ورحل الفاجومي أحمد فؤاد نجم شاعر الاحتجاج..ومصر البهية والأمة تبكيه - فيديو!
تاريخ النشر : 2013-12-03 10:33

أمد/ القاهرة: توفى الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم صباح اليوم الثلاثاء عن عمر يناهز 84 عاما.

"كل ما تهل البشاير من يناير كل عام يدخل النور الزنازن يطرد الخوف والظلام".. أغنية يرددها كل جيل الثورة الذى تزامنت القصيدة مع موعدها فصارت أيقونة تعريف لـ25 يناير.

"عم أحمد" كما يحب ان يلقبه محبوه، ولد الشاعر فى 23 مايو 1929 - في قريه كفر أبو نجم بمدينة أبو حماد محافظة الشرقية) وينتمي إلى عائلة نجم المعروفة في ارجاء مصر لأم فلاحة أمية من الشرقية (هانم مرسى نجم) وأب يعمل ضابط شرطة (محمد عزت نجم) وكان ضمن سبعة عشر ابنا لم يتبق منهم سوى خمسة والسادس فقدته الأسرة ولم يره، والتحق بعد ذلك بكتّاب القرية كعادة أهل القري في ذلك الوقت.

أدت وفاة والد حمد فؤاد نجم إلى انتقاله إلى بيت خاله حسين بالزقازيق حيث التحق بملجأ أيتام 1936 - والذي قابل فيه عبد الحليم حافظ- ليخرج منه عام 1945 وعمره 17 سنة بعد ذلك عاد لقريته للعمل راعي للبهائم ثم انتقل للقاهرة عند شقيقه إلا أنه طرده بعد ذلك ليعود إلى قريته.

عمل نجم في معسكرات الجيش الإنجليزي متنقلا بين مهن كثيرة..لاعب كرة.. بائع..عامل انشاءات وبناء.. ترزي. وفي فايد وهي احدى مدن القنال التي كان يحتلها الإنجليز التقى بعمال المطابع الشيوعيين و كان في ذلك الحين قد علم نفسه القراءة والكتابة وبدأت معاناته الطويلة تكتسب معنى واشترك مع الآلاف في المظاهرات التي اجتاحت مصر سنة 1946 وتشكلت أثناءها اللجنة الوطنية العليا للطلبة والعمال.

يقول نجم: "كانت أهم قراءاتي في ذلك التاريخ هي رواية الأم لمكسيم غوركي, وهي مرتبطة في ذهني ببداية وعيي الحقيقي والعلمي بحقائق هذا العالم, والأسباب الموضوعية لقسوته ومرارته. ″ ولم أكن قد كتبت شعرا حقيقيا حتى ذلك الحين وانما كانت أغانى عاطفية تدور في اطار الهجر والبعد ومشكلات الحب التي لم تنته حتى الآن... وكنت في ذلك الحين أحب ابنة عمتي وأتمناها, لكن الوضع الطبقي حال دون اتمام الزواج لأنهم أغنياء″.

و خرج الشاعر مع 90000 ألف عامل مصر من المعسكرات الإنجليزية بعد أن قاطعوا العمل فيها على اثر إلغاء المعاهدة, وكان يعمل بائعا حينئذ فعرض عليه قائد المعسكر أن يبقى وإلا فلن يحصل على بضائعه,» ولكنه تركها وذهب.

وفي الفترة ما بين 51 19إلى56 19اشتغل نجم عاملا في السكك الحديدية. وبعد معركة السويس قررت الحكومة المصرية أن تستولي على القاعدة البريطانية الموجودة في منطقة القنال وعلى كل ممتلكات الجيش هناك. وكانت ورش وابورات الزقازيق تقوم في ذلك الحين بالدور الأساسي لان وابورات الإسماعيلية والسويس وبور سعيد ضربت جميعا في العدوان. ″

وقال نجم فى احدى لقاءاته التى سرد فيها قصة كفاحه :" في وزارة الشؤون الاجتماعية عملت طوافا أوزع البريد على العزب والكفور والقرى وكنت أعيد في هذه المرحلة اكتشاف الواقع بعد أن تعمقت رؤيتي وتجربتي. شعرت حينئذ رغم أنني فلاح وعملت بالفأس لمدة 8 سنوات أن حجم القهر الواقع على الفلاحين هائل وغير محتمل. كنت أجد في الواقع المصري مرادفات حرفية لما تعلمته نظريا. كان التناقض الطبقي بشعا".

وفي سنة 1959 شهدت الصدام الضاري بين السلطة واليسار في مصر على اثر أحداث العراق وانتقل الشاعر "نجم" من البريد إلى النقل الميكانيكي في العباسية أحد الأحياء القديمة في القاهرة.

