بالروح بالدم نفديك يا نقب بالروح بالدم نفديك يا فلسطين
تاريخ النشر : 2013-12-01 16:08

من محمود فنون إلى النقب الفلسطيني في القلب

شاهدت أمس تصويرا لمظاهرة احتجاج في النقب جمعت عددا من الرجال والنساء في اشتباك مع الجيش والشرطة .

الوقفة كانت مظاهرة احتجاج على سياسة تهويد النقب المستمرة منذ المشروع الصهيوني وحتى اليوم للتخلص من 170 الف فلسطيني يقطنون في النقب. وقد نظمت خطة جديدة أو قفزة جديدة على هذا الصعيد بما يعرف بخطة " برافر" المشؤومة التي تستهدف تقليص السكان الفلسطينيين في النقب وتجميعهم في مكان معين والإستيلاء على كل فضاء النقب وإقامة المستوطنات الصهيونية فيه " وتقضي خطة برافر بمصادرة مئات آلاف الدونومات  في النقب  من أيدي الفلسطينيين وتهجير 40 قرية عربية و تجميع الفلسطينيين على حوالي 90 ألف دونم فقط ."وقد أقرتها حكومة إسرائيل " وأعلنت الحكومة، التي ألقت بغموض شديد حول تفاصيل الخطة وجدول تطبيقها، أنّ "الخطة مكونة من أربع أسس: (1) ترتيب الاستيطان البدوي المشتت في النقب (2) تطوير اقتصادي للمجتمع البدوي في النقب (3) تنظيم وضع ملكية الأرض (4) وضع إطار لتطبيق الخطة وفرضها ضمن جدول زمني واضح".

ويلخص عوزي كيرن عنصرية خطة برافر " ...الأمر ببساطة هوتعزيز الاستيطان اليهودي في مناطق فقيرة بالسكان اليهود."

 

شاهدت التسجيل وكان الوضع عبارة عن وقوف أمام الحقيقة المرة التي تسطع بشكل متكرر أمام الفلسطيني .

تسطع أمام الفلسطينيين بكل تلاوينهم ..اليهود يقضمون فلسطين من الداخل بعد أن سيطروا عليها جميعها ، إنهم يحاولون هضمها بملئها بالمستوطنات في كل جنباتها .

هم لم يتموا ذلك حتى الآن ذلك لأن الجانب العملي في نشر الإستيطان والمستوطنين هو مهمة تراكمية مراحلية  متدرجة ،ولا طريق سوى ذلك كما شرحنا في مقالات سابقة .

كان الفلسطيني في هذه التظاهرة يواجه حقيقة الأمر : إن المشروع الصهيوني يستهدف تهويد فلسطين ، في نهاية المطاف، وليس التعايش السلمي معالفلسطينيين..إن الجانحين للسلم من الفلسطينيين إنما هم متساوقون أو مؤيدون أو مضللون لا غير .. المد الصهيوني يتقدم بمقدار توفر الإمكانات المادية والبشرية وتوفر "القادمين الجدد"

ولذلك صعد الهتاف الوطني الحقيقي على ألسنة المتظاهرين :

"فلسطين عربية      من الميّه للميّه

صهيوني برّا برّا        فلسطين عربية حرّة

وحدة وحدة وطنية    فلسطين عربية

ثم تصاعد الهتاف بع أسر أحد المناضلين :

يا أسير لا تعبس    بدك فدائيا بنلبس

لقد هتف المتظاهرون بالهتاف الوطني الفلسطيني الأصيل ..لقد كانوا حالة فلسطينية حقيقية ومشتبكة مع العدو بالأيدي وباللسان وبالروح والثقافة .

قالوا للعدو :

قولوا قولوا للشباك ...جايّ جايّ الإشتباك

وكرروا كثيرا :

إرفع إيدك وعلّي ... الموت ولا المذلّة

شعبي قرر شعبي صاح ...النقب عنوان الكفاح

ليش نسكت ليش ليش ...بدنا نصعد الكفاح

ثم تعالت هتافات الوحدة الفلسطينية :

من حيفا حتى النقب ...ثورة كرامة وغضب

من حيفا حتى النقب ...جاي يا يوم الغضب

وانتبهو للجواسيس وضرورة تطهير الشعب منهم وهتفوا :

إيد بتخلع جواسيس ... وإيد بتزرع حرية

حط الخاين والعميل ..عا بوز المدفعية

وعبروا عن تصميمهم :

قولوا للمخابرات ..ما بترهبنا الإعتقالات

مش خايفين مش خايفين .. لو حطونا في الزنازين

لا إعتقال ولا ترهيب ... ما بيضعف عزيمتنا 

ما بنهاب ما بنهاب ..إسرائيل دولة إرهاب

قولوا لكلاب الشاباك .. جاي جاي الإشتباك

ولم ينسى المتظاهرون إعلان موقفهم ضد التجنيد في الجيش الإسرائيلي وهتفوا :

ليش نسكت ليش ليش ...علْ العربي بخدم في الجيش

ولم افهم ما دار في اشتباك عنيف بين شابة فلسطينية وقوات الأمن الإسرائيلية وقع باللغة العبرية جيث تجمهر الجنود في مواجهتها بكثافة ..

كانت حالة فلسطينية عميقة إنتشلت المد الغاضب من قاع عميق وأزاحت عنه كل ما علق به من مواقف جبانة وسياسات مهادنة وتنازلات مأجورة مما لحق بالحركة الفلسطينية على يد من أدعوا انهم من فروعها أو طلائع فيها أو حتى قيادات ..

كانت الحالة عارية تماما واضحة تماما بطولية تماما الجماهير الفلسطينية في مواجهة المشروع الإستيطاني

كانت حالة مصحوبة بكل الوعي الوطني الفلسطيني ومدعمة بكل غضب الفلسطيني على عدوه المحتل الغاصب

حالة مزقت كل الأقنعة وكل أدوات الخلط والتطبيع  وما يسمى بالتعايش..  كان الفرز الوطني واضحا  :

الوطنيون الفلسطينيون في جهة والإحتلال  الإقتلاعي في الجهة المقابلة. 

لقد أعادوا لي كثيرا من الكرامة