وباء التيارات التكفيرية ينبع من جذر واحد
تاريخ النشر : 2013-11-29 20:56

هناك ما يدعو للبحث ..هناك ما يدعو لحسم المواقف ودون مواربة أو تصالح.. التيارات التكفيرية تمارس القتل والتدمير بدم بارد .. التيارات التكفيرية تنفذ أجندة غير الإسلامية أساسا .. التيارات التكفيرية تنفذ أجندة من يدفع الأجر .. نحن نتحدث عن مرتزقة يجندوا الدين الإسلامي وبواسطته يجندوا القتلة ..

القتلة مستعدون للقتل في الجوامع والحارات والأسواق والحافلات ... مستعدون لإغتيال العلماء والكتاب والأدباء والمتميزون والمثقفون المتنورون وبدم بارد ... مستعدون لإثارة الطائفية السنية والنعرات الجهوية ومستعدون لتكفير أية جهة يطلب اليهم تكفيرها .. ومستعدون للعمل فورا .. قتل ... تفجير ...نسف ...إغتيالات...

ثم مستعدون للسبس والإغتصاب ... والإستيلاء على الأموال ..

هكذا نشاهد في العراق طوال السنوات العشر الماضية وهي مدة كافية للتبع والمعرفة والحكم

هكذا نشاهد في سوريا طوال ما يقرب من سنتين

وهكذا نمشاهد في ليبيا

هكذا نشاهد حيث حلّ الأمريكان وجنودهم وأنصارهم وعملاؤهم .. يدعون إلى التخلف والرجعية .. وإلى مناهضة انفتاح العقل والتنور والثقافة الإنسانية والتقدمية...

جذر التيارات التكفيرية واحدا ..بريطانيا وبعد ذلك أمريكا ومن خلال مطاياهم وأعوانهم .. الوهابية في الخدمة ..حركة الدعوة في الخدمة وكل التيارات الأصولية والسلفية ..

كلها في تفاعلها وتربيتها وتحشيدها تستثير الغرائز والتخلف وتبلط الطريق إلى جنة يزينها الرؤساء للمريدين ويقحمون عقولهم في معالجة اشكالية دخول الجنة بوجود غير المسلمين والمنافقين والمرتدين ووجود مخالفة ما يسمونه شريعة الإسلام ..وكل هذه اشكالية تحول دون دخول الجنة ما المريد لا يعمل على تطهير الأرض من كل ذلك .. وإن عمله على نيّة ومقاصد الجهاد في سبيل الله من أجل تطهير الأرض من الناس الذين لا ينتمون إلى حزبهم ، كي ينالوا بهذا الجنة ..

إنهم معبأون بعقيدة القتل وقد حدد لهم رؤساؤهم فريق أعداء الله وأغلبيتهم الساحقة من المسلمين الذين تم تصنيفهم كمنافقين أو يأخذون ببعض الكتاب ولا يأخذون به كله أو يؤدون بعضا من فروض الإسلام ويتركون الباقي أو يمكنهم قبول كون الحكم بيد المنافقين وأعداء الله ..

هناك تصنيفات مشتقة من آيات القرآن تجعل الدعاة المعينون هم أهل الإيمان وبقية سكان الكرة الأرضية مستهدفون للقتل أو يستجيبوا فرادى لدعوة الدعاة ..

كل التيارات تفرعت بانشقاقات أو تحولات في حركة الإخوان المسلمين والتحرير والدعوة الوهابية والميول السلفية ..

جماعات من هؤلاء أو أو تأثروا بثقافاتهم تشكلوا في صيغ مجندة للقتل والدمار تستقي ثقافتها من القرآن وتفسيرات شخصية للقرآن ولغو محشو من الكلام على لسان مشايغ تم تصنيعهم بدرجات عالية من الدعاية ولغوغائية والحديث العاطفي والقصص المفبركة ..

ومع الزمن والسنوات وفي ظل ظروف العرب القاسية ظهرت المنظمات التكفيرية المجندة للقتل والدمار وكانت التربة الخصبة أولا في أفغانستان وباكستان ..

نشأ هؤلاء عبر سنوات السبعينات ودخلوا طورا جديدا من التربية والإعداد بعد مذابح أيلول في الأردن وموت عبد الناصر وانقلاب السادات وتحوله إلى أداة بيد الدول العربية الرجعية قبل وبعد حرب اكتوبر وبدء انحسار الميل التقدمي والعروبي في المنطقة العربية ، تلك المرحلة التي تفاعلت فيها نتائج حرب 1967م التي كان وجود المقاومة الفلسطينية مع شخصية عبد الناصر والناصرية قد غطت عليها الى حد بعيد ..

كان وجود المقاومة الفلسطينية والبندقية الفلسطينية ومقاومة الإحتلال سببا في تأخر ظهور هذه التيارات في فلسطين ، وحينما اشتد الكفاح الوطني ظهرت حركتي حماس والجهاد الإسلامي في صفوف المقاومة .

والآن وقد خبى صوت النضال المرتب والمنظم وخبا المد الجماهيري الوطني وتراجعت الفصائل الفلسطينية وتشاغلت بهموم بعيدة عن مباشرة الكفاح مع العدو .. لإد تكون الظرف قد تهيأت لظهور تيارات سلفية تكفيرية علما أن الجذور والتربية والثقافة المناسبة موجودة ( فعندنا الإخوان والتحرير والدعوة والسلفيين ...وكل التلاوين التي من الممكن ان تفرز هؤلاء ) وحيث أن " الجهاد " ضد اسرائيل متوقفا ، فمن الممكن أن يتحول بعضهم إلى دعويين وتكفيريين في ذات الوقت وتحل المصيبة على فلسطين كما هي في سوريا ومتأثرين بزملائهم في العراق وسوريا وليبيا .

الطبيعة لا تقبل الفراغ .. وإن لم يكن التقدم فالسكون هو التراجع والموت، حيث لا سكون في الحركة الإجتماعية .. السكون الظاهري يختمر بداخله كل مظاهر الردة والرجعية ..

والوهابية وتياراتها نشطة ومستعدة للفعل والدعم والإسناد تحت أغطية ملائمة لهم إلى أن يبدأوا فعلتهم ..

لا زال من الصعب ظهورهم ولكن الجذؤر الذي انبتهم في سوريا وغيرها موجود