في يوم التضامن العلمي مع الشعب الفلسطيني ,,
تاريخ النشر : 2013-11-26 21:18

قبل ايام و اثناء مؤتمر علمي لاحد مراكز الدراسات الستراتيجيه البلغاريه حيث كنت مدعوا , دار الحديث بيني و بين احد الصحفيين حول دولة فلسطين و ما هية النضال الفلسطيني وما يتعلق بهذا السياق .. و عرجنا في الحديث عن يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني .. و جذب انتباهي سؤال .. بل هو تساؤل من طرف الصحفي وكان محق فيه بقدر ما هو مغرض : هل انتم , الفلسطينيون متضامنون مع انفسكم و فيما بينكم حتى تطلبون من العالم ان يتضامن معكم !! ؟؟ .. و ركز في تساؤله هذا على قضية الانقسام و تعثر المصالحه و الوحده الوطنيه الفلسطينيه التي يجب ان تكون ارضيه لكل عمل ومطلب فلسطيني ..

نعم .. نحتفل هذه الايام .و العالم الحر و ضمير كل شريف يحتفل معنا بالسنويه ال 36 لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني .. حيث اعلنت الجمعيه العامه للامم المتحده في العام 1977 يوم التاسع و العشرين من تشرين الثاني من كل عام يوما دوليا للتضامن مع الشعب الفلسطيني وهو التاريخ داته الذي اقرت فيه الجمعيه العامه هذه قرار تقسيم فلسطين رقم 181 عام 1947 .

مناسبه تأتي للمره السادسه و الثلاثين و ما زال شعبنا و ارضنا و قدرنا الفسطيني بكل مكوناته يعيش اصعب معاناه عرفها التاريخ البشري .. و يقف وحيدا الا من حقه و اصراره على التحرير و الاستمرار في مسيرته النضاليه حتى قيام الدوله الفلسطينيه المستقله وكاملة الحقوق و عاصمتها القدس الشريف و على اساس قرارات الشرعيه الدوليه ..

المناسبه تأتي و الاستيطان .. على جميع الاراضي الفلسطينيه , خاصة العاصمه المحتله القدس .. و جدار الفصل العنصري ما زال يأكل الارض الفلسطينيه باستمرار , و يفرض سياسة الامر الواقع اليهوديه على الارض الفلسطينيه .. و يقسم البيت و الشجر و الارض الفلسطينيه و حسب اهواء و احتياجات و سياسات العدو الذي يضرب في كل مناسبه بعرض الحائط الشرعيه الدوليه و قوانينها م كل مايصدر عنها مما يعارض سياساته و مصالحه ..

تأتي المناسبه وما زال اكثر من اربعة الاف اسير فلسطيني يقبعون في سجون الساديه و الارهاب اليهودي .. و بينهم المئات من الاطفال و النساء و المرضى .. يعانون ظروف لم و لن يعرف التاريخ لهمجيتها مثيلا .. و العالم هذا الذي نريده و نتمنى عليه ان يتضامن معنا , يقف متفرجا بل وفي اكثر الاحيان داعما للظلم و العدوان و الاحتلال ..وما اكثر الشواهد في هذا السياق ..

وتأتي المناسبه و نحن والعالم يعرف , بإن المسجد الأقصى تنطبق عليه أحكام اتفاق لاهاي لعام 1899، و1907، كما تنطبق عليه أحكام اتفاق جنيف الرابع 1949، والبروتوكولات التابعة له، بصفته جزءاً من القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، إضافةً إلى انطباق معاهدة لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية أثناء النزاعات المسلحة لعام 1954 عليه.

فقد نصت المادة 27 (4) من الملحق الرابع من اتفاق لاهاي 1907، على وجوب أن تتخذ القوات العسكرية في حال حصارها «كل الوسائل لعدم المساس بالمباني المعدة للمعابد وللفنون والعلوم والأعمال الخيرية والآثار التاريخية». كما حظرت المادة 22 من الاتفاق ذاته «ارتكاب أية أعمال عدائية موجهة ضد الآثار التاريخية، أو الأعمال الفنية وأماكن العبادة التي تشكل التراث الثقافي أو الروحي للشعوب».

