كلام حساس الى عائلات السلفيين الجهاديين
تاريخ النشر : 2015-02-27 09:52

لايعرف كثيرون ان حدود الاردن مع سورية والعراق، مراقبة بطريقة فنية وعلمية متطورة جدا، وهذا يفسر قدرة الاردن على منع اي حالة تسلل، وهناك تقنيات متطورة جدا لدى الاردن، تكشف حركة اي جسم بشري او غير بشري، صغيرا كان ام كبيرا على الحدود.
هذا يعني ان الرقابة هنا، ليست بالعين المجردة، حتى يتوقف الذين يحاولون تهريب الاسلحة او المخدرات او ارسال انتحاريين الى البلد، لان مئات الكيلومترات ليست مفتوحة للعبث ولا للفهلوة التي استعد لها الاردن بشكل مبكر.
هذه التقنيات مدارة بشكل ممتاز، وهي ايضا مسخرة للخير، فرجال الجيش يعرفون مسبقا اي حركة، وهذا يفسر قدرتهم على انقاذ الجرحى واستقبال اللاجئين، كما يفسر قدرتهم على منع التسلل بنية التخريب، اواي نية اخرى.
مئات الكيلومترات، محمية ومدارة جيدة، والبلد لاتسير على «السبحانية» على مافي السبحانية من خير وستر وبركة ورعاية ايضا، لكن هناك عقول وبصائر يقظة.
مناسبة هذا الكلام افشال عمليات تسلل جديدة عبر الحدود، والواضح ان من وراء هؤلاء لايفهمون معنى التقنيات الحديثة، والا ماواصلوا ذات اللعبة مع الاردن؟!.
مابين تهديدات داعش بالانتقام من الاردن،واشرطة الفيديو التي تتهدد وتتوعد بالثأر وشرب دم الناس، وتحذيرات جهات وعواصم، علينا ان نقول ان الخوف فقط يتأتى من دواعش الداخل، وليس عبر الحدود، وبيننا للاسف من يظن ان الثأر واجب حتى لو ادى ذلك الى حرق الاردن.
ربما هؤلاء لن يفيد النصح معهم، لكننا نريد اليوم بكل صراحة ان نذكر الجميع، ان تركيبة الاردن حساسة ومعقدة، واسرائيل ذاتها التي يتم اتهام الاردن بكونه كيانا وظيفيا يعمل على حماية اسرائيل وخدمته، تريد دب الفوضى في الاردن، مثلما حطمت كل جوار فلسطين المحتلة، بالحروب، لتنهك كل سوار فلسطين الشعبي، وتدمر جيوش العراق وسورية، وتستدرج المصري ايضا الى متاهات سيناء وغيرها من متاهات.
ولان ابناء الاردن ممن ينتمون للسلفية الجهادية، لن يستمعوا لنصائح رسمية بالهدوء والسكوت ، حتى لايتم تدمير البلد، فمن الواجب اليوم اطلاق تحذير الى عائلات هؤلاء، تحذير بلغة المحبة لا التهديد، فأبناء السلفية الجهادية، او دواعش الداخل، جميعهم يخضعون لمعادلات اجتماعية، العشيرة او العائلة، في المدينة او البادية او المخيم، وحيثما كانوا، مثلما نخضع نحن لذات المعادلة.
يقال لذوي هؤلاء ان عليهم ان يضعوا حدا لتفلتات هؤلاء، ولايجوز الصمت امام تحول ابنائهم الى خطر محتمل في لحظة ما، وهذا بلد صغير مساحة، والكل يعرف فيه الكل، والكل ايضا له كلمة على الكل، ولايصح هنا، لابناء الداعشي او اشقائه او ابناء عمومته او اخواته او بناته، ان لايقولوا كلمة في اذنه من باب تذكر الحقيقة التي تقول ان اشعال النار يبدأ بعود كبريت، لكن الحريق، سيأخذ الجميع، بمن فيهم اولئك الذين على صلة قرب او نسب بأي شخص متشدد.
اذا كان المتشدد يجزم ان التقرب الى الله لايكون الا بلإيذاء خليقته، فهو حر، لكن عليه ان يتذكر ان اهله من خليقة الله ايضا، وعلى اهله هنا، ان لايقولوا ان لاعلاقة لهم بما يحدث او قد يحدث، فهذا تنصل خطير، خصوصا، اننا في بلد نستدعي فيه كل افراد العائلة عند الافراح او الاتراح، وفي حالات حدوث اشكالات مع عائلة اخرى، فالبعد الاجتماعي وقواعده امر لايغيب عنا.
 لايعني هذا اننا نجرم عائلة السلفي الجهادي او عشيرته، او نضعهم شركاء، لكن بالله عليهم، ألن يدفعوا ثمنا غاليا اذا دبت الفوضى والنار في هذا البلد، بسبب فعلة ابنهم على سبيل المثال، ولماذا عليهم هنا ان ينتظروا حتى تقع هكذا مصيبة، والاولى ان ينادوا ابنهم، ويلجموا جنونه، حرصا على حياتهم واطفالهم، قبل الوطن واطفال غيرهم.
كبح التشدد مسؤولية الدولة.نعم.لكنها ليست مسؤولية الدولة منفردة، والذين يقولون ان لاعلاقة لهم، عليهم هنا ان يعرفوا ان سكوتهم على خلع الواح السفينة سيؤدي الى غرقهم ايضا، والاولى وقف كل متشدد من ابنائهم على ايديهم...

عن الدستور الاردنية