الحمد الله: شعبنا وقيادته سيتصديان لكل محاولات الانتقاص من حقوقنا الوطنية
تاريخ النشر : 2013-11-29 21:59

أمد/ بيروت : أكد رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله على ان تعليمات القيادة الفلسطينية وعلى رئسها الرئيس محمود عباس تنص على أن المخيمات الفلسطينية في لبنان تقع تحت الشرعية اللبنانية، وأن أي احداث فردية لا تمثل الكل الفلسطيني، وهي بكل تأكيد مدانه، مشيرا إلى أن توجه القيادة الفلسطينية هو المحافظة على أمن واستقرار لبنان.

جاء ذلك خلال لقاء الحمد الله اليوم الجمعة، في العاصمة اللبانية بيروت، رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، حيث استعرض حرس الشرف الذي اصطف لتحيته، وبحث مع بري اخر التطورات على صعيد أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

من جهته أكد بري على ان أي اتفاق سلام لا يمكن ان يحيا بدون ان يتضمن حق العودة لكل الفلسطينين، وقال إن اللبنانيين متفقون مع الفلسطينيين على حق العودة ورفض الاستيطان.

إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله خلال كلمة فلسطين التي القاها في مؤتمر "يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني"، الذي عقد في مقر الاسكوا في بيروت، على أن المعاناة التي يعيشها شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، في القدس ومحيطها، وفي مضارب البدو، والقرى المهمشة والمهددة من الجدار والإستيطان، والأغوار، واستمرار مأساة اللجوء والاغتراب عن الوطن التي يحياها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان وسوريا والأردن، وفي منافي الشتات، إنما تستدعي التدخل الفوري والفاعل من قبل المجتمع الدولي وقوى السلام والمحبة والعدل في العالم لإلزام إسرائيل بتنفيذ استحقاقات عملية السلام والتوقف عن فرض وقائع جديدة على الأرض.

وأضاف الحمد الله على إسرائيل أن تدرك عواقب انتهاكاتها على مستقبل عملية السلام برمتها وعلى حل الدولتين. وإنني أؤكد لكم أن شعبنا وقيادته، سيتصدى لكل محاولات الانتقاص من حقوقه الوطنية، ولن يقبل إلا بدولة فلسطينية على حدود عام 1967، والقدس عاصمة لها، وحل قضية اللاجئين على أساس القرار194، وكما تضمنته المبادرة العربية للسلام، فقضية اللاجئين هي جوهر القضية الفلسطينية، وتقع في قلب مشروعنا الوطني التحرري.

وقال الحمد الله: "إنصبت استراتيجية عملنا خلال السنوات الماضية على مسارين أساسين ومتلازمين، يتمحور الأول حول إنجاز مهام التحرر الوطني والتصدي للاحتلال الإسرائيلي وطغيانه واستيطانه وجدرانه وإرهاب مستوطنيه، وقد اعتمدنا في ذلك كله على المقاومة الشعبية السلمية التي كرسها أبناء شعبنا نهجا تتسع رقعة المشاركة فيه، فيما ارتكز الثاني على ترسيخ البنية المؤسسية الفاعلة القادرة على رعاية مصالح المواطنين، وتلبية احتياجاتهم بكفاءة وفعالية، وبما يساهم في استنهاض المزيد من طاقات وإمكانيات شعبنا".

وأضاف: نجحنا بفضل هذه الإستراتيجية، والعمل الدبلوماسي المتواصل الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة سيادة الرئيس محمود عباس، في تحقيق إنجازات نوعية هامة تكللت باحتضان المجتمع الدولي وبأغلبية كبيرة لدولة فلسطين ورفع مكانتها في الأمم المتحدة.

كما قام الحمد الله بزيارة مقبرة الشهداء في دوار شتيلا، واجتمع على هامش مؤتمر "التضامن مع الشعب الفلسطيني" مع مدراء اقسام الاسكوا‎، وزار معرض التراث الفلسطيني بمقرهم في بيروت.

وفيما يلي نصل كلمة رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله التي القاها امام الوفود العربية والاسلامية والدولية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني في مؤتمر "يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني":

"يشرفني بداية أن أتوجه إليكم جميعا، باسم سيادة الرئيس محمود عباس، وباسم شعبنا بخالص التحية وعميق التقدير للبنان حكومة وشعبا، وإلى الأسكوا على تنظيمها لفعاليات اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وإنه لشرف كبير أن أكون بينكم اليوم، وضمن هذه النخبة المميزة من أصدقاء ومناصري القضية الفلسطينية، لنحيي معا فعاليات هذا اليوم الذي يحمل دلالات هامة لأبناء شعبنا، ويأتي تذكيرا برحلة كفاحهم الطويلة من أجل نيل حقوقهم العادلة والمشروعة. ويشكل في الوقت ذاته، مناسبة هامة نجدد فيها إصرارنا على الصمود والتمسك بحقوقنا الوطنية كما حددتها الشرعية الدولية، وفي مقدمتها حقنا في العودة وتقرير المصير وإقامة دولتنا المستقلة. وما يزيد هذا اليوم أهمية هو أننا نجتمع في كنف لبنان الذي احتضن شعبنا منذ سنوات النكبة، وأختلط دمنا بأرضه وذكرياتنا بترابه، فعاش معنا ولا يزال محطات مشوارنا نحو الحرية والعودة والإستقلال.

