نصان من دفتر الإنتفاضه (عاطف ابو بكر)
تاريخ النشر : 2013-12-03 13:45

 

لسار المجد في الدنيا وراها

 

رُماةُ الصخر أغلبهمْ صغارُ

ورغمَ السن للأهوالٍ ساروا

بعمر الوردِ حتّى أو يقلّوا

وللميدانِ كالعقبانِ طاروا

ترى الفتيان أصغرهمْ كطوْدٍ

ويوم الحسم عالمنا أثاروا

بزاةُ الطير لَمْ تهزمْ فراخاً

بل انهزمتْ وكان لها اقتدارُ

فصار الجارحُ المقتولُ زاداً

تعجُّ بهِ البراري والقفارُ

إذا زحفوا تخال النملَ يدبي

وَإِنْ رجموا،خصومهمُ تواروا

بكفٍ يافعٍ صفعوا عدواً

وصخرٍ قاتلٍ صالوا وباروا

تصدُّ الخصم إِنْ رُصَّتْ صدورٌ

فيصعقهمْ بميدانٍ جدارُ

تلَظَّى الحزنُ فيها مثل جمرٍ

وأذكى غُلَّهمْ فيها الأُوارُ

ترى الأحجارَ تحسبها سيوفاً

وعند حفافها سُنَّتْ شِفارُ

تداعبها أناملهمْ بحبٍ

فرفْقاً بين أيديكمْ حجارُ

ورفقاً بين أيديكمْ لآلي

ورفقاً بين أيديكمْ محارُ

مشاةٌ للمعارك في ثباتٍ

وخلف حشودهمْ ثارتْ غُبارُ

أبَوْا أنْ يقبلوووواجوْراً وذلاً

ودون ترددٍ هبّْوا وثاروا

أبَوْا أن يرتضوووواعسْفاً وخسْفاً

وخافوووا الويل،إِنْ ركعَ الكبارُ

فداسوا الجمرَ والأقدام تخفى

وكلّ سلاحهِ الفتاك جاروا

فلا لغةٌ تروقُ لهمْ بتاتاً

سوى حجرٍ يطيبُ بهِ الحوارُ

فجيل الرفضِ إمّا بان تلقى

جنوداً دُجّجوا فزعوا وحاروا

وإذْ تُرمى حجارتهمْ يفرّوا

فيقدحُ في الدُجى منها شرارُ

فترتعدُ الفرائصُ ،مثل سكرى

تدورُ برأْسهمْ صاحِ العُقارُ

صليل الصخر في الميدان يهدي

فتحسبُ أنّهُ علَمٌ ونارُ

فكلّ معارك الأشبال حسمٌ

وكلّ معاركٍ سبَقَتْ هِزارُ

وتلك معارك الفتيان تُروى

ومهما تُسهبوا فهو اٌختصارُ

بدمِّ صغارناالأمجاد خُطّتْ

وللتاريخ أسطرها أعاروا

فكل العُرْبِ فيها قد تساموا

ومنها الصيت والمجد استعاروا

فأشرقتِ الشموس بكل سطرٍ

وبعد سطوعها اٌنبلجَ النهارُ

فبانَ نهارنا والليل ولّى

فقيل أُميط عَنْ سحْرٍ خِمارُ

رماةُ الصخر من لحمٍ ودّمٍ

وليس يفُتُ في عضُدٍ حصارُ

تراهمْ إِنْ دنا الأعداء أرغوا

وَإِنْ لاذوا كآسادٍ أغاروا

ولا يرضوا بمعركةٍ نكوصاً

لأنّ الحسم عندهمُ قرارُ

وأقصى العار لو أحدٌ توانى

