دور المثقف في ترسيخ الوحدة في ظل هيمنة المفاهيم الحزبية
تاريخ النشر : 2015-04-30 18:35

 في خضم ضياع الاهداف الوطنية وفي ظل هيمنة المفاهيم الحزبية ، يعتبر بروز دور الثقافة في تعزيز الوحدة الوطنية مهم وجوهري ،و هذا يبدأ من معرفتنا لحقيقة أنَّ الثقافة ترسم الوعي الجمعي للأمة وتصقل شخصيتها التي تكونت عبر التاريخ ، ومن هنا فإن المثقف المنتمي للشخصية الثقافية للأمة ينطلق في وعيه الفكري المستمد من الواقع حاملا معه أسس الدفاع عن الشخصية الثقافية للأمة ليستخدمها كسلاح في وجه مختلف التحديات التي تواجهها ، ومن هذا المنطلق أرى انه لابد أن يتجه الأدباء والمثقفون في هذا الجزء من الوطن الفلسطيني ، في ظل زمن التشطير إلى الدفاع عن الهوية الوحدوية لفلسطين أرضا وإنسانا . ومن الضروري اللازب أن يضع المثقف الفلسطيني على رأس جدول اهتمامه ونضاله الربط بين تحقيق الديمقراطية والوحدة في سياق ثقافة وطنية تستند الى النضال بالكلمة في اتجاه بلوغ الغايات والأهداف العظيمة للوطن...

وفي هذا السياق لا ننكر دور ثلة لا بأس فيها من الأدباء والكتاب في تقديم التصورات والرؤى التي تساعد على تسريع التحول الديمقراطي الوحدوي، ونعتقد أن المدخل الثقافي هو وسيلتنا في النضال من أجل تطوير مكتسباتنا الوطنية والديمقراطية وأن أبرز المهمات في مرحلتنا الراهنة تكمن في تأكيد الوحدة الوطنية لأنها صمام الأمان لترسيخ القيم الوحدوية والديمقراطية.

مؤسسات المجتمع المدني وترسيخ ثقافة الوحدة :

في هذا السياق نرى ضرورة تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني ، والقيام بدورها بشكل منسجم مع اهداف المجتمع التي انطلقت من داخله ومن عمق ثقافته وفكره وتعميم ثقافة المجتمع المدني وتجسيدها في الوعي الجمعي للشعب ،وعليه نعتقد أن تعزيز الوعي والتحول الديمقراطي يتم من خلال تعميم ثقافة المشاركة والحب والتسامح ورفض منطق الاستقواء والاقصاء ونبذ العنف ، لان الوطن للجميع وليس لجماعة بعينها .

وتأسيسا لما سبق نرى ان على كل مؤسسات المجتمع المدني حماية تلك المفاهيم ودعمها وتطويرها، وحمايتها من الأخطار التي تهدد الوطن وفي مقدمتها أخطار العنف والتطرف والتفرد التي تضع العقبات أمام نهوض الوطن وتقدمه ..

إن تعميم ثقافة الحريات والحقوق المدنية ضرورة أساسية ومهمة ملحة ينبغي القيام بها عاجلاً وبدون تأجيل من أجل انتصار ثقافة المشاركة والتسامح، وعلى هذا الأساس فإن على المثقف المستمد فكره من وحى وطنه أن يولي تعزيز الهوية الوطنية الخاصة والمبنية على مبدأ الولاء الوطني أهمية بالغة للوصول الى بر الامان

المثقف والاعلام وصقل مفاهيم وحدوية

وهنا لابد من الاشارة الى أهمية الإعلام والثقافة في تعزيز الوحدة الوطنية وصيانة السلم الاجتماعي ، في ظل مشروع وطني تتضافر من خلاله جهود مؤسسات المجتمع المدني في سياق شراكة مع حكومة الوفاق وفق استراتيجية وطنية شاملة للنهوض تعطي أولوية خاصة للوحدة الوطنية ،.وممكن تحقيق ذلك من خلال :

- اعادة صياغة الاستراتيجيات الثقافية والإعلامية

- ترسيخ مفاهيم جديدة مستمدة من التراث لإرساء الاستراتيجية الوطنية الوحدوية

- تعزيز حب الوطن فوق حب الحزب في مراحل الطفولة والشباب

- اعادة صياغة برامج الأحزاب الوطنية والدينية واضافة فقرات تعزز روح الانتماء للوطن ووحدته

- اعادة صياغة كل الأدبيات والوثائق المتصلة بصيانة الوحدة الوطنية وصيانة السلم الاجتماعي موضع التطبيق من قبل كل شركاء العمل السياسي والوطني ومن قبل الدولة ومؤسسات المجتمع المدني

- الاهتمام بالتربية المدنية والوطنية والتاريخ والتراث والاهتمام بالطفولة وغرس مفاهيم السلام والمحبة والولاء الوطني وحب الوطن في نفوس النشء

- تحسين الرسالة الإعلامية الموجهة للمجتمع ولفئة الأطفال على وجه الخصوص

- القدرة على استخلاص العبر، والدروس من المجتمعات المحيطة والاستفادة من تجاربها وتصحيح الاخطاء لحظة بلحظة.

.وفى النهاية يجدر الاشارة الى قضايا تسهم في تعزيز دور المثقف في رسم صور الوحدة الوطنية وهي

(إنه من الضروري ان تتكاثف قوى الشعب والتنظيمات الوطنية كضمان فعلي لتحقيق الوحدة، وبدون توحيد الجهود ومشاركة الجماهير تهتز الثقة وتفتح منافذ لتسلل الأعداء )