بيان صادر عن الجبهة العربية الفلسطينية في يوم العمال
تاريخ النشر : 2015-04-30 13:28

أمد/ رام الله : اصدرت الجبهة العربية الفلسطينية ، بياناً بمناسبة يوم العمال العالمي ، الأول من أيار ، جاء فيه :

يا جماهير شعبنا العظيم:

الأول من أيار مناسبة نتوقف فيها أمام مسيرة التضحيات العظيمة المخضبة بدماء وعرق عمال العالم الذين جسدوا أسمى معاني التضحية والعطاء في سبيل الحصول على الحقوق والحياة الحرة الكريمة  وتحقيق العدالة الاجتماعية ليستحقوا بجدارة أن يحتفل العالم كله بمختلف شرائحه بهذا اليوم باعتباره رمزاً وعنواناً للنضال ضد الاضطهاد والظلم والاستعباد، وليجدد العالم فيه تقديره وعرفانه للطبقة العاملة على دورها في مسيرة تطوير المجتمع الإنساني. فكل التحية لكافة السواعد السمراء في العالم، ولعمال فلسطين عظيم التحية وهم يواصلون ثباتهم وصمودهم في معركة لقمة العيش، ويواجهون سياسة الحصار والتجويع الممنهج التي اعتمدتها حكومات الاحتلال ضد شعبنا المناضل والتدمير المتعمد للاقتصاد الفلسطيني، وما يفرزه ذلك من مشكلات اجتماعية خطيرة تزيد من نسبة الفقر في المجتمع بشكل خطير وما يفرزه الحصار أيضاً من ارتفاع للأسعار بشكل جنوني تزيد من مصاعب الحياة والتي تتحمل طبقة العمال الكم الأعظم منها.  

يا جماهير شعبنا المناضل:

يأتي عيد العمال هذا العام والحصار الظالم والجائر لا زال مضروبا على شعبنا ينتج مفاعيله السلبية على كافة فئات المجتمع وعلى كافة الصعد، حيث اتساع دائرة الفقر والبطالة في المجتمع الفلسطيني، خصوصاً أن هذا الحصار وإفرازاته جاءت لتزيد الأعباء على كاهل العامل الفلسطيني الذي واجه طوال السنوات الماضية الظلم المزدوج من أرباب العمل، ومن إجراءات الاحتلال البغيض ومخططاته بضرب الاقتصاد الوطني وإبقائه تابعاً للاقتصاد الإسرائيلي ومسيطراً عليه لاستخدامه كورقة ضغط وابتزاز على قيادة الشعب الفلسطيني كلما أراد ذلك. كما عانى عمالنا تهميشاً واضحاً نتيجة لغياب الرؤى والخطط التي تعالج مشكلات هذه الفئة وغياب الدعم والإسناد لهم، الأمر الذي يجعلنا أكثر شعورا بالمسئولية تجاه حقوق الطبقة العاملة ويدفعنا إلى العمل بكل جهد من اجل توفير حياة كريمة لها مطالبين بوضع إستراتيجية وطنية  للنهوض بالاقتصاد الفلسطيني ووضع الآليات المناسبة لمعالجة البطالة المتفاقمة والانطلاق نحو اقتصاد فلسطيني قادر على المواجهة والاكتفاء ذاتيا.، مؤكدين ان هذه الاستراتيجية اول ما تتطلب هو تحقيق الوحدة الوطنية وتمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة دورها كاملاً في قطاع غزة ،مما يدعونا جميعاً إلى مباشرة العمل بكل جهد من اجل ازالة أي معيقات امام تولي الحكومة لمسئولياتها، وفي مقدمتها التراجع عن فرض ما عرف "بقانون التكافل" في قطاع غزة  الذي  يزيد من الاعباء الملقاة على كاهل شعبنا في القطاع .

