مفاوضات ودردشات ومشاحنات فلسطينية
تاريخ النشر : 2015-05-02 03:23

الحياة مفاوضات هكذا اختار كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات عنوان كتابه عن مسيرة السلطة ومنظمة التحرير في مفاوضاتها مع الاحتلال الاسرائيلي، قد نستدرك من هذا العنوان انعدام الخيارات الاخرى لدى السلطة او منظمة التحرير وهذا ما اكده السيد عباس ويؤكده مرارا بان المفاوضات مع الاحتلال خيار استراتيجي ومن خلال المبادرات الدولية والاقليمية او الثنائية فالخيار هو الخيار لا بديل عنه، في حين ان السلطة ورئيسها وقادتها عبروا اكثر من مرة ان تلك المفاوضات كانت عبء زمني استغله الاحتلال لتنفيذ خططه وبرامجه والذي مازال يسير عليها حتى الان في القدس والضفة الغربية.

عناوين السياسة التفاوضية وانتظار محطات لاحقة من فشل الى فشل اخر تتركز حول حل الدولتين الذي لم تبقي منه اسرائيل اي مضمون علمي او موضوعي او جغرافي او امني في ظل الزحف الديموغرافي والامني في الضفة والقدس والاغوار والذي يتجاوز 60% من تلك الاراضي وبوعاء استيطاني فاق 850 الف مستوطن يصعب معها وضع جغرافيا سياسية وامنية لدولة فلسطينية، وما زال الرئيس عباس ينتظر مفاوضات جديدة وتحرك دولي ضاغط لتقبل اسرائيل عمليا بوجود تلك الدولة، في حين ان تلك القيادة مع انعدامها للخيارات الاخرى الضاغطة على المجتمع الدولي واسرائيل معا لم تعي ولم تستوعب ان المجتمع الدولي منذ البداية عجز او تواطأ في عدم تنفيذ القرارات الدولية من القرار 181 وهو مشروع بريطاني للورد برنادوت التي اغتالته اسرائيل وهو قرار التقسيم الى القرار 194 والذي ينص على عودة اللاجئين وتعويضهم الى القرار 242 الذي بنص على انسحاب اسرائيل من كل الاراضي العربية بما فيها الضفة الغربية وغزة، بل كانت حرب اكتوبر حرب شجاعة انجزت فيها العسكرية المصرية والعربية وهزمت قيها القيادة السياسية وبالتالي كانت الانسحابات من سيناء وبعض من اراضي الجولان مشروطة بشروط معقدة ما زالت مصر تعاني منها وسوريا في الجولان اما الضفة فهي لم تعد محتلة فقط بل في طريقها للتهويد الكامل تحت شفرة يهودا والسامرى وغزة بعد حروب ثلاث نقودها المقاومة مازالت محاصرة بفعل اجهاظ صمود غزة وبفعل الانقسام وبرنامجين مختلفين في كل من الضفة وغزة ومن اصل سلطة واحدة سلطة اوسلو وروافدها وتطورها السياسي والامني على الارض

كثر الحديث في الاونة الاخيرة بين طرقي التناحر والصراع في الساحة الفلسطينية وتبادل الاتهامات كل يتهم الاخر بمحاولات الاتصال والتفاوض مع اسرائيل في كل من الضفة وغزة وبين برنامج معلن للتفاوض تقوده السلطة وقدمت فيه تنازلات مميته لاسرائيل وبرنامج يدعو لهدنة طويلة تحت رعاية قطرية وتركية بين حماس واسرائيل ونشرت بعض وسائل الاعلام نصوص المبادرة التركية والقطرية المفترضة، وتاكيدات عباس بانه سيقاوم هو وفتح مشروع الدولة ذات الحدود المؤقته او دولة غزة التي تسعى لها حماس في حين لم يكن هناك نفيا جازما للفكرة من قيادات حماس بل علق الزهار على منتقدي هذا السلوك السياسي " بان اقامة ذولة في اي جزء محرر لا يعني التنازل عن فلسطين كما تنازل عباس" ومن ناحية اخرى نفى القيادي اسماعيل رضوان مسؤلية حركته عن تصريحات ودردشات احمد يوسف المستشار السابق لهنية والخريج من الجامعات الامريكية.

احمد يوسف الذي يوصف بالمعتدل والتي لعبت اراءه منذ سنوات سابقة في تهيئة اجواء المصالحة بين فتح وحماس وبالتحديد مع القيادي الفتحاوي والوطني والمنافس لابو مازن والمعارض لنهجه في حركة فتح والسلطة محمد دحلان، كما هو الحال لا اعتقد ان احمد يوسف ينطق عن الهوى او يتجاوز اطاره في حماس لكي يخرج عن سياسة حركته بل ان احمد يوسف يمثل الوجه المقبول طرحا حينما تريد حماس ان تناور اوتطلق مبادرة او تمهد لمبادرة او سيناريو كما هم كثيرون من قيادة حماس احدهم يصرح في الشرق والاخلر يصرح في الغرب،

اجمالا لادخان بدون نار، فالاجواء السياسية قد تطرح مثل تلك المبادرات والمناخات ايضا من حصار وتعثر او فشل في برنامج المصالحة او تغيير في قواعد اللعبة بين محمود عباس وحماس فاعتقد الجهتين مضيتين في تفصيلات وتكريس الانفصال وبرغم دعوات الطرقين لاتمام المصالحة وربما تكون الورقة الاخيرة التي تطرحها حماس بنداء اسماعيل هنية ومناشدة السعودية في خطبته ليوم الجمعة في المشروع السعودي برفح لتتوسط لاتمام المصالحة وحل قضية الموظفين وغزل حماس لمصر بانها معنية بامن مصر والحفاظ علية وافق جديد في علاقات حماس وانفتاحها على الغرب والدول العربية قد يعطيها مزيد من الاوراق التي تهدد برنامج ونهج الرئيس عباس بل تقويضه في ظل ضعف السلطة، وتشتت فتح وخلافاتها الداخلية وتاثير قرارات عباس لاضعاف فتح في غزة وهي العمود الفقري لفتح عموما بفصله واقصاءه قيادات وكوادر فتحاوية من غزة وحصار التنظيم وتضييق سبل دعمه واستنهاضه.

مفاوضات في الضفة ودردشات من غزة ومشاحنات واتهامات من السلطة تتهم حماس بالتفاوض مع اسرائيل وكأن المثل الشعبي حاضرا"""علمناهم الشحته سبقونا على الابواب"" هكذا موقف السلطة او قد يكون شبيه بفلم اب فوق الشجرة للراحل عبد الحليم حافظ.

اذا كان الرئيس عباس متخوفا من الفصل السياسي والجغرافي لغزة كما يتحدث وبتخوف لماذا لا يحضر لغزة وبقيم في مقره في تل الهوى في غزة ويمارس صلاحياته كرئيس للسلطة ويمارس صلاحياته عندئذ اعتقد اذا كان هناك اي توجه لما يتهم حماس فيه فانه سيفشل هذا المخطط بل ندعو عباس ان ان يعلن الدولة من غزة لطبيعة المناخات التي تختلف عن الضفة ومن خلال برنامج تطلق فيه المقاومة في الضفة لاوالفعاليات الوطنية لتحرير الضفة المحتلة ومطالبة المجتمع الدولي بالميناء والمطار في غزة، والتوجه للجنائية الدولية والمحافل الدولية لمحاكمة قادة الاحتلال، والسعي لاعتراف حكومي ودولي بالدولة الفلسطينية وهذا بمنظور برنامج منظمة التحرير والحل المرحلي.