تراجع شركات فرنسية عن تنفيذ مشروع 'تلفريك' فوق البلدة القديمة في القدس
تاريخ النشر : 2015-04-28 20:21

أمد / القدس المحتلة :  أكد مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس المحامي أحمد الرويضي أن الشركات الفرنسية التي كانت قد أعلنت عن نيتها تنفيذ المشروع المعروف باسم 'مشروع تلفريك' فوق البلدة القديمة بالقدس، قد تراجعت عن تنفيذه واعتذرت عنه.

وكانت بلدية القدس الغربية قد أقرته، وقررت أن يمر من منطقة سلوان بالإضافة إلى الأماكن المقدسة ومقبرة باب الرحمة، وسيلامس سور المسجد الاقصى المبارك، ومواقع اثرية تاريخية اخرى الى جبل الزيتون، ويشوه صورة المدينة وارثها الديني التاريخي حسب المخطط الذي اعلن عنه في وسائل الاعلام الاسرائيلية.

جاء ذلك على لسان ممثلين عن جمعية الصداقة الفرنسية الفلسطينية، والتي استقبلها الرويضي، اليوم الثلاثاء، في القدس واصطحب اعضاءها في جولة للمسجد الاقصى المبارك، حيث كان في استقبالهم ممثلون عن دائرة الاوقاف الإسلامية، ورئيس مجلس الاوقاف الاسلامية الشيخ عبد العظيم سلهب.

وكانت اتصالات عدة قد اجرتها القيادة الفلسطينية من خلال ديوان الرئاسة الفلسطينية مع اطراف مختلفة دولية وعربية وإسلامية، حول خطورة هذا المشروع ومساسه بالارث الحضاري لمدينة القدس والمسجلة على قائمة التراث العالمي منذ العام 1982.

وأكد الرويضي انه سبق أن تم التنسيق مع جمعية الصداقة الفرنسية مع فلسطين من اجل رفع دعوى قضائية ضد بعض الشركات الفرنسية التي شاركت بتنفيذ مشروع 'قطار القدس الخفيف'، واثمرت تلك الدعوى والتي شاركت فيها كطرف اساسي سفارة فلسطين في فرنسا الى اثارة الرأي العام الأوروبي والفرنسي بشكل خاص، حول ضرورة مقاطعة المشاريع التي تنفذها اجهزة اسرائيلية مختلفة في القدس الشرقية، باعتبار ذلك مخالفا للقانون الدولي، ويتعارض مع قرارات الامم المتحدة ومواقف الدول الأوروبية، والتي تعتبر القدس الشرقية جزءا من الاراضي المحتلة وترفض الاستيطان فيها.

وكان الشيخ سلهب الرويضي قد استعرضا امام اعضاء الجمعية الذين زاروا المسجد الاقصى المبارك ولاحظوا اقتحامات المستوطنين بحماية الامن الاسرائيلي، المخاطر التي يتعرض لها المسجد الاقصى المبارك باعتباره جزءا من عقيدة المسلمين، وما يترتب على الاجراءات الاسرائيلية المعنلة بالتقسيم الزماني والمكاني واستهداف المرابطين والمرابطات ومنع المصلين والمصليات من الوصول اليه، وما يلحق ذلك من عرقلة لمشاريع دائرة الاوقاف الاسلامية باعتبارها المشرفة على المسجد من خلال الرعاية الهاشمية له والمتعلقة بترميم المسجد وتنفيذ بعض المشاريع الهامة، والتي تتطلب ادخال مواد وهو ما تحاول اسرائيل منعه من خلال سيطرتها الكاملة على الامن وابواب المسجد، وبالتالي وضع القيود غير المبررة اطلاقا امام اي عملية ترميم او القيود على المصلين القادمين لاداء الصلاة في المسجد.

وقال الشيخ سلهب إن الاقصى بما يمثله من مساحة 144 دونما كاملة تشمل كافة المساحد والمرافق والمآذن والساحات العامة هي جزء لا يتجزأ من المسجد الاقصى المبارك، واضعا امام الوفد الضيف القرارات العدة التي صدرت عن منظمة اليونسكو باعتبارها المحافظة على الارث العالمي والقدس مسجلة كمنظقة مستهدف فيها الارث العالمي بالحفريات المستمرة التي تقوم بها الجهات الاسرائيلية، وبشكل خاص في محيط المسجد الأقصى المبارك، ومن دون السماح لأي جهة بما فيها دائرة الاوقاف الاسلامية على ما يجري من حفريات، حيث اكد خطورة الوضع وضرورة تدخل المجتمع الدولي والمؤسسات الفرنسية بشكل خاص ودعم الموقفين الاردني والفلسطيني بما يحافظ على الوضع القائم في المسجد الاقصى.

واستعرض الرويضي المضايقات التي يتعرض لها المصلون والتي وصلت الى حد محاولات حرق المسجد القبلي من خلال اطلاق قنابل الصوت والغاز على سجاده، حيث شاهد الوفد بعض الرصاصات والقنابل التي استخدمتها اسرائيل في اعتدائها على مقدس المسلمين، كما استعرض الاعقالات والاعتداءات على المرابطين والمرابطات والتي كان آخرها اختطاف ثلاث نساء من ساحات المسجد المبارك امس الاول، كما وضعهم في صورة القرارات التي صدرت بحق بعض النشطاء بهدف ابعادهم عن المسجد الاقصى المبارك، وكشف لهم بأمثلة حية خلال العام الاخير بشكل خاص المحاولات المتكررة الاسرائيلية لتغيير الأمر الواقع.

ووعد الوفد بنقل ملاحظاته الى وسائل الاعلام الفرنسية وللحكومة والبرلمان الفرنسي.

وسيستمر الوفد في زيارات اخرى لأحياء مهددة بالمصادرة والهدم في القدس.