السيدات والسادة، يأتي إحياؤنا لهذه المناسبة، كما في كل عام، وإسرائيل لا تزال تحاصر شعبنا بالاستيطان والجدار وتحكم سيطرتها على أرضنا ومواردنا ومقدارت شعبنا، ولا يزال مستوطنوها يواصلون إرهابهم، هذا اضافة إلى ما تتعرض له مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، وخصوصا المسجد الأقصى المبارك من اعتداءات متواصلة وممنهجة. وقد استطعنا العمل، رغم كل هذه الظروف، وبفضل التفاف شعبنا حول قيادته، ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس على تعزيز صمود أبناء شعبنا وبقائهم على أرضهم.

لقد أنصبت استراتيجية عملنا خلال السنوات الماضية على مسارين أساسين ومتلازمين، يتمحور الأول حول إنجاز مهام التحرر الوطني والتصدي للاحتلال الإسرائيلي وطغيانه واستيطانه وجدرانه وإرهاب مستوطنيه، وقد اعتمدنا في ذلك كله على المقاومة الشعبية السلمية التي كرسها أبناء شعبنا نهجا تتسع رقعة المشاركة فيه، فيما ارتكز الثاني على ترسيخ البنية المؤسسية الفاعلة القادرة على رعاية مصالح المواطنين، وتلبية احتياجاتهم بكفاءة وفعالية، وبما يساهم في استنهاض المزيد من طاقات وإمكانيات شعبنا.

وقد نجحنا، بفضل هذه الإستراتيجية، والعمل الدبلوماسي المتواصل الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة سيادة الرئيس محمود عباس، في تحقيق إنجازات نوعية هامة تكللت باحتضان المجتمع الدولي وبأغلبية كبيرة لدولة فلسطين ورفع مكانتها في الأمم المتحدة، وكذلك قبولها عضوا كاملا في منظمة اليونسكو، وانتزعنا إقرارا دوليا بفعالية وجاهزية بنيتنا المؤسسية لخدمة مواطنيها بكفاءة واقتدار، ورفعت العديد من دول العالم مستوى التمثيل الدبلوماسي بيننا، وتنبهت الكثير من المؤسسات الدولية المتخصصة إلى ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وعرقلته لجهود التنمية الوطنية التي نحن بصددها خاصة في المناطق المسماة (ج)، والتي تشكل حوالي 62% من مساحة الضفة الغربية، يحرم أبناء شعبنا فيها من ممارسة حقهم في الحياة والاستثمار وتنفيذ المشاريع التنموية التي تستجيب لاحتياجاتهم. ونشيد في هذا الصدد، بمشروع السيادة الدائمة للشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس المحتلة الذي اعتمدته الأمم المتحدة قبل نحو أسبوعين، والذي يطالب إسرائيل بالالتزام بقواعد القانون الدولي وعدم استغلال الموارد الطبيعية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، ويؤكد على حقوقنا غير القابلة للتصرف. ولنا ايها الاخوة والأخوات، أن نفخر، أيها الأخوات والأخوة، بتصويت دولة فلسطين، لأول مرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لانتخاب قاضي للمحكمة الدولية ليوغسلافيا السابقة.

الأخوات والاخوة، الحضور الكرام، إسرائيل قابلت كل جهود التنمية والبناء والمأسسة التي نحشد لها كل طاقاتنا بمزيد من الانتهاكات لحقوق شعبنا، ومزيد من الاستهتار بالجهود الدولية المبذولة لإعادة المصداقية للعملية السياسية عبر استمرار النشاط والتوسع الاستيطاني، وبناء جدار العزل والفصل العنصري، ومواصلة الاجتياحات العسكرية والإغلاقات. هذا بالإضافة إلى مواصلة سياسة الاعتقالات التي تطال أبناء شعبنا يوميا، بما فيهم الأطفال والمرضى والنساء وكبار السن، واستمرارها في اعتقال الآلاف الذين يقبعون في سجونها ومعتقلاتها، والحصار الظالم المفروض على أهلنا في قطاع غزة، وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة، وعرقلة مؤسسات دولتنا من العمل بأقصى طاقاتها لتلبية احتياجات المواطنين في أماكن تواجدهم كافة.