يقول نجم: وفي يوم لا يغيب عن ذاكرتي أخذوني مع أربعة آخرين من العمال المتهمين بالتحريض والمشاغبة إلى قسم البوليس وهناك ضربنا بقسوة حتى مات أحد العمال وما زالت آثار الضرب واضحة على جسدى ... ″

ويضيف:" وبعد أن أعادونا إلى المصنع طلبوا إلينا أن نوقع إقرارا يقول إن العامل الذي مات كان مشاغبا وأنه قتل في مشاجرة مع أحد زملائه..و رفضت أن أوقع ,فضربت.″ وبعد ذلك عاش نجم فترة شديدة التعقيد من حياته إذ وجهت إليه تهمة الاختلاس, ووضع في السجن لمدة 33 شهرا.

بعدها بسنوات عمل بأحد المعسكرات الإنجليزية وساعد الفدائيين في عملياتهم، بعد إلغاء المعاهدة المصرية الإنجليزية دعت الحركة الوطنية العاملين بالمعسكرات الإنجليزية إلى تركها فاستجاب نجم للدعوة وعينته حكومة الوفد كعامل بورش النقل الميكانيكي وفي تلك الفترة قام بعض المسئولين بسرقة المعدات من الورشة وعندما اعترضهم اتهموه بجريمة تزوير استمارات شراء مما أدى إلى الحكم عليه 3 سنوات بسجن قره ميدان(اكد احمد فؤاد نجم في أحد البرامج انه فعلا كان مذنب) حيث تعرف هناك على أخوه السادس (على محمد عزت نجم) وفي السنة الأخيرة له في السجن اشترك في مسابقة الكتاب الأول التي ينظمها المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون وفاز بالجائزة وبعدها صدر الديوان الأول له من شعر العامية المصرية (صور من الحياة والسجن) وكتبت له المقدمة سهير القلماوي ليشتهر وهو في السجن.

بعد خروجه من السجن عُين موظف بمنظمة تضامن الشعوب الآسيوية الأفريقية وأصبح أحد شعراء الإذاعة المصرية وأقام في غرفة على سطح أحد البيوت في حي بولاق الدكرور بعد ذلك تعرف على الشيخ إمام في حارة خوش قدم (معناها بالتركية قدم الخير) أو حوش آدم بالعامية ليقرر أن يسكن معه ويرتبط به حتى أصبحوا ثنائي معروف وأصبحت الحارة ملتقى المثقفين. وقد نجحا في إثارة الشعب وحفز هممه قديما ضد الاستعمار ثم ضد الديكتاتورية الحاكمة ثم ضد غيبة الوعي الشعبي.

ويقول نجم عن رفيق حياته انه (أول موسيقي تم حبسه في المعتقلات من أجل موسيقاه وإذا كان الشعر يمكن فهم معناه فهل اكتشف هؤلاء أن موسيقى إمام تسبهم وتفضحهم) وقد انفصل هذا الثنائي بعد فترة واتهم الشيخ إمام قرينه أحمد فؤاد بأنه كان يحب الزعامة وفرض الرأى وانه حصد الشهرة بفضله ولولاه ما كان نجم.

ويرى أحمد فؤاد نجم أن العامية أهم شعر عند المصريين لأنهم شعب متكلم فصيح وأن العامية المصرية أكبر من أن تكون لهجة وأكبر من أن تكون لغة.فالعامية المصرية روح وهى من وجهة نظره أنها أهم إنجاز حضاري للشعب المصري.

واحمد فؤاد نجم شاعر متدفق الموهبة فقد ألف العيد من الاغانى والتي تعبر جميعها عن رفضه للظلم وحبه الفياض لمصر واستيعابه الكامل للواقع الأليم. من بين من غنوا أغانيه الموسيقي السوري بشار زرقان الذي ربطته به علاقة عمل استمرت لسنوات، سجلوا معا ألبوم (على البال).

