إيران تقيم جسرا جويا مع اليمن لدعم الحوثيين بالسلاح والمقاتلين
تاريخ النشر : 2015-02-28 23:56

أمد/ صنعاء - ذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن اليمن وإيران وقعا على اتفاق في مجال النقل الجوي السبت في خطوة، ربما تعكس تحرك طهران لدعم الحوثيين الشيعة الذين يسيطرون على صنعاء الان بالعتاد الحربي وتسهيل نقل الاسلحة اليهم عبر هذا الاتفاق.

وقالت الوكالة إن الاتفاق الذي وقعته في طهران سلطة الطيران في كلا البلدين يتيح لكل جانب تسيير 14 رحلة جوية اسبوعيا.

وقال مراقبون إن ما حدث لا يبدو مجرد اتفاقية عادية في توقيتها وفي أهدافها. ويرى هؤلاء ان طهران قررت فجأة الدخول على خط الأزمة اليمنية لدعم عملائها على الصمود وعدم التراجع عن النهج التصعيدي في علاقتهم بباقي مكونات الطيف السياسي اليمني، خاصة وأن طهران المنتشية بما روجت له وسائل إعلامها من انتصار كبير في اليمن، ترفض تنازل الحوثيين والعودة لطاولة المفاوضات على قاعدة ان عبدربه منصور هادي هو الرئيس الشرعي لليمن.

وبالنسبة للملاحظين فإن الاتفاقية تمهد لإنشاء جسر جوي مباشر بين صنعاء وطهران لإمداد الحوثيين بجميع انواع الاسلحة التي ستمكنهم من الصمود بوجه حرب قادمة يتصاعد بينما يتجه الوضع اليمني للتصعيد، مع تشبث مقاتلو "انصار الله" بمواقفهم المتشددة من الحوار ومن شرعية الرئيس هادي، وبمكاسبهم السياسية والعسكرية التي تحققت لهم بفعل السيطرة على صنعاء.

ويقول هؤلاء إن طهران تعلم أن سلطة الحوثيين غير معترف بها دوليا وإنهم (الحوثيون) ليسوا مؤهلين من الناحية الدستورية لتعويض السلطة الشرعية التي يجمع العالم على ان من يمثلها هو الرئيس هادي في توقيع الاتفاقات، ولذلك فإن مثل هذه الاتفاقية تخفي وراءها أهدافا مشبوهة وفي مقدمتها الأهداف العسكرية. حيث يمكن لطهران التذرع بالاتفاق لإقامة جسر جوي لنقل الاسلحة ولنقل جنرالات الحرس الثوري وايضا المقاتلين الشيعة من كل مكان من ايران والعراق وسوريا ولبنان إلى اليمن لدعم "صمود الحوثيين" الذين انقلبت عليهم اللعبة السياسية مع عودة الرئيس اليمني الشرعي لممارسة مهامه، بالتدريب والقتال لا سيما وان ايران تحسب ان الوضع اليمني قد يتطور سريعا الى حرب طائفية جديدة سنية شيعية وهي التي باتت الأقرب للاحتمال اليوم مع اصرار الحوثيين على رفض الشرعية وتكريس نتائج الانقلاب في المناطق التي يسطرون عليها منذ زحفهم على صنعاء في سبتمبر/ايلول 2014.

وترى طهران ان دول مجلس التعاون الخليجي استطاعت في وقت وجيز الالتفاف على انتصار الحوثيين وتحجيمه بل ووضعه في ورطة أمام أنظار العالم وهو ما انعكس سلبيا على المخطط الإيراني في اليمن نفسه.

وهذا الاتفاق الجوي يخفي في طياته نوعا من الرد الإيراني على النجاح الخليجي في إفشال كل الأهداف التي اراد الحوثيون تحقيقها على وجه السرعة بعد الإطاحة بالرئيس والحكومة.

ويعتقد القادة الإيرانيون أن هزيمة حلفائهم في اليمن أي هزيمة مخططهم هناك، يمثل بداية الانتكاسة لمشروعهم الإقليمي.

وتقدر طهران ان نجاح دول المنطقة في إفشال مخطط ايران في اليمن قد يشجعها على تكرار تجربة المواجهة في ميادين اخرى يشتعل فيها الصراع بين المعسكرين السني بقيادة المملكة العربية السعودية والشيعي بقيادة ايران، مثل العراق ولبنان وسوريا.

وأشارت مواقع الخطوط الجوية الوطنية الإيرانية واليمنية إلى انه لا توجد رحلات جوية في الوقت الراهن بين البلدين. لكن لاشيء يمنع مثل هذه الرحلات من ان يقع تسييرها منذ الآن.

وتعودت ايران على ارسال الاسلحة الى الحوثيين عبر السفن رغم انها كانت تنفي ايضا مثل هذه الممارسات. وتم القاء القبض على سفن وعلى ايرانيين أودعوا السجون اليمنية قبل ان يحررهم الحوثيون مؤخرا بعد سيطرتهم على صنعاء.

واستولى الحوثيون على العاصمة صنعاء في سبتمبر/ايلول، وهو ما أدى في نهاية الأمر إلى فرار الرئيس عبدربه منصور هادي هذا الشهر إلى مدينة عدن حيث يسعى لإقامة مركز سلطة منافس.

وبعودة الحياة للسلطة الشرعية في اليمن وهبة دول مجلس التعاون الخليجي والقوى الدولية مدعومة بالامم المتحدة للوقوف معها انطلاقا من عدن، شعرت طهران ان كل جهودها المادية للسيطرة على اليمن عبر دعم الحوثيين قد تسقط في الماء خاصة وان سيناريو هروب هادي من قيد الإقامة الجبرية قد كان مفاجئا وقويا بقدر مفاجأته وقوته في العودة بسرعة عن قرار الاستقالة وممارسة مهامه كرئيس للبلاد الامر الذي ورط الحوثيين بان جعلهم الآن بمواجهة الشرعية اليمنية وحتى الشرعية الدولية بما قد يعرضهم لتبعات خطرة اذا لم يقبلوا بالعودة عن كل خطواتهم التي حققوا فيها مكاسب عسكرية والقبول بالحوار خارج صنعاء كما هو مطوب منهم الآن.

ووجد الانقلاب الحوثي دعما قويا من ايران.

ويقول محللون إن الإيرانيين الذين يبنون مخططهم للسيطرة على المنطقة العربية على قاعدة "الهجوم مقابل كلّ تراجع عربي"، يعتبرون اليمن الذي سقط بأيدي حلفائهم بمثابة "توسع جديد على جبهة القتال في الحرب مع العرب".

وهم يريدون في مرحلة أولى تثبيت السيطرة على الأرض (اليمن) التي أصبحت تحت ايدي حلفائهم بكل انواع القوة التي تسمح للحوثيين بالصمود، ليتم تحويلها لاحقا الى "منصة" انطلاق نحو توسع جديد في المنطقة.

وتخشى الدول السنية في الخليج أن تكشف الأحداث في اليمن عن سعي إيران لممارسة نفوذها هناك. وتملك طهران سابقة في دعم كيانات شيعية وأنظمة حليفة لها في المنطقة بالاسلحة.

وسبق لها ان اقامت الجسور الجوية لإرسال الأسلحة الى حزب الله اللبناني عبر العراق وسوريا.

وعبر المسؤولون الأميركيون عن قلقهم أيضا من أن يضر حكم الحوثيين المناهضين بشدة للولايات المتحدة بجهودهم لمكافحة الارهاب في بلد يتمركز به واحد من أنشط اجنحة تنظيم القاعدة المتشدد.