من خيرة شباب حركة فتح حياتهم لأجل حماية وجود السلطة في مواجهة الانقلاب الحمساوي عليها ، قبل وبعد أن تكتمل حلقات المؤامرة وتبسط مليشيات حماس سيطرتها على قطاع غزة ، غير أن البعض ينسى إن لم يتناسى تضحيات أولئك الأبطال الذين تطايرت أشلاؤهم وبترت أطرافهم وفي غمضة عين تحولوا إلى ذوي احتياجات خاصة على هامش الإهتمام والتقدير ، بل ينظر إليهم من قبل القيادة على أنهم عبء ثقيل يتمنون التخلص منه ولو بالموت ، بل فعلاً قيادات كبيرة قالت لو أنهم قتلوا أحسن !! لا لشيء سوى أن هؤلاء الأبطال يذكرونهم حينا بعجزهم وفشلهم في القيام بواجبهم الوطني إتجاه غزة وأهلها ، وحين آخر يصفعونهم بمؤامرة التواطؤ المفضوحة على إهمال وإنكار حقوق وإستحقاقات الغزيين التي تتهرب منها سلطة رام الله ، فلليوم لازال الكثير من أبناء شعبنا في قطاع غزة يعانون سكرات الألم ويتجرعون مرارة المعاناة منذ سنوات دون أن تلوح في الأفق بارقة أمل لحل مشاكلهم المستعصية مع إنها لا تحتاج سوى قرار رشيد ومسؤول لا يكلف الكثير من الجهد والمال بتركيب أطراف صناعية لهذه الكوكبة من الأبطال لتعينهم في تحمل أعباء حياتهم المريرة بعد أن فقدوا أطرافهم الطبيعية برصاص الانقلابين القتلة من مليشيات حماس لا لشيء سوى أنهم رفضوا الهروب من تحمل المسؤولية الوطنية والأخلاقية وتمسكوا بالدفاع عن الشرعية الوطنية الفلسطينية .

فقد خرج عدد من هؤلاء الشباب الذين فقدوا أطرافهم يصرخون ويدقون كل الأبواب التي إستطاعوا الوصول إليها بالكتب والمراسلات والاتصالات الهاتفية واللقاءات الشخصية المباشرة ولكن دون جدوى ولا مجيب للنداءات والمناشدات المتواصلة ، بل كانت النتيجة في كل مرة المزيد من الوعود والإبر المسكنة منذ أكثر من ستة سنوات حتى هذا اليوم ، وهم يدورون في ذات الدوامة من الأكاذيب التي يصدرها أصحاب القرار ، نعم ستة سنوات ونيف غير كافية للاستجابة لمطالب عدد محدود من خيرة شباب الوطن والوفاء بحقهم الطبيعي في تركيب أطراف صناعية لهم ، لكن يبدوا أن كذبة العجز في الموازنة تتسع لكل شيء من المصروفات والنتريات والمهمات التي تجد طريقها للصرف في وزارة المالية برام الله لكنها تتوقف عندما يتعلق الأمر بحل مشكلة وطنية وإنسانية لهؤلاء المناضلين من ضحايا الإنقلاب الحمساوى أو أن اللعنة حلت عليهم من قبل سلطتنا العريقة ، مثل الكثيرين من أبناء قطاع غزة الذين أسقطتهم السلطة من حساباتها !

في الوقت الذي تعتبر فيه مثل هذه المطالب حقاً مشروعاً وواجباً وطنياً لا يمكن رفضه أو التغاضي عنه وهذا بناءاً على النظام الأساسي للسلطة الوطنية الفلسطينية الذى تنص فيه المادة / 22 / في الباب الثاني (الحقوق والحريات العامة ) على رعاية اسر الشهداء والاسري ورعاية الجرحى والمعاقين واجب ينظم القانون أحكامه ، وتكفل السلطة الوطنية لهم خدمات التعليم والتأمين الصحي والاجتماعي ! ورغم هذه النصوص الصريحة والواضحة إلا أن السلطة تأبي تطنيش وتهميش حقوق المواطنين الذين دافعوا عنها ولا نعلم لماذا أو ما هو الذنب الذي اقترفه هؤلاء الشباب ليتم اهمال ملفاتهم وعدم تلبية ابسط حقوقهم الطبيعية في تركيب أطراف صناعية لهم ، فهل أصبح من الصعب رسم الابتسامة على وجوه أبناء شعبنا ؟!!! أم أن ذلك يمثل عبء على سلطتنا لا تستطيع إحتماله أم أنها تقصد قتل الروح النضالية في أبناء شعبنا ؟!!! ألا يعتبر توفير الأطراف الصناعية لشباب أصبحوا من ذوى الإحتياجات الخاصة من أبسط الحقوق لهم على الرغم أنها لو كانت من ذهب لن تعوضهم عن أطرافهم الحقيقة التي فقدوها لأجلنا ؟!! إن المعاناة اليومية التي يعيشونها لا يمكن وصفها ولا يمكن تعويضها لو بملايين السلطة فهي جحيم مقيم !!أم أن جريمتهم الوحيدة هي الهوية الغزية فقط ؟ أو قد يدعى أصحاب القرار في الغرف المغلقة أنهم من أنصار دحلان لإغفال علاجهم وتبرير جريمتهم بعد أن أصبحت كل الاجراءات العقابية الموجهة ضد غزة وأهلها قائمة على شبهة العلاقة مع دحلان !!!