انضم أحمد فؤاد نجم إلى حزب الوفد منتصف يونية عام 2010 بعد فوز الدكتور السيد البدوي شحاتة بانتخابات رئاسة الحزب في اتخابات عرفت بنزاهتها. إلا أنه أعلن استقالته في منتصف أكتوبر من ذات العام جراء الأزمة التي تسبب بها الدكتور سيد البدوي عندما أقال إبراهيم عيسى من رئاسة تحرير الدستور التي اشتراها السيد البدوي مع عدة شركاء في ذات العام. بعد ثورة 25 يناير يعتبر واحد من مؤسسين حزب المصريين الأحرار.
تزوج "نجم" العديد من المرات أولها من فاطمة منصور أنجب منها عفاف، ثم زواجه من الفنانة عزة بلبع، والكاتبة صافيناز كاظم وأنجب منها الناشطة والصحفية نوارة نجم، كما تزوج ممثلة المسرح الجزائرية الأولى صونيا ميكيو، وآخر زيجاته كانت أميمة عبد الوهاب وأنجب منها زين.
وشهدت حياة نجم عدة مسارات شكلت فكرة أبرزها الاحتجاجات العمالية إبان فترة الملك فاروق ثم اعتقاله فى فترات الرؤساء، وكانت أشعاره لمصر حاضرة فى كل مناسبة عن الوطن، وهى التى قال فيها "كل عين تعشق حليوة وأنتى حلوة فى كل عين".
وحصل الشاعر الكبير على المركز الأول فى استفتاء وكالة أنباء الشعر العربى، وكان موقفه معادياً واضحة للإمبريالية الأمريكية، وهو ما وضح فى أشعاره صريحة حينما كتب عن الرئيس الأمريكى السابق "شرفت يا نيكسون يا بتاع الووتر جيت.. عملولك قيمة وسيما سلاطين الفول والزيت"، وفى المقابل كان ناعياً لتشى جيفارا أيقونة الثورة فى القرن العشرين، وكان من أشد المعزين فى وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، رغم سجنه خلال فترة حكمه.
رحل فؤاد نجم عن عالمنا بجسده، لكن تبقى أشعاره دائماً ملاذاً لروح الثورة، وقيمة كبيرة فى الحياة الشعرية المصرية لا تعويض لها.
ولد أحمد فؤاد نجم في قريه «كفر أبو نجم» بمدينة أبو حماد بمحافظة الشرقية، ويعتبر أحد أهم شعراء العامية في مصر، واسم بارز في مجال الشعر العربي، سُجن عدة مرات بسبب مواقفه من الحكومات المتعاقبة، ودخل في خلافات سياسية مع كبار المسئولين في مصر.


عُين موظفًا بمنظمة تضامن الشعوب الآسيوية الأفريقية، وأصبح أحد شعراء الإذاعة المصرية وأقام في غرفة على سطح أحد البيوت في حي بولاق الدكرور، وبعد سنوات اختارته المجموعة العربية لصندوق مكافحة الفقر التابع للأم المتحدة سفيرا للفقراء، وفي عام 2007. ارتبط اسمه بالشيخ إمام، الذي تعرف عليه في حارة «خوش قدم» وسكنا معًا وأصبحا ثنائي معروف،إلى أن تحولت «الحارة» ملتقى المثقفين.

سرداق عزاء على التواصل الاجتماعي

وأقام المثقفون ورواد مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر سرادق عزاء فور إعلان وفاة الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم الفاجومي عن عمر يناهز ال84 عاما منذ قليل.
وسارع العشرات بتعزية نوارة نجم ابنته علي صفحتها على تويتر وفيسبوك، فيما نعاه المثقفون والكتاب والإعلاميون حيث قال بلال فضل علي حسابه الشخصي على تويتر " الله يرحمك ياعم أحمد في الجنة ونعيمها إن شاء الله"، فيما قال الشاعر مريد البرغوثي :"أحمد فؤاد نجم ستظل تزعجهم من هناك، الوداع ياصاحبي"
وكتبت الإعلامية بثينة كامل "ياحبيبي يانجم .. الزمن الجميل بيتسرسب من بين أيدينا بس أنت حتفضل موجود بيننا علي الدوام فكل لحظة تغيم الدنيا علينا حنرجعلك تهدينا بنورك" ، ونشر عماد أو غازي وزير الثقافة الأسبق قصيدة العنبرة لأحمد فؤاد نجم والتي كانت ضد الاخوان ".
وقال الإعلامي معتز مطر في نعيه : "أحمد فؤاد نجم ينتقل إلى رحاب الله..إنا لله وإنا إليه راجعون.. ولا نقول إلا ما يرضى ربنا..وإنا لفراقه لمحزونون".

ونعى الكاتب الصحفى مصطفى بكرى الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم الذى وافته المنية منذ قليل، قائلاً "كان شاعرا وطنيا.. ينطق بلسان الشعب.. مبدعا فى كلماته.. شعاعا ينطلق من جوف الظلام".

ونعت الفنانة هند صبري، الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك" قائلة: "أحمد فؤاد نجم مات .. عنصر كبير في تشكيل ثقافتي عن مصر لأن أبي من عشاقه .. حبب الفلاح والعامل والأمي في الشعر".
وأضافت، رحل قلم وصوت القوميين والاشتراكيين والحركات الطلابية في الستينيات و السبعينيات، وقلم ثورة البارحة واليوم، صوت جيل، البقاء لله يا مصر، أنا حزينة".

 

نعت الفنانة هند صبري، الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك" قائلة: "أحمد فؤاد نجم مات .. عنصر كبير في تشكيل ثقافتي عن مصر لأن أبي من عشاقه .. حبب الفلاح والعامل والأمي في الشعر".

وأضافت، رحل قلم وصوت القوميين والاشتراكيين والحركات الطلابية في الستينيات و السبعينيات، وقلم ثورة البارحة واليوم، صوت جيل، البقاء لله يا مصر، أنا حزينة". - See more at: http://www.el-balad.com/696361#sthash.yYaqC61z.dpuf