نصر الله والأسد.. "الورقة الأمنية" الأخطر إلى الميدان
تاريخ النشر : 2015-04-30 12:01

رسالة "أمنية" مربكة عبرت من أحد كبار المسؤولين الألمان من برلين إلى تل أبيب، عقب الغارات "الإسرائيلية" على منطقة القلمون، ذُيِّلت بعبارة "لقد دفعتم نصر الله والأسد إلى إخراج أخطر الأوراق من حوزتهما، وتوقعوا ما هو خارج حساباتكم في كل ميادين المواجهة، وصولاً إلى عدن".
الرسالة التي سُرِّبت من دبلوماسي غربي في عمّان - وفق معلومات صحافية - كشفت عن ضغط سعودي - تركي باتجاه زعزعة طوق العاصمة السورية، وتعهُّد السعودية بتغطية نفقات تدخُّل قوات عربية مشتركة يتجاوز تعدادها 48 ألفاً، براً في الداخل السوري، تزامنت مع كلام نقله أحد صحافيي محطة "إن دي إر" الألمانية، عن القائد السابق لحلف الناتو؛ "ويسلي كلارك"، أكد فيه أن النظام السعودي أوعز لقادة تل أبيب - عبر لقاء جمع رئيسي استخبارات البلدين مطلع الشهر الجاري في إسبانيا - بتوجيه ضربة قاصمة لحزب الله في توقيت قريب، تواكب الهجمة السعودية - التركية في الشمال السوري، والضغوط المسلحة المتزامنة حيال العاصمة دمشق، مرجحاً - بقوة - أن يدفع التهوّر السعودي الذي يقوده الأميرمحمد بن سلمان، عبر لعبه بالنار السورية بشكل مباشر هذه المرة، مع حليفه التركي المستجد، ودخول "إسرائيل" على خط المواجهات، الرئيس السوري بشار الأسد وأمين عام حزب الله حسن نصر الله، إلى إنزال أخطر "الأوراق الأمنية" إلى الميدان، والتي ستؤدي حُكماً إلى ارتدادات دراماتيكية خطيرة داخل العائلة المالكة السعودية، كما في دول الخليج،، وصولاً إلى "إسرائيل".
مسؤول أمني ألماني رفيع المستوى، وبناء على تقارير استخبارية ألمانية، حذّر قادة تل أبيب من أن رد حزب الله هذه المرة لن يكون تقليدياً؛ ربطاً بتوحيد الجبهات التي كان أشار إليها أمين عام حزب الله، وعليه، فعلى "إسرائيل" أن تتوقع ضربات خارج حساباتها من إحدى الجبهات العديدة التي يديرها حلف دمشق - طهران - حزب الله على امتداد المنطقة. وإذ لفت إلى أن صمت أركان هذا المحور حتى الآن يُخفي في طياته رداً "استراتيجياً" تمّت دراسته بتأنٍّ شديد، بعيداً عن الضوضاء الإعلامي، ذكر المسؤول الألماني أن غموض رد هذا المحور عقب سقوط جبهة إدلب وجسر الشغور شمال سورية، والضربة "الإسرائيلية" المؤازرة لحراك جماعات السعودية وتركيا على الأرض، يشبه إلى حد كبير ردة فعل حزب الله في الأيام الأولى لحرب تموز 2006، حين جعل القادة "الإسرائيليين" ينامون على حرير سكوت الحزب عن الرد جراء "سحق" منظومته الصاروخية، ليستفيقوا بعدها على ضربات غير مسبوقة فجّرتها صليات هذه المنظومة في عمق "إسرائيل"، على مدى 33 يوماً من المواجهات، وكانت كفيلة بتسجيل الحزب نصراً ذهبياً في مرمى الشباك "الإسرائيلي".
وربطاً بالهجمات المسلّحة الضخمة التي قادتها تركيا لوجستياً واستخبارياً بشكل مباشر، على جبهات إدلب وجسر الشغور في الشمال السوري، بعديد تجاوز الـ5000 مسلح في الهجوم الأخير، غالبيتهم شيشانيون وقوقازيون، أمّنت عبورهم الاستخبارات التركية، بعد التحضير للهجمات في غرفة عمليات أنقرة على مدار شهر كامل، وفق ما أجمعت وكالات الأنباء العالمية والمصادر الأمنية السورية، نقلت قناة "روسيا 1" عن مسؤولين أمنيين في القيادة العسكرية الروسية، تأكيدهم رصد اتصالات مباشرة تمّت في منتصف الشهر المنصرم بين مسلحين متشددين من شمال القوقاز، وممثلين عن أجهزة الأمن الأميركية، أُلحقت بتقرير تضمن دلائل تشير إلى ارتباط هذه الاتصالات بالاستخبارات التركية، على خلفية حشد أعداد كبيرة من مسلحي القوقاز والشيشان لرفدهم إلى جبهات الشمال السوري.
وبحسب التقرير، فإن الهجمات المسلحة غير المسبوقة بالعديد والعتاد في جبهتي إدلب وجسر الشغور، والتي حسمت فيها صواريخ "تاو" الأميركية المعارك، رغم شراسة أداء وحدات الجيش السوري، بعد تأمين شحنات كبيرة من تلك الصواريخ لمجاميع المسلحين المهاجمين عبر الحدود التركية، أعقبت اجتماعات "أمنية" مكثفة جمعت ضباطاً سعوديين وأتراك و"إسرائيليين" وقطريين في غرفة عمليات أنقرة بدءاً من منتصف الشهر الفائت، تزامناً مع الهجوم السعودي على اليمن، وأفضت أيضاً إلى "جلب" زهران علوش (رجل الاستخبارات السعودية) من عمان، والذي - وفق المعلومات الأمنية الروسية - مهّد لمهمته الجديدة بلقاء ضباط "إسرائيليين" في العاصمة الأردنية، ينسّقون اجتماعات أركان عمليات "موك"، بحضور "الوسيط" بين الاستخبارات "الإسرائيلية" والمعارضة السورية؛ مندي صفدي، قبل أن يُدعى إلى اجتماع أنقرة لإسناده مهمة قيادة هجمات مسلحة هي الأعنف، حسب توصيف المعلومات، تعهّد الضباط السعوديون بدعمها عديداً وعدة، بهدف القبض على عنق دمشق.
أُمْنية يبدو أنها ستبقى معلقة على حائط الخيبات السعودية وحليفاتها تجاه إسقاط الدولة السورية ورئيسها بشار الأسد، في ظل إشارة مراقبين ومحللين عسكريين إلى ما ينتظر النظام السعودي من استحقاقات خطيرة مقبلة، وارتدادات أمنية مماثلة في الداخل التركي، قد تطيح برأس رجب طيب أردوغان، وفق معلومات "ايلي ليك"؛ كبير مراسلي موقع "ديلي بيست"، من دون إغفال "الورقة الأمنية" الهامة التي قادت على عجل وزير الدفاع السوري إلى طهران، مُرفقة بتأكيدات حاسمة بالنصر على لسان أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، نقلها أحد القياديين المقربين من محور المقاومة، مذيّلة بعبارة "النصر حليف سورية، هذا وعدي والدكتور بشار.. انتظروا القادم من الأيام"..
عن الثبات اللبنانية