فكيف يكون عندهمُ الفرارُ

فطعم الموت يضحي الف حلوٍ

إذا كان الفرارُ هُوَ الخيارُ

فليس يُعيدُ أوطاناً هتافٌ

وليس يعيدها أيضاً شعارُ

وليس يعيدهاإلّا سخاءٌ

فكيف يعيدها معَهُمْ حوارُ

لقد جرّبتمُ زمناً ،كفانا

نتائجهُ دمارٌ والجدارُ

ستبقى ساحة الميدان ،صحبي

ولو طال القتال هِيَ الخيارُ

لقد خطّ الصغار له طريقاً

وبالبذلِ السخيٍّ لَهُ أشاروا

فهم أنقى بلاد العُرْبِ سطراً

وليس يعيب سيرتهمْ شَنارُ

وهمْ أعلى مقاماً مَنْ عروشٍ

تحكّمَ أهلها فينا فجاروا

تدير ظهورها من غير حربٍ

وتعرفُ أنّهُ خزْيٌ وعارُ

وتترك أرضها نهباً مباحا ً

إذا الأعداء في يومٍ أغاروا

فحتى النمل يحمي ثقْب أرضٍ

ويشعرُ أنّهُ وووووطنٌ ودارُ

وكلّ عروشنا إِنْ حلّ خطْبٌ

لَهُ الأثواب تخلع والإزارُ

فليتَ النملَ يُعطيهمْ دروساً

عساهمْ مثلهُ أيضاً يغاروا

لهمْ أحنى عظيم الناس هاماً

فهمْ عرَبٌ ومحتدهمْ نٍزارُ

ورقْمُ حسابهمْ في البنك صفرٌ

وكلّ رصيدهمْ شرَفٌ وغارُ

فما ملكوا كنوزاً رغم صيتٍ

تضجُّ بهٍ الحواضرُ والبحارُ

فهمْ أغنى بني الدنيا وأثرى

إذا كان الثراءُ هُوَ الفَخارُ

وهمْ أبقى بني الدنيا رصيداً

إذا كان الرصيد هو الحجارُ

لقد آنَ الأوانُ لكي تعودوا

لساحٍ سوف تحسمها الحجارُ

لساحٍ ليس تحسمها جيوشٌ

ولا قممٌ ولا معَهُمْ حوارُ

فمَنْ يملكْ مفاتيحاً سواكمْ

بها الدنيا كدولابٍ تدارُ....

--------------------------------

 

 

وفرسان الحجاره...

 

بلادي سندس الدنيا كساها

وزادت في مفاتنها رُباها

وسبّحَ باٌسمها إنْسٌ وجنٌ

وطيرُ الروض أنْشدَهُ شذاها

خرير الماء يصدحُ في السواقي

فتحسبهُ البلابل في غِناها

يٌكحلُ ليلها الداجي الحواري

ويروي ظبيها الصادي لَماها

إذا عطِشتْ مرابعها بليلٍ

فعند الفجر تشرب من نَداها

وتسحر كلّ زائرةٍ جنانٌ

ويُسكِرُ كل مُدنفةٍ هواها

بِورد الدوح قد حنّتْ يديها

ودمّ الزهر قد حنّى شِفاها

تُخَصِّرُها مياهٌ كالمرايا

وذات ردائها الباري كَساها

سبائكُ فضةٍ تنساب منها

بلون الفجر مجبولٌ طِلاها

وطعم المسكِ عنقود الدوالي

وأمّا الشهدُ بعضٌ من جَناها

يفيضُ الخيرُ"شَمْوطي،أفندي"