يا جماهير شعبنا الباسل:

إننا في الجبهة العربية الفلسطينية ونحن نتوجه إلى عمالنا البواسل بعظيم التحية في يومهم العالمي  فإننا نؤكد على ما يلي:

1-      نتوجه بالتحية إلى عمالنا الأبطال وندعوهم إلى الانخراط في النقابات العمالية وإجراء انتخابات نقابية تؤسس لحركة نقابية قادرة على الدفاع عن حقوق العمال ومطالبهم العادلة ، كما ونؤكد على ضرورة الإسراع بإقرار قانون تشكيل النقابات.

2-      المباشرة بتمكين الحكومة من القيام بدورها في معالجة كافة المشاكل بما فيها معالجة النتائج الوخيمة للحصار الظالم ، ووضع الخطط المناسبة للنهوض بالمجتمع الفلسطيني ومعالجة البطالة المتفاقمة ووضع حد للذرائع الإسرائيلية لمواصلة إغلاق المعابر والانطلاق نحو اقتصاد فلسطيني قادر على المواجهة والاكتفاء ذاتيا.

3-      التوقف أمام الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه شعبنا بشكل عام والطبقة العاملة بشكل خاص ووضع الخطط  التنموية المناسبة للارتقاء بالواقع الاقتصادي  من خلال إعادة النظر في علاقاتنا الاقتصادية وسياسات التشغيل أو البطالة أو توزيع المساعدات لتكون ضمن مقاييس وطنية عامة حسب الضرورة والحاجة وليس على أساس الولاء السياسي.

4-      مطالبة السلطة بتوفير الحماية لحقوق العمال وإقرار قانون التأمينات الاجتماعية وإيجاد المؤسسات الاجتماعية القادرة على تنفيذها.

5-      ضرورة إعادة النظر في اتفاقية باريس الاقتصادية وإجراء التعديلات بما يضمن استقلال الاقتصاد الفلسطيني.

6-      العمل على معالجة سريعة لمشكلة البطالة المتفاقمة بين الخريجين في أرجاء الوطن كافة وفي قطاع غزة بشكل خاص .

7-      إعادة النظر في قانون العمل واستحداث تشريعات تضمن حماية حقوق العمال من استغلال أصحاب العمل نتيجة لارتفاع معدلات البطالة والفقر وغياب الرقابة على تطبيق قانون العمل وكذلك ضرورة تنفيذ قانون الحد الأدنى للأجور ، وإقرار قانون التأمينات الاجتماعية وإيجاد المؤسسات الاجتماعية القادرة على تنفيذه.

8-      العمل فلسطينياً من خلال كافة النقابات والاتحادات العمالية ومؤسسات حقوق الإنسان والمؤسسة الرسمية الفلسطينية  إلى البدء بحملة إعلامية لفضح الجرائم الإسرائيلية وما ألحقته من تدمير للاقتصاد الفلسطيني وحجم المعاناة التي يواجهها القطاع الاقتصادي الفلسطيني نتيجة للإجراءات والممارسات الإسرائيلية المنافية لأبسط قواعد القانون الدولي.

9-      العمل بكل الجهد من الكتل النقابية والأحزاب السياسية لتوحيد الحركة النقابية الفلسطينية بما يمكنها من الدفاع عن حقوق العمال وحشد اكبر تأييد نقابي عربي ودولي لحماية عمالنا.

10-    نناشد العالم وكافة الاتحادات النقابية الدولية والعربية لتحمل مسئولياتها تجاه ما يعانيه شعبنا وعماله ، والعمل بكل الوسائل من اجل رفع الظلم الذي نعاني منه سواء من قبل الطرف الإسرائيلي وإجراءاته أو من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي التي تواصل حصارها الظالم ليصبح لهذا اليوم معناه الحقيقي وليبقى عنوانا للنضال الأممي ضد الظلم والاضطهاد .

عاش الأول من أيار.. عاش عمال فلسطين ..

المجد والخلود لشهداء حركتنا العمالية ولكافة شهداء شعبنا وامتنا..

كل التحية لأسيراتنا وأسرانا في سجون الاحتلال .. والشفاء العاجل لجرحانا الأشاوس

معاً وسوياً من اجل الحرية والاستقلال والديمقراطية