حتى لا نكون كمن يرى الذئب ونفتش في اثره
تاريخ النشر : 2013-11-28 13:14

ما زالت مساعي البعض مستمرة للالتفاف على جوهر ما يتطلبه استحقاق المصالحة من قبول جدي بالذهاب لتنفيذ ما اتفق عليه ضمن مسلسل الاتفاقات الموقعة خصوصا تشكيل حكومة الوفاق الوطني وتحديد موعد لإجراء الانتخابات ، و في مركز هذه المساعي يعود الحديث مجددا عن  تشكيل لجنة عليا للحوار الوطني  الفلسطيني في غزة  بعد اجتماع الفصائل في قطاع غزة يوم السبت 15-11-2013  بناء على طلب السيد اسماعيل في الاجتماع ألمذكور ورغم عدم اتخاذ موقف صريح بالقبول بهذا المنحى إلا ان البعض ما زال يعتبر ان تشكيل هذه اللجنة محورا لاتصالاته لتحركاته  الراهنة ، وهنا يهمنا التأكيد بكل وضوح مرة أخرى بأن لا ضرورة مطلقا  للدخول في دوامة تشكيل اللجان واحدة للحوار وأخرى لبحث الازمات  المتفاقمة الناجمة بالأصل عن استمرار الانقسام ونعتقد كما اشرنا سابقا بأن هذه الحاله ينطبق عليها المثل القائل كمن يرى الذئب ويبحث في اثره ، بمعنى اخر ان هذا المسعى يمثل استمرارا لذر للرماد في العيون فطريق انهاء الانقسام واضحة للعيان وهي لا تحتاج لطاولة  جديدة للحوار تنطلق في قطاع غزة خاصة وأن الانقسام قضية وطنية وليس قضية جهوية مع الاشارة على أن الحوار نتج عنه اتفاق شامل  موقع من الجميع في ايار عام  2011 برعاية مصرية ما زال ينتظر التنفيذ وفقا للآليات المحددة ، وإن ايه محاولة من قبيل العودة لمربع الحوارات الاول ستمثل بوابة جديدة للهروب لكل يحلو له استمرار التهرب من انهاء الانقسام ، إضافة الى انها تصب في نفس الوقت في طاحونة محاولة اضعاف الدور الاقليمي لمصر بل ويمكن اعتبارها مقدمة لسحب الرعاية المصرية تحت ذرائع مختلفة ، نقول ذلك ونحن ندرك بوضوح أن المسؤولية الوطنية تتطلب منا العمل بكل جدية  لتخفيف الاعباء والهموم التي يكابدها شعبنا الفلسطيني في ظل استمرار الانقسام وما خلفه من تداعيات وممارسات خاطئة زادت من اشتداد المعاناة  اليومية لشعبنا ونحن نعمل على ذلك من خلال علاقاتنا وباتصالاتنا المختلفة ، لكننا نعتقد أيضا وبكل وضوح أن اسلوب المساومة على المشاركة في اي شكل من اشكال ما يسمى إدارة غزة تحت مسمى لجنة لبحث الازمات المتفاقمة لن يسهم في حل هذه المشكلات والأزمات بل يسهم في تعميقها ويساعد على تكريس الانقسام وفي هذا الاطار فإن حكومة حماس في غزة مطالبة بالدرجة اولى إن لم تكن الوحيدة بتحمل مسؤولياتها والقيام بدورها وإيجاد الحلول لهذه الازمات التزاما منها بالإيفاء باستحقاقات الحكم الذي تديره في غزة انطلاقا من مبدآ أن تتقدم للحكم فعليك الالتزام بتنفيذ استحقاقاته ، وفي هذا الصدد نقول مجددا ما سبق وأعلناه أن البحث عن تقديم مخارج للمأزومين اصحاب مشروع الانقسام لن يسهم في انهاء الانقسام بل سيزيد هؤلاء في غيهم و سيسهم في نفس الوقت بزيادة حالة الارباك لدى شعبنا كما وسيوفر الفرصة لهؤلاء لاستمرار المناورة والتهرب من استحقاق انهائه ليترسخ بكل صلافة والى جانبه تدور طواحين الحوار دون نتائج.