كما الأقمارُ في يافا تَراها

سنابلُ تِبْرِها غَمَرتْ مروجاً

ويحسدها الأنامُ على ثَراها

أجاز تيمماً بالْتُرْبُ ربي

لأنّ الطهر يسكن في ثراها

وصافحتِ السماءُ عظيم طودٍ

يُنافسُ كل أنجمها عُلاها

فهذا الجرمقُ العالي كبدرٍ

بهِ الأمجادُ قد دقّتْ لِواها

تناثرتِ اللآل على سفوحٍ

كأنّ الشيبَ قي ليلٍ غَزاها

فصار بُعَيدَ أجيالٍ كسيفٍ

تقاتلُ فِيهِ 'أشبالي' عِداها

كذاك الشيبُ أضحى مثل فجر

يُبدّدُحال ضحكتهِ دُجاها

بلادي مثل عذراءٍ بِخِدْرٍ

وكلّ الكون يفتنهُ صِباها

يحار الناس من سحرٍ ،فقالوا

بأنّ اللّهَ من نورٍ بَراها

فأبدعَ خالق الأكوان فيها

وكل بديع ريشتهِ حَباها

فلمّا أكمل الرب التجلّي

بنظرةِ مُبدعٍ أحدٍ رَماها

وقال لكل مخلوقٍ ألا اٌنظرْ

فدار الخُلدِ فيها،هلْ تُضاهىٰ!!؟؟؟

تعلّقَ كل مخلوقٍ بأرضي

ودقَّ فؤادهُ لمّا رآها

فسبحان التفرد في جمالٍ

لها أُعطي وما أعطي سِواها

فبدر الليل جوهرةٌ بِجيدٍ

وشمس الكون فُصٌ في حُلاها

وحتى الدُر في الأكوان منها

وأغلى الدر في أرضي حَصاها

تشابكتِ النجومُ فقلتُ انظرْ

أساورها ،فكم زادتْ حَلاها

وكل السحر منها مستمدٌ

وأقصى الحسن تمنحهُ يداها

على أقدامها تجثو المعالي

وتتبع في مسيرتها خُطاها

ولا يُلوى لها في العُسرِ زندٌ

ولا تغفو إذا خطْبٌ أتاها

تهبُ رِماحها من كل حدْبٍ

إذا مسّتْ مطامعهمْ ثراها

فتلك بجسم أُمّتنا كقلبٍ

إذا داءٌ دهاهُ فقد دَهاها

وإنَ حلّتْ بأُمتها جراحٌ

فدمعةُ عينها تضحي دَواها

ويعلنُ صخرها أقصى التحدّي

إذا عبرتْ فيالقهمْ قُراها

يشنُّ عليهمُ حرباً ضروساً

أتون النار أهون من لَظاها

فيلمعُ صخرها في الكفِّ سيفاً

وتشهرُ في الوغى أمضى مُداها

فكم قبرتْ بتربتها غُزاةً

وذاك لكل مُنتهكٍ، جَزاها

صلاح الدينِ سيّجها بِدرعٍ

وما زلنا ملاحمهُ نراها

صليل سيوفهِ ما زال حيّاً

ويسمعُ كل عالمنا صداها

وفتح القدس للفاروق فخرٌ

وملحمةٌ لنا الماضي رَواها

أنارَ بِفَكِ كُربتها ،بلاداً

فعمَّ بظُلمةِ الدنيا سَناها

فصارتْ قدسنا في الكون رمزاً

جميل الشعرِ ،إِنْ غُنّي شداها

على أسوارها هلكتْ عروشٌ

وذلَّ جنود مَنْ غدراًأتاها

يسوق جيوشهُ لمريعِ حتفٍ

إذا طاغٍ ولو يوماً سباها

يذوقُ الكأس من يدها مريراً

ويصلى الموت مَنْ سوطاً صلاها

ومن جاء البلاد بلا قتالٍ

سيعرف جودها ،ويرى قِراها

ولن ينسى جلال القدس فيها

ولن ينسى ولو يوماً نَداها

تقول لضيفها أهلاً وسهلاً

وتمنح كل ما ملكتْ يداها

تُضمّخُ قدسنا التاريخ مجداً

ويفقدُ ومضهُ إمّا قلاها

فسطرٌ من مآثرها تساوى

بكل مآثر الدنيا وضاهىٰ

اذاانتصبتْ معاركنا جبالاً

فإنّ معارك الأقصى ذُراها

ففي التاريخ أنهارٌ روتها

وفي التاريخ إصرارٌ حماها

فإنْ خطرٌ ألمّ فألف مرحى

فلن تخبو ولو يوماً قُواها

فأرض القدس مثل النار تغلي

وللتحرير قد عقَدتْ لِواها

وهذا الصخرُ أبلغها قراراً

وحَدَّتْ كل عُدتِهِ ظُباها

يدافع مثلما الأبطالُ عنها

وقد صانتْ معامعهُ عُلاها

أيفهم صخرنا ما القدس تعني

وللإذعان بعضهمُ دَعاها

فهذا الصخر أشرف من عروشٍ

لخصم بلادها شلحتْ رِداها

فكل عروشنا الأدبار ولّتْ

وكل جيوشها أبدتْ عَراها

عن الأخطار كمْ تدلي بقولٍ

وعنها اليوم قد أبدتْ عَماها

فخزيٌ للذي يخشى خُطوباً

وويلٌ للذي يخشى لِقاها

فغيرُ الصخرما سيفاً رأَتهُ

وغير رماتهِ أحداً فَداها

أيعدِلُ دعمهمْ صفراً لألفٍ

إذا الأحجار قد حسبتْ عَطاها

فماذا يُحسنُ الحكامُ قولاً

إذا أبدتْ بهيجاءٍ سَخاها

إذا زانتْ مواقفها معاهمْ

أيعدِلُ كلهمْ حقاً حِذاها!؟

يمين الله إنّ القدس أقوى

وما خصمٌ بقارعةٍ لَواها

تشيحُ بوجههاعن كل وغْدٍ

وتسبقها الى الهيجا دِماها

فلمْ تعتدْنكوصاً في قتالٍ

لأنَّ النقعَ في الهيجا سَماها

فلو زانَ الزمانُ المجدَ وزْناً

لَمَا رَجَحَتْ ملاحمهُ معاها

ولو سارتْ مآثرهُ بدربٍ

لسارَ المجدُ في الدنيا وَراها.