نار تحت الرماد!!!
تاريخ النشر : 2015-02-26 17:49

ينعقد بعد أيام معدودات المجلس المركزي الفلسطيني، في ظل سنوات وسنوات مرت على حالة الانقسام الحاصل بين شقي الوطن الفلسطيني، خلفت عدم استقرار بالأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية في وطننا، والتي تكاد أن تكون السمة البارزة للمرحلة الحالية، ويكاد البعض ينادون بالديمقراطية والحرية شعار لهم، وإن أسباب عدم تحقيق هذه السمات والسير نحو الاستقرار وإصلاح ما أفسدته السياسية وقواها وفصائلها الوطنية والسياسية، هي جملة من التداعيات يعود أغلبها إلى التفاف البعض من هذه النخب التي تراعي مصالحها الفئوية على الروح الوطنية والمواطنة لدى المواطن ثم القضاء على تطلعات الشعب المتحررة في الوطن.

يتمثل السبب العائق الذي سيبقى كالنار تحت الرماد، إن لم تحسم أمر المصالحة الوطنية الفلسطينية، والتي تختلف بعض من الأطراف المنقسمة عليها، وكل حسب تصوراته ووجهات نظرها، فقد عانت الجماهير الفلسطينية ربما أكثر من غيرها ودفعت ضريبة باهظة جراء غياب لغة الحوار والتفاهم، وهيمنة منطق القهر والقوة والاستبداد والإقصاء والتهميش لعدة عقود من الزمن، فالحوار الهادئ والبناء، يعد أحد ابرز الوسائل العملية والواقعية الحضارية لمعالجة وحل مشاكلنا وأزماتنا الوطنية للوصول بقضيتنا السامية إلى بر الأمان.

إنّ الجماهير الفلسطينية بقواها الفكرية والاعتبارية والنخبوية والسياسية والأكاديمية والتي عبرت وتعبر باستمرار سرا وعلناً عن حالة الرفض والإدانة لاستمرار الانقسام ومسلسل التسقيط السياسي ومنهج الهروب إلى الأمام الذي انتهجته بعض القوى والأحزاب، كما رفضت منهج صناعة وتصدير الأزمات، فهي في نفس الوقت تعول كثيراً على اللقاءات الوطنية الذي يراد لها إنهاء حالة الأزمة الحالية المتمثلة بالانقسام بين رحى الشعب، وتأمل أن تشارك جميع الفصائل بفاعلية، فلا لغة تعلو على لغة الحوار كأساس لكل الحلّول.

إن عقد المصالحة الوطنية في الظرف الحالي هو أمر ملح ومهم، فالمصادمات بين هذا وذاك وإلقاء التهم كل على الأخر هو إعلان حرب، وهي ليست من مصلحة أي طرف لأنها تؤدي بالتالي إلى اتساع رقعة الخلافات، وإلى أحداث شرخ كبير في الجسد الفلسطيني الذي مازال ينزف دماء من جراء التناحرات والإحتدامات والصراعات بين الأطراف السياسية الفلسطينية.

إن استمرار هذه الصراعات، تقود الوطن إلى دخول أطرافا سياسية واجتماعية في متاهات الانتقام، والأخذ بالثأر أشبه بما يحدث عندما يأكل القوي الضعيف لكن هنا تختلف هذه الأمور، فتارة تعلو أصوات الحزب الواحد وتارة أخرى تعلو التعصبية والفكرية والمذهبية فوق كل الاعتبارات، فليدرك الجميع بأن هذا السلوك يؤدي بالتالي إلى استباحة الكرامة والحرية الإنسانية.

لذلك من الأجدر بجميع ألوان الطيف السياسي الفلسطيني مد جسور الثقة والتعاون والتفاعل مع بعضها البعض ومع كافة المكونات الاجتماعية والمدنية وإجراء العمل الوطني المشترك معهم، وعدم هضم حقوقهم الشرعية والطبيعية، لأن عزل أو تهميش أو إقصاء أي طرف من العملية السياسية في المشهد السياسي الفلسطيني وهو دون شك قنبلة موقوتة وقد تنفجر ولا يحمد عقباها، فعلى الأطراف التي تعشش في أذهانهم الروح العصبية الحزبية، أن يقفوا مع الشعب الذي أعطاهم ثقتهم واختارهم وأن يلتزموا بالمبادئ الوطنية ويحافظوا على كيان الوطن والمواطنة، وليتذكروا القول المأثور (ما طار طير وارتفع إلا وكما طار وقع).