تقرير خاص ..أول الاحتجاجات في غزة .. شلل تام في شبكة المواصلات
تاريخ النشر : 2013-12-01 19:12

أمد/ غزة – خاص: تكرر المشهد ولكنه في هذه المرة كان بدون انذار مسبق، فعندما يتفاجيء سكان قطاع غزة بوجود اضراب سائقي سيارات الاجرة، يقع المضطرين منهم بفخ الانتظار لساعات دون أن يعرفوا أن السائقين قرروا شن اضرابهم المفاجيء، لكي لا تصلهم انذارات وتهديدات من أجهزة أمن حماس في القطاع قبل تنفيذ اضرابهم، وهذا ما حصل فعلا اليوم الاحد ( 1/12/2013) عندما نزل المواطنون الشارع ليتحركوا باتجاه اعمالهم ومهامهم وعلمهم ووجودا الشوارع صفر سيارات أجرة .

وتمكن بعض المواطنين من الوصول لجامعاتهم وأماكن عملهم، بعد أن تدخلت شرطة المرور التابعة لحماس وجلبت حافلات خاصة وسيارات "رسمية" وإجبار بعض اصحاب السيارات الملاكي، من توصيل المواطنين، فيما لا زالت تجرى محاولات أخرى لتوفير مركبات لمن تبقوا على الطرقات، وهم بالمئات.

سالم الشرافي يعطي صورة عن المشهد منذ الصباح الباكر فيقول لـ (أمد) :" وصلت موقف السيارات في شارع جلال بمدينة خانيونس ولم أجد أي من وسيلة توصلني الى جامعة، ورغم انتظاري لمدة نصف ساعة، وبدء تكدس الركاب شعرت أن في البلد مشكلة مواصلات، وعندما اجبرت دورية شرطة تابعة لحماس "باص" ركاب يمر من المنطقة لحمل المواطنين، كان المشهد اشبه بقطعي الطرق، وفعلاً صعدنا الى الباص وتكدسنا فيه الى أن وصل عددنا الى اثنى عشر راكباً بينما يتسع الباص لسبعة فقط، كان وصولي متاخرا الى الجامعة وفقدت ثلاثة أرباع وقت الامتحان المخصص لي، وهنا وقعت بيني ومعي مجموعة طلبة متأخرين مشكلة مع إدارة الجامعة الاسلامية كلية الأداب التي وقف اساتذتها ( لديهم سيارات خاصة) بالاعتراض على التأخير والتمسك بالقوانين واللوائح وتهديدنا بالحرمان من تقديم الامتحان، إلا أن تدخل استاذ دكتور تعقل الوضع وفهمه ، وحل هذه المشكلة ومددوا لنا فترة الامتحان".

واسراء البيوك ابنة مدينة رفح لم تكن افضل حال من زميلها، بل مارست رياضة انتظار مواصلة من بيتها في الجنوب الى مدينة غزة بكل جسارة وعنفوان، واعدمت ساعتين كاملتين حتى تدخلت شرطة مرور حماس وأجبرت بعض السيارات العابرة من توصيل الركاب، ومنح بعضهم "كابونات" سولار لتمرير الازمة ، وتقول اسراء لــ (أمد) :" يوم عسير ونكد فعلاً ولو علمت بوجود اضراب مواصلات لما ذهبت حرجت من منزلي وتحملت عناء الانتظار والحشر المرير في مركبة غير مؤهلة للمواصلات، ولكنه قطاع غزة، المحكوم بالمعاناة والمجبول بقسوة الظروف ".

لا هي "تمرد" ولا هم معارضي حكم حماس في غزة، من نفذوا الاضراب اليوم في قطاع غزة ، ولكنها شريحة فاعلة بالمجتمع وقع عليها الظلم، وتحملت اعباء المرحلة الصعبة منذ أن اشتد حصار قطاع غزة الى أن تساوت عندهم العطالة مع العمل اللافائدة فيه غير تعب القلب، كما يقول حسين صافي أحد سائقي الباصات العامة، ويضيف بمرارة لـ (أمد) من منا يكره العمل وأن يستفيد وما كان السائقون نفذوا اضرابهم اليوم لولا أنهم يخسرون ولا يحصلون على ثمن تعبهم ، فكان لابد من ارسال رسالة قوية الى حكام قطاع غزة، بأن السكوت المجبرين عليه رغم كل ما يحدث في غزة ليس ضعفاً، ولكنه صبراً على الازمات، ولكن اذا تحولت هذه الازمات الى حبل مشنقة يهدد حياتنا فلا بد من أن نصرخ بوجه الجميع قبل أن نموت، لا يهمنا من وراء هذه الازمات ومن يصدرها ومن يجعلنا ضحايانا، وقد شبعنا وانتفخت عقولنا من تراشق التهم بيم رام الله وغزة، والحصار ومصر واسرائيل والمقاومة، هذا كله لن يعطي اولادنا علبة حليب ولا رغيف خبز، ولن يستر بيوتنا، وبما أن حماس استولت على قطاع غزة  عليها حل الازمات والخروج منها لأنها هي من ارتضت أن تغير موقعها من حركة مقاومة على الثغور الى ربة كراسي ومناصب وتصدق نفسها أنها "دولة" ولديها دولة رئيس وزراء ووزراء، هذا كله تحملنا تبعاته منذ الانقلاب ولكننا اليوم لن نصمت أكثر ولن نحرك سياراتنا حتى ايجاد حلول منطقية لسعر الوقود بما يناسب اجور المواصلات بين المحافظات وداخلها ".