ونصت المادة 56 من اتفاق لاهاي 1954 على تحريم «حجز أو تخريب المنشآت المخصصة للعبادة... والمباني التاريخية». كما نصت المادة 53 من البروتوكول الإضافي الأول والمادة 16 من البروتوكول الإضافي الثاني، لاتفاقية جنيف الرابعة 1949، على «حظر ارتكاب أي أعمال عدائية موجهة ضد الآثار التاريخية أو الأعمال الفنية وأماكن العبادة التي تشكل التراث الثقافي والروحي للشعب».

بل و اكثر من هذا .. إن مجلس الأمن ذاته أصدر قرارات عدة، تؤكد إدانة وإبطال جميع ما قامت به إسرائيل من أعمال التهويد في القدس، بما في ذلك إبطال جميع الإجراءات التشريعية والإدارية والديموغرافية التي اتخذتها حكومة إسرائيل، وتؤكد عدم شرعية الاحتلال، فضلاً عن مطالبتها إسرائيل بالجلاء عن القدس، كونها جزءاً من الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967.

فإضافة إلى قراري مجلس الأمن الشهيرين 242 (1967) و338 (1973) اللذين يضعان الأساس القانوني في تحديد أن إسرائيل قوة محتلة لقطاع غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس ويطالبانها بالانسحاب، أصدر مجلس الأمن عدداً من القرارات التي تؤكد وجوب احترام القدس من جانب قوات الاحتلال. منها على سبيل المثال، لا الحصر:

252 (1968) و267 (1969) و271 (1969) و453 (1979) و465 (1980) و476 (1980) و478 (1980) و1073 (1996)، وكلها تؤكد أن مدينة القدس جزء لا يتجزأ من الأراضي المحتلة عام 1967، وينطبق عليها ما ينطبق على بقية الأراضي الفلسطينية من عدم جواز القيام بأي إجراء يكون من شأنه تغيير الوضع الجغرافي أو الديموغرافي أو القانوني لمدينة القدس المحتلة.

إضافة إلى ذلك، بموجب معاهدة السلام الأردنية - المعروفة بـ «معاهدة وادي عربة» - ظل المسجد الأقصى تحت رعاية الحكومة الأردنية بصفتها الوصية على شرق القدس وخدمة المسجد الأقصى والأوقاف الإسلامية فيها.

و يحضرني بالمناسبه قول رئيس دولة فلسطين الاخ محمود عباس في الكلمة التي ألقاها بالنيابة عنه المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، أمام لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، في اليوم العالمي للتضامن مع شعبنا لهذا العام بانه قد ان الاوان لإيجاد الإرادة السياسية للعمل بحزم من أجل ترجمة الحقوق غير القابلة للتصرف لشعبنا الى عمل وواقع ، بما في ذلك تحقيق استقلال دولة فلسطين، على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .. و بأننا كفلسطينيين ما زلنا نؤمن بأن السلام العادل يمكن أن يتحقق ، رغم كل التحديات والمشاق والنكسات ..

وأشار سيادته إلى أن هذه المناسبة تأتي بعد عام من اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2012 القرار التاريخي برفع مكانة فلسطين إلى دولة غير عضو مراقب في الأمم المتحدة، 'بالطبع يبقى هدفنا ومسعانا الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة وهو حق مشروع وقانوني لشعبنا ..

ان على الأمم المتحدة التي صنعت " اسرائيل " بقرار بريطاني ظالم عليها ان تبقي قضيتنا كأولوية دائمه على جدول أعمالها و على جدول اعمال المجتمع الدولي، وان تمد يدكل اشكال العون لشعبنا، وان تشرّعت من القرارات والتوصيات ما يُشكّل أساسا لا يمكن تجاوزه في البحث عن الحل العادل والدائم والشامل .. على المنظمه الدوليه هذه – الامم المتحده و كل الاجهزه و المؤسسات المتفرعه عنها ان 'نؤكد قولا و عملا و باستمرار على المسؤولية الدائمة للأمم المتحدة إزاء قضية فلسطين حتى يتم إيجاد حل لها بشكل مُرض في جميع جوانبها ...

نعم .. لكي يتضامن العالم معنا يجب اولا ان نتضامن مع انفسنا .. ان تكون وحدة الوطن , شعبا و سياسة و فصائل و اراده هي الواقع و البرنامج .. و هي الارضيه التي نبني عليها .. و نواجه .. و نطالب ..