بعد الرصاص... شكر وعتاب
تاريخ النشر : 2013-11-27 13:35

بعد مرور اكثر من اسبوع على العمل الجبان والدنيئ والذي تمثل باطلاق اكثر من عشرين رصاصة على سيارتي من مسافة قصيرة مما ادى الى اصابتها باضرار بالغة... حيث لا يمكن فهم ذلك الا في سياق واحد وهو عبارة عن رسالة تحذيرية وفقا للغة العصابات والمافيات، وفي هذا السياق فان الاضرار المادية لا تعني اي شيئ حيث تم اصلاح السيارة واعادتها كما هي، ولكن الرصاصات التي اطلقت تركت جرحا عميقا لا يداويه سوى اعتقال الجبناء ومن ارسلهم وعقابهم بما يستحقون.

خفف عني الكثير وقوف ابناء شعبنا بمختلف شرائحة ومستوياتة. ليس فقط في الوطن، بل في الشتات ايضا، خاصة قيادات وكوادر وابناء حركة فتح، الحركة التي اعتز وافتخر انني انتمي لها، ولان من لا يشكر الناس لا يشكر الله، فانني اود ان اشكر في البداية كل من اتصل في الساعات الاولى ولم اتمكن من الرد عليه بسبب الضغط على خط الهاتف، وكل من عبر عن شجبة واستنكاره وتضامنه من خلال الرسائل وشبكات التواصل الاجتماعي او من خلال كتابة المقالات او التصريحات الصحفية او اتى متضامنا الى البيت . هناك من اتصل وكنت اتوقع اتصاله، وهناك من اتصل ولم اتوقع منه ان يتصل، وهناك من توقعت او تاملت منهم ان يتصلوا ولكن خاب املي، وهناك من لم اتوقع منهم الاتصال و هم فعلا لم يتصلوا. على اية حال، نهجي في الحياة ان "ألتمس لاخاك عذرا" وان اتعامل مع الاخرين باخلاقي.

وعلى الرغم من حملة التضامن الواسعة، حيث كانت في محافظات الضفة لا تقل عنها في محافظات غزة، وهذا ما خفف عني الكثير، على الرغم من ذلك فانني اشعر بالالم، بل اشعر بالحزن الشديد لعدم سماعي اي صوت من قيادات فصائل منظمة التحرير الفلسطينية التي تشتكي كثيرا من تكميم الافواه، وتتغنى بالديموقراطية وحقوق الانسان وحرية التعبير عن الراي، واستثني من ذلك اثنيبن فقط كانوا من اول المتصلين وهم الرفيقين احمد المجدلاني وابو خالد العربية. لم يسمع صوت احد من قيادات حماس او قيادات الجهاد الاسلامي، استثني من ذلك رفيق الاسر والزنزانة الاخ المجاهد نافذ عزام الذي كان اول المتصلين.

لم يُسمع صوت منظمات حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني التي تحصل على ملايين الدولارات من دول الاتحاد الاوروبي تحت عنوان تعزيز الديموقراطية والمساواة وحقوق الانسان وحرية التعبير عن الراي وكل هذه المنظمات لم تشجب وتستنكر هذا العمل الجبان الذي يتنافى مع اخلاق شعبنا ويساعد في خلق حالة من الفوضى في المجتمع.

كان مؤلما بالنسبة لي، ولكنه كان متوقعا، ان تتعامل وكالة وفا وتلفزيون وراديو فلسطين مع خبر اطلاق النار على سيارتي بكل برود، وكانه حدث عادي يتكرر كل يوم، وفقط ازداد الاهتمام بعد ان اصدر السيد الرئيس اوامر بتشكيل لجنة تحقيق في هذه الجريمة، ما خفف عني هو تغطية الاذاعات الفلسطينية المحلية والمواقع الالكترونية غير الحزبية والتي كان بالنسبة لمعظمها الخبر الرئيسي سواء كان في غزة او الضفة. شكرا لهذا الجيل الواعد من الصحفيين الشباب الذي يتحسس قضايا المجتمع الحية بعيدا عن المجاملات لاولياء النعمة.

وقفتكم هذه ستبقى دين في عنقي ، لن اخيب ضنكم، لن اتردد في التعبير عن رايي حتى وان كان هذا الرأي لا يعجب البعض بعيدا عن الاساءة والتجريح ووفقا للقانون الفلسطيني الذي يكفل هذا الحق. لن يخفيني رصاصات على سيارتي ولن تخيفني تهديدات مباشرة او غير مباشرة.

على اية حال، وبعد مرور اكثر من اسبوع على هذه الجريمة، حتى هذه اللحظة لم يتم القاء القبض على المجرمين. بالنسبة لي لن اسمح ان تُسجل هذه الجريمة باسم مجهول. لن اسمح لعامل الزمن ان يطويها بين ثناياه. ثقوا ان لدي القدرة والامكانيات لكي تبقى هذه القضية حية الى ان يتم الوصول الى المجرمين ومن ارسلهم، ومن شكل لهم الغطاء.