بيان سياسي صادر عن جبهة التحرير الفلسطينية في يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني
تاريخ النشر : 2013-11-28 19:44

أمد/ رام الله :أًصدرت جبهة التحرير الفلسطينية بمناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني ، بياناً جاء فيه :" في الثاني من ديسمبر كانون أول للعام 1977اعتبر العالم أن التاسع والعشرون من نوفمبر تشرين ثاني يوما عالميا للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وهو ذات اليوم من العام 1949 الذي اتخذت فيه الأمم المتحدة القرار 181 القاضي بتقسيم فلسطين، محاولا العالم من خلال ذلك التكفير عن جزء من خطيئته ومسؤوليته عن الكارثة التي حلت بشعبنا في العام 1948، نتيجة سياسات الدول الاستعمارية، وما أفضت إليه من احتلال ارض فلسطين وتشريد شعبها، وما أصاب شعبنا جراء هذا الاحتلال الاستعماري من ظلم، وما لحق به من معاناة متواصلة لم تنته فصولها حتى يومنا هذا.

وفي ذات اليوم من العام الماضي 2012، وبعد طول عذابات شعبنا التي لم تتوقف لأكثر من عشرة عقود، ومعاناته المتواصلة لأكثر من ستة عقود من الاحتلال الصهيوني، ونتيجة لخوض غمار معركة تحرره الوطني، وصموده وتضحياته العظيمة وتمسكه بثوابته وحقوقه الوطنية غير القبلة للتصرف، وبعد معركة سياسية ودبلوماسية واسعة النطاق، استجمع العالم بعضا من مسؤولياته التاريخية والسياسية والقانونية والإنسانية اتجاه شعبنا وقضيته العادلة، واقر في الأمم المتحدة بأغلبية ساحقة بعضوية دولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس.

واليوم وقد مضى عام كامل على هذا الاعتراف الاممي بدولة فلسطين كعضو مراقب في الأمم المتحدة ، وبعد معاناة وظلم تاريخي لم يتوقف على شعبنا منذ أن تم اقتلاعه وتشريده من أرضه بسب بقاء ووجود الاحتلال، ومواصلة سياساته العدوانية الإجرامية من قتل واعتقال لأبناء شعبنا، واستيطان وتوسع استعماري وتهويد لأرضنا ومقدساتنا، وتزوير وسرقة لتاريخنا وتراثنا الإنساني، وسطو على مقدراتنا الوطنية، وما يصيب أبناء شعبنا المهجر في مخيمات اللجوء والشتات وفي المنافي البعيدة من كوارث وماسي، بسبب هجرته وعدم تمكينه من تحقيق عودته تنفيذا للقرار الاممي 194، وما لحق به جراء ذلك من ضرر الصراعات والأحداث الداخلية الدائرة في مختلف دول وأماكن تواجده، والمحاولات الحثيثة لزجه بها بهدف القضاء عليه، وطمس هويته الوطنية ، وإشغاله عن قضيته العادلة.

إننا في جبهة التحرير الفلسطينية، في يوم التضامن العالمي مع شعبنا، وفي ذات اليوم الذي اعترف فيه العالم بدولتنا الفلسطينية على أرضنا المحتلة.. نؤكد من جديد:

- على أن هذا الظلم يجب يكون كافيا ويزيد، حتى يشهد ويلمس شعبنا اليوم تضامنا حقيقيا وجادا مع قضيته العادلة، يقف من خلاله العالم لمرة أمام كامل مسؤولياته اتجاه شعبنا وقضيته العادلة، وان يكفر عن خطيئة تاريخية ارتكبتها الدول الاستعمارية المارقة بحقه وبحق أرضه وتراثه الحضاري والإنساني، وذلك من خلال استكمال الاعتراف بدولة فلسطين كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وإجلاء الاحتلال الصهيوني الاستعماري عن كامل أراضيها المغتصبة على الفور، وإرجاع كامل حقوقنا الوطنية وفي مقدمتها تمكين شعبنا من ممارسة حقه في تقرير المصير، وتحقيق عودته إلى أرضه ودياره التي شرد منها في العام 1948، والعام 1967، ويشرد منها في كل يوم، ويمكنه من إقامة وتجسيد دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. والى حين تحقيق ذلك على العالم الشروع فورا بتوفير الحماية والرعاية الكاملة لشعبنا في الوطن الذي يتعرض كل يوم للإبادة بفعل جرائم الاحتلال، ولشعبنا في مخيمات اللجوء والشتات الذي يتعرض لمأساة نكبة جديدة.

- ونؤكد أن شعبنا سيواصل بقائه وصموده على أرضه، ارض أجداده وإبائه الأوائل ووطنه التاريخي، متسلحا بإرادته الصلبة، ممسكا بكامل ثوابته وحقوقه، مصرا على استعادة وحدته الوطنية ومواصلة مقاومته الوطنية المشروعة تحت راية م.ت.ف ممثله الشرعي والوحيد، ضد الاحتلال والاستيطان وجدران الفصل العنصري وضد سياسة الابرتهايد والتميز العنصري التي تمارسها حكومات الاحتلال المتعاقبة وجيشها المجرم وقطعان مستوطنيها الاستعماريين.

- ونلفت إلى أن سياسة الكيل بمكيالين التي تمارسها أمريكا ودول الغرب، والانحياز لصالح الاحتلال، ومواصلة دعمه وتغطية سياساته الإجرامية والتنكر لحقوق شعبنا يجب أن تنتهي، لا بل يجب الإسراع في إنهاء الاحتلال ورفع الظلم عن شعبنا، وتقديم الاحتلال ومجرميه إلى المحاكم الدولية باعتبارهم مجرمي حرب ومجرمين ضد الإنسانية.

- وندعو للشروع الفوري بعقد مؤتمر دولي لإنهاء قضية الصراع استنادا لقرارات الشرعية الدولية بإشراف ورعاية الأمم المتحدة، وإنهاء مسيرة التفاوض المباشر العقيمة، وإنهاء الاحتكار الأمريكي لعملية التسوية، خاصة وان الإدارة الأمريكية أثبتت على الدوام انجازها المطلق للاحتلال ولم تشكل طرفا نزيها، ولا ترغب في إنهاء الاحتلال أو تحقيق تسوية سياسية عادلة تعيد لشعبنا حقوقه الوطنية التي أقرتها الشرعية الدولية.