انقطاع الكهرباء "يسلط الضوء" على أزمة التحصيل العلمي في غزة
تاريخ النشر : 2013-12-01 23:12

أمد / غزة – نوفوستي : يكشف انقطاع التيار الكهربائي المستمر عن قطاع غزة منذ شهر، آثار أزمة تلو الأخرى على سكان القطاع المليون ونصف فلسطيني.

ففي غزة تستمر أزمة الفصول الدراسية المظلمة مع انقطاع التيار الكهربائي 12 ساعة في اليوم الواحد، نتيجة توقف محطة توليد الكهرباء إثر نفاد الوقود اللازم لتشغليها، بالإضافة إلى شح الوقود الذي نتج عن إغلاق أنفاق التهريب على الشريط الحدودي بين رفح ومصر.

ويرى مسؤولون في غزة في حديث لـ "أنباء موسكو" أن انقطاع التيار الكهربائي سبب ضعفاً في التحصيل العلمي لدى الطلبة.

الطالب عبد الله السعدي في الصف التاسع بمدرسة تابعة لوكالة الغوث بغزة يقول إن "انقطاع الكهرباء أثر علينا في عدم مقدرتنا حل الواجب المنزلي، بالإضافة إلى أنني أذهب إلى المدرسة في الفترة المسائية و التي تكون فيها الكهرباء مقطوعة والفصول معتمة، وبعد انتهاء الدوام المدرسي أذهب إلى البيت، وهناك ما في كهرباء أيضا فأضطر النوم مبكرا، وعندما تأتي الكهرباء بساعات الفجر أستيقظ لحل وظائفي المدرسية".

ويضيف الطالب عبدالله :"في ظل انقطاع الكهرباء لا يوجد لدينا ما نشغله سواء الشمعة ولا استطيع أن أدرس عليها".

ويوضح الطالب عدي العامودي الذي يدرس في إحدى مدراس الحكومة في الفترة المسائية، أن المدرسة تقوم بنقل الطلبة إلى فصول يوجد فيها إضاءة وهذا يؤدي إلى كثافة الطلاب ويؤثر على استيعابهم.

ويشير العامودي، طالب التوجيهي، إلى أن بعض المدارس تقوم بتشغيل مولدات كهربائية فقط لساعات قليلة بسبب شح الوقود وبالبعض الآخر على الشواحن التي لا تعطي إضاءة جيدة في الفصل.

معتصم الميناوي، مدير العلاقات العامة في تربية حماس بغزة قال:" إن انقطاع التيار الكهربائي له أثر بالغ على المجتمع الفلسطيني ومؤسساته بشكل عام لكن مؤسسات التعليم تأثرت تأثيرا كبيرا نتيجة تواصل انقطاع الكهرباء سواء بشكل مباشر أو غير مباشر".

ويضيف الميناوي "على صعيد الفصول الدراسية وخاصة الفترة المسائية تأثرت المدارس بشكل كبير خاصة في فصل الشتاء، إذ هناك مدراس ذات فترتين تعاني كثيرا من انقطاع الكهرباء خاصة التي تتواجد بين المنازل تكون إضاءتها ضعيفة"، مشيراً إلى وجود مولدات كهربائية في بعض المدارس ولكن لا نستطيع تشغيلها بسبب شح الوقود .

وتابع "الأزمات تؤدي إلى صعوبة توفير مياه الشرب للطلبة بسبب عدم توفر الوقود بشكل دائم، وعجز في استخدام مختبرات الحاسوب يصل إلى 75%، وعجز في استخدام المختبرات العلمية يصل إلى 70%، وعجز في الأعمال الإدارية يصل إلى 80%، وعجز في الإذاعة المدرسية يصل إلى 65%، بالإضافة إلى تعرض الأجهزة والمختبرات إلى الكثير من الأعطال نتيجة انقطاع التيار الكهربائي.

وأشار إلى أنه يتم التغلب على هذه الكهرباء بحلول بسيطة من خلال إضاءة بعض "الشواحن" الكهربائية وفي إحدى المدارس في خان يونس نجحت الوزارة في إدخال الطاقة الشمسية ولكن هذا المشروع مكلف ويحتاج إلى مبالغ مالية عالية، وقال "لا نستطيع في ظل الأزمة أن نواصل هذا المشروع رغم أنه الفكرة ناجحة ورائعة".

وقال :" أدخلنا العام الماضي السّبورة الذكية إلى الفصول والتي تعمل على الكهرباء ونخشى أن تتراجع حوسبة التعليم"، مضيفا أن جميع السّبورات قد توقفت عن العمل.

وقالت تربية حماس في تقرير لها إن الأضرار المادية والمعنوية الناجمة عن الحصار والإغلاق تجسدت في تأخر الطلبة عن الحضور للمدارس بسبب صعوبة المواصلات، كما أثر انقطاع التيار الكهربائي عن المدارس و المنازل على حد سواء على مستوى الطلبة الدراسي فتراجع مستوى التحصيل العلمي للطلبة وويم يعد الطلبة قادرين على مراجعة وتحضير دروسهم بالشكل المطلوب، كما انعكس تعطيل توريد الأجهزة والأدوات المخبرية سلبا على التجارب والأنشطة في المختبر، وأدى بالتالي إلى ضعف تحصيل الطلاب للبحوث العلمية، و زيادة العبء المالي على الطلبة من خلال زيادة أجرة المواصلات.

أما على صعيد المعلمين فأوضحت الوزارة  أن الحصار والإغلاق أثر على التزام بعض المعلمين وبمواعيد حضور دوامهم الرسمي بشكل شبه يومي خاصة أولئك الذين تبعد مناطق سكنهم عن أماكن عملهم، كما تسبب بزيادة العبء المالي على المعلمين من خلال زيادة أجرة المواصلات.

وتتأثر مشاريع التربية والتعليم في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ سبع سنوات حيث توقفت مشاريع الإنشاءات في عدد من المدارس، بالإضافة إلى تعطيل المشاريع الخاصة بترميم المختبرات العلمية، إذ ثمة 70 مختبرا علميا مدرجا في خطة الترميم ولكن ظروف الحصار أدت إلى تعطي العمل عليها، كما أوقفت هذه الظروف بناء  7 مشاريع تابعة لقطاع التعليم.