المسخرة: نتنياهو يدهم أوباما؟
تاريخ النشر : 2015-02-27 09:49

مضحك تماماً الموقف الذي تعدّه ادارة الرئيس باراك اوباما رداً على فظاظة بنيامين نتنياهو، الذي سيقتحم الكونغرس الاميركي ويلقي فيه خطاباً في الثالث من الشهر المقبل، تلبية لدعوة رئيس مجلس النواب جون بوينر الجمهوري ليشرح وجهة نظره حيال المشروع النووي الايراني امام الكونغرس.
لم يكن من الضروري ان يعلن البيت الأبيض انه يدرس إتخاذ خطوات للرد على نتنياهو، لأن ما سرّبته الصحافة الأميركية عن هذه الخطوات يخدم مصلحة نتنياهو اكثر من اوباما. فعندما يعلن ان جون كيري لن يحضر مؤتمر "إيباك" الذي يحضره نتنياهو وانه سيكون خارج الولايات المتحدة، فان ذلك لا يشكّل رداً مناسباً على زيارة التحدي وخطاب الإستفزاز الذي سيلقيه نتنياهو.
انني مثل كثيرين أتساءل وبسخرية :
لماذا لا يخلي اوباما البيت الأبيض ايضاً ويغادر واشنطن مثلاً الى كمب ديفيد او الى الكاريبي، احتجاجاً على وقاحة نتنياهو رئيس وزراء الدولة التي تعتمد على اميركا من الزبدة الى صيانة ترسانتها النووية التي تضم ٢٠٠ قنبلة ؟
كان لافتاً قبل أيام ان يسرّب البيت الابيض انه يدرس سلسلة خطوات للرد على نتنياهو، ولكن سرعان ما بدا انها "خطوات مسخرة" عندما نقلت وكالة "أسوشيتدبرس" ان من هذه الخطوات مقاطعة مؤتمر اللوبي اليهودي "إيباك"، وأن يدلي اوباما بحديث الى أحد الصحافيين الكبار عن الخلاف بينه وبين نتنياهو، إضافة الى إجراء عدد من المقابلات التلفزيونية لشخصيات من جهاز الأمن القومي تشرح الموقف الاميركي من البرنامج النووي الايراني.
تصوروا أن أميركا التي تحمي اسرائيل وترعاها، غارقة في الإرتباك لأن زعيم الغالبية الجمهورية في الكونغرس يريد ان يلوي ذراع الرئيس اوباما، فيدعو نتنياهو لإلقاء خطاب امام الكونغرس من دون الرجوع الى البيت الابيض أو حتى التنسيق معه، فلا يجد اوباما رداً سوى إرسال جون كيري في مهمة خارجية كي لا يحضر مؤتمر "إيباك"، ويقرر الادلاء بحديث صحافي ليبرر سياسته حيال المفاوضات مع ايران وهي السياسة التي يحمل عليها نتنياهو!
بغض النظر عن الإلتباسات التي أثارها اوباما حول الملف النووي الايراني والمفاوضات السريّة مع الايرانيين في عمان، وتهافته على الرئيس حسن روحاني وتبادله الرسائل سراً مع المرشد علي خامنئي، فان الرد، سواء على تحدي جون بوينر الذي يغيظه استمرار تصرّف اوباما كمنتصر على رغم خسارة الديموقراطيين في الإنتخابات الاخيرة، أم على نتنياهو الذي يريد ان يدهم اوباما في عقر داره، يبدو هزيلاً وضعيفاً وحتى مهيناً.
واذا تذكرنا ان نتنياهو أسقط كل وعود اوباما الزهرية حول قيام الدولة الفلسطينية يصبح في الإمكان ان نردد ما قيل دائماً من ان سياسة واشنطن تصنع في تل ابيب !

عن النهار اللبنانية