الاخوات والأخوة، إن المعاناة التي يعيشها شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، في القدس ومحيطها، وفي مضارب البدو، وفي القرى المهمشة والمهددة من الجدار والإستيطان، وفي الأغوار، واستمرار مأساة اللجوء والاغتراب عن الوطن التي يحياها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان وسوريا والأردن، وفي منافي الشتات، إنما تستدعي التدخل الفوري والفاعل من قبل المجتمع الدولي وقوى السلام والمحبة والعدل في العالم لإلزام إسرائيل بتنفيذ استحقاقات عملية السلام والتوقف عن فرض وقائع جديدة على الأرض، فعلى إسرائيل أن تدرك عواقب انتهاكاتها على مستقبل عملية السلام برمتها وعلى حل الدولتين. وإنني أؤكد لكم أن شعبنا وقيادته، سيتصدى لكل محاولات الانتقاص من حقوقه الوطنية، ولن يقبل إلا بدولة فلسطينية على حدود عام 1967، والقدس عاصمة لها، وحل قضية اللاجئين على أساس القرار 194، وكما تضمنته المبادرة العربية للسلام، فقضية اللاجئين هي جوهر القضية الفلسطينية، وتقع في قلب مشروعنا الوطني التحرري.

لقد اعتمدنا في مواجهة التحديات الكبيرة التي تعصف بمشروعنا الوطني على البقاء والمقاومة، وعمدنا في ذلك إلى توفير مقومات صمود وبقاء المواطنين على الأرض. ويتركز جزء هام من عملنا هذا، على ضمان توفير الحياة الكريمة لأهلنا اللاجئين في الوطن وفي الشتات، بالتعاون والتنسيق مع المؤسسات المحلية والدولية ذات العلاقة، خصوصا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وعلى حث الجهات والدول المانحة على مواصلة دعمها للأونروا لضمان استمرارها بتأمين خدماتها وتحسين نوعيتها أيضا لحين التوصل إلى حل دائم وعادل لللاجئين.

ان إصرار اللاجئين الفلسطينيين وثباتهم في وجه التحديات وتشبثهم بالوطن وبحلم العودة إليه رغم مرور أكثر من ستين عاما على النكبة، كان ولا يزال مكونا أساسيا في حفظ الثقافة والهوية الفلسطينية، وهو اليوم حافز إضافيا لنا لمواصلة العمل لتحقيق المصالحة وطي صفحة الانقسام المأساوي وحماية الهوية الوطنية من محاولات الطمس والتشتيت والمصادرة، فالوفاء لتاريخ ياسر عرفات وإرثه التاريخي، يحتم علينا إعادة الوحدة للوطن ومؤسساته، هذه الوحدة التي ظل زعيمنا الراحل مخلصا لها ومدافعا عنها حتى آخر لحظات حياته.

الاعزاء جميعا، إننا نؤمن تماما بالبعد العربي والدولي لقضيتنا، فهذه القضية التي ارتبطت بالأمم المتحدة ومؤسساتها منذ عام 1947، تستمد المزيد من الزخم والقوة بفضل دعمكم المتواصل، والذي كان له عظيم الأثر في تعزيز ثقة أبناء شعبنا بحتمية انجاز حقوقنا العادلة. ونحن نعول اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، على استمرار هذا الدعم للوصول بمشروعنا الوطني إلى نهايته المتمثلة في الخلاص التام من الاحتلال وتجسيد سيادتنا الوطنية في دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس.

وإننا نثمن عاليا جهود معالي الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون، ومبادرات اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، ورئيسها سعادة السفير عبد السلام ديالو على الجهود التي يبذلونها جميعا لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني وضمان إلزام إسرائيل بالوقف الفوري لانتهاكاتها والالتزام بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية، كمدخل أساسي ولا بد منه لإعطاء المصداقية للعملية السياسية.

ولا يسعني في نهاية كلمتي إلا أن أحيي أبناء شعبنا في كل أماكن تواجدهم، خصوصا في مخيمات الشتات واللجوء، وأترحم على أرواح شهدائنا الذين سقطوا خلال مسيرة شعبنا، كما وأؤكد لكم على أنه لن يهدأ لنا بال حتى يتم إطلاق سراح أسرى الحرية كافة من سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي. فصمودكم الأسطوري هذا يتحول كل يوم إلى وقائع إيجابية على الأرض، تظهر للعالم إرادة البناء والحياة وصنع الأمل في مواجهة التدمير والتهجير والتهميش والمصادرة. أشكركم جميعا باسم شعبنا الفلسطيني، وأشكر الإسكوا، وأمينها العام، والمدير التنفيذي، وهي المنظمة التي حرصت منذ سنوات على إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وأتوجه بفائق التقدير لجميع الوفود العربية والدولية المشاركة، فتواجدكم معنا اليوم إنما يعبر عن وقفة الضمير الإنساني والعالمي إلى جانب قضية شعبنا، وكلي أمل أن نجتمع العام المقبل في كنف دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس، وقد عادت الوحدة لوطننا وتحررت أرضنا وعاد لاجئونا إلى وطنهم الام.