"الأهرام": حماس تدفع ثمن أخطائها
تاريخ النشر : 2013-12-02 07:30

أمد/ القاهرة: قالت "الأهرام" المصرية أن حركة "حماس" تدفع ثمن سياستها بالابتعاد عن أقرب حلفائها ومموليها، ذكرت الصحيفة في تقرير لكاتبها أشرف ابو الهول أن ذلك " جاء إعلان حركة حماس التي تسيطر علي قطاع غزة عن إلغائها الاحتفالات السنوية بتأسيسها والتي كان مقررا أن تبدأ في الذكري السادسة والعشرين لانطلاقتها في الرابع عشر من ديسمبر الحالي لتكشف النقاب عن عمق الأزمة التي تعيشها الحركة".

واضافت الصحيفة "وذلك بسبب سياساتها التي دفعت أقرب حلفائها ومموليها للابتعاد عنها مما جعلها تعاني ازمة مالية وسياسية غير مسبوقة.
ورغم ان الحركة بررت علي لسان مسئول جهاز العمل الجماهيري بها أشرف أبو زايد إلغاء الاحتفالات لرغبتها في إنفاق الأموال المخصصة لها في مشروعات خدمية وذلك عندما قال لوكالة الأناضول التركية المقربة نظرا لظروف الحصار المطبق علي قطاع غزة, قررت حركة حماس إلغاء مهرجان الانطلاقة26, وتحويل الأموال التي كان من المقرر إنفاقها علي المهرجان لمشاريع خدماتية لتخفيف معاناة الفلسطينيين إلا ان المطلعين علي شئون حماس يعرفون أن هذا التبرير غير صحيح لأن حماس تعاني اسوأ ازمة مالية في تاريخها وبسببها توقفت منذ عدة شهور عن دفع رواتب المنتسبين لها كاملة حيث تكتفي بمنحهم مبلغا شهريا محدودا يكفي لتكاليف المعيشة الضرورية.
وخلال السنوات الماضية خاصة بعد أن سيطرت حماس علي غزة في عام2007 تحول احتفالها السنوي إلي مناسبة كبري لاستعراض قوتها وإبراز هيمنتها علي القطاع وذلك كانت تعمد أن يتسم الاحتفال بالفخامة والضخامة ويتم انفاق ملايين الدولارات عليه وليس400 الف دولار فقط كما ذكر مسئولو حماس مؤخرا حيث كانت تخصص ساحة الكتيبة الضخمة لإقامة الإحتفال وتنصب لذلك منصة عملاقة عليها مجسمات للمسجد الأقصي وغيره من المعالم وتخصص سيارات لنقل جميع عناصرها ومؤيديها مجانا من كافة أرجاء القطاع للمشاركة وفي يوم الاحتفال كانت تصرف منحة مالية لعناصر أمنها ومسلحيها البالغ عددهم30 الفا.
وأسباب الأزمة المالية والسياسية الطاحنة التي تعيشها حماس معروفة لكل المتابعين للشأن الفلسطيني وعلي رأس تلك الأسباب السياسات الفاشلة لقيادة الحركة حيث نسوا أنهم يقودون حركة تحرر وطني وتصوروا أنهم يقودون دولة مستقلة فتدخلوا في الشئون الداخلية للدول المجاورة بداية من سوريا التي وفرت لهم المأوي والسلاح والتدريب علي مدي سنوات وما أن تفجر النزاع الداخلي في سوريا حتي أنحازوا إلي المعارضة المسلحة والتي كان الاخوان المسلمين جزءا رئيسيا منها ولم تكتف حماس بذلك بل أرسلت المئات من عناصرها لمحاربة الجيش النظام السوري وأمدت الجيش الحر بخبراتها في تصنيع الصواريخ المحلية وتفخيخ السيارات وحفر الأنفاق.
ولان الحرب في سوريا تحولت بفعل الشحن الإيديولوجي للاخوان المسلمين وتنظيم القاعدة في دولة العراق والشام الإسلامية إلي حرب مذهبية بين السنة والشيعة فقد خاطرت حماس في سوريا بمحاربة عناصر حزب الله الشيعي اللبناني الذين يدعمون الجيش النظامي السوري برغم أن حزب الله أيضا كان من أكبر داعمي المقاومة الفلسطينية ونقل الكثير من خبراته القتالية لحماس ونتيجة لهذا الموقف من حماس التي تعد الذراع العسكرية للاخوان في المنطقة فقدأوقفت إيران الحليف الرئيسي لسوريا تمويلها لحماس الذي يبلغ25 مليون دولار شهريا علي الأقل.
وقد كان من الممكن أن تواجه حماس ازمة توقف مساهمات إيران في تمويلها لو استمرت علاقاتها بمصر طيبة سواء كان الاخوان علي رأس السلطة في القاهرة أم لا حيث كانت تستفيد من عائدات الضرائب للوقود والبضائع والسلع التي يتم تهريبها من الأنفاق خاصة البنزين والسولار والسجائر حيث كان يبلغ اجمالي ثمن السلع المصرية المدعمة التي تدخل غزة شهريا عبر الانفاق اكثر من150 مليون دولار أي مايزيد علي مليار جنيه شهريا ولكن انحياز حماس للاخوان في مصر سواء بعد30 يونيو الماضي أو خلال الأيام التي تلت ثورة25 يناير2011 وماأكده الجيش المصري من تورط لعناصر من الحركة سواء بشكل رسمي أو غير رسمي خاصة في تهريب السلاح للتكفيريين في سيناء علاوة علي تدريبهم علي كل فنون حرب العصابات داخل المدن ولذا ردت مصر باغلاق الانفاق وبالتالي حرمان حماس من المصدر الأكبر لدخلها وهو ماأدي ايضا إلي خنق الاقتصاد الهش لغزة الذي بنته حماس علي أسس غير سليمة مثل المنتجعات السياحية وغيرها من الأشياء الاستهلاكية القائمة علي تجارة السلع المهربة من الأنفاق. والطريف أن قيام حماس بإلغاء الاحتفال بانطلاقتها للعام الحالي عقب احتفال العام الماضي الذي كان الأكبر والأكثر ازدهارا للحركة لمشاركة غالبية من أعضاء المكتب السياس ي للحركة فيه وعلي رأسهم رئيس المكتب خالد مشعل وذلك للمرة الأولي منذ بدء الاحتفال في غزة ولكن الرياح لم تأت كما تشتهي السفن منذ ذلك الحين وتسببت سياسات هؤلاء القادة في عزل حماس بشكل كبير عن محيطها العربي والاسلامي.