الضفة ميدان تدريب للقتل
تاريخ النشر : 2015-04-29 16:02

صعد جيش الاحتلال خلال الأيام الماضية من سياسة القتل بدم بارد في كافة مناطق الضفة الغربية؛ وتزييف الحقائق حول القتل والتصفية؛ وكرر كذبة وضع سكين او بلطة بقرب من يقوم بقتله؛ وتفنن في اختلاق القصص وحبكها، وفبرك أخرى لتبرير جرائمه بحق الشعب الفلسطيني المسالم والأعزل.

الجندي الذي يطلق الرصاص على طفل أو شاب اعزل؛ نفسيته تكون حاقدة، وملؤها الكراهية والإجرام والإرهاب؛ ليحصد روح أطفال وشباب كانوا يبحثون عن قوت يومهم وعائلتهم؛  ويخططوا لمستقبل مشرق وأفضل، وأحلام جميلة تبخرت وقتلت كلها فجأة دون سابق إنذار من قبل جندي أعماه الحقد والكراهية.

فاجعة إعدام الأطفال والشبان في القدس المحتلة والخليل والتي كانت آخرها قتل الشاب محمد يحيى من جنين؛ هزت مشاعر الفلسطينيين، وأبكت القلوب؛ وعمقت السخط والغضب  على جنود جيش الاحتلال الذين يستسهلون بسرعة عملية إطلاق الرصاص الحي على كل من هو فلسطيني؛ في ظل غياب رادع.

لا ينقص الاحتلال اختلاق القصص والأكاذيب، والفبركات لتبرير عملية الإجرام، فوضع سلاح مزيف بجانب الشهيد وتصويره سهل جدا، ولا يحتاج للكثير من الجهد والتفكير، وهو ما لا ينطلي حتى على اصغر طفل فلسطيني عايش صور عديدة من ظلم الاحتلال، بشكل يومي على الحواجز وطرقات الضفة التي يستبيحها المستوطنون وجيش الاحتلال.

باتت سلطات الاحتلال تتخذ كل موقع في الضفة ميدان تدريب وساحة إعدام؛ وليس فقط الحواجز او الطرق الالتفافية؛ أو قرب الجدار كما حصل مع الشهيد محمد من قرية العرقة قرب مدينة جنين.

يزعم "نتنياهو" أنه جيشه الأكثر أخلاقية؛ في الوقت الذي يقوم بتعبئة جنود ومجندات جيشه  بالحقد والغل وكره كل ما هو فلسطيني بغض النظر عن لونه ولونه الفكري؛ فرصاص الاحتلال لا يميز بين فلسطيني وفلسطيني.

إعدام أطفالنا وشبابنا جهارا نهارا؛ وأمام الكاميرات؛ هو رسالة واضحة للكل الفلسطيني، من القمة حتى القاعدة؛ أن دمكم رخيص، ولا بواكي لكم، وليس لكم إلا ما نتفضل به عليكم من فتات طعامنا.

منظومة القيم والأخلاق في دولة الاحتلال غير موجدة؛ وفي أحسن الأحوال هي مقلوبة ومنحرفة بشكل غير مسبوق، فالقتل عندهم عادي جدا، ما دام الضحية هو فلسطيني يزرع أرضه أو يبحث عن قوت يومه.

دم الضفة صار مستباحا لجنود ومجندات جيش الاحتلال، واختلاق الأسباب والذرائع والأكاذيب سهل جدا من قبيل؛ مهاجمة الحاجز، محاولة طعن، لم ينصاع للأوامر، لم يتوقف، اقتحم الحاجز بسرعة؛ فتنشئة وتعبئة الجندي في دولة الاحتلال تقوم على أنه من شعب الله المختار، وأن الشعوب الأخرى، نساء وأطفالا ورجالا، مسخرين لهم، ولا بأس بقتلهم والتدرب فيهم، فشريعة الغاب تحكم عقلية جنود الاحتلال.

المنطقة والمرحلة حبلى بالمفاجآت؛ وما يمارسه جنود الاحتلال من قتل وطرد وتهجير الشعب الفلسطيني لن يدوم؛ والأيام دول؛ ولكن عندها لن يقاتل المسلمون إلا من قاتلهم؛ وليس كما يفعل جنود جيش الاحتلال بقتل كل من يصادفهم.