الحرب على غزة أصبحت وشيكة
تاريخ النشر : 2015-02-26 13:38

ترددت كثيراً في كتابة مقالتي هذه، منذ اغتيال إسرائيل تسعة من قادة حزب الله الشهر المنصرم، حيث أن اغتيالهم لم يأت بطريق الصدفة ، بل جاء لهدف في نفس يعقوب كما يقال.

إن إسرائيل رسمت سيناريو جديد لضرب غزة، من خلال اغتيال قيادات حزب الله، حيث تعلم جيداً أن حماس ستسرع في إبداء موقفها ، والوقوف إلى جانب الحزب للرد على اغتيال قاداتها التسعة، في حكم أن تعيد الحركة علاقاتها بطريقة ذكية بإيران و حزب الله، لمواصلة الدعم المالي لها بعد تشديد الحصار المفروض عليها من الجانب الإسرائيلي بعد العدوان الأخير على غزة، فيفتح لإسرائيل باب التذرع بضرب غزة مرة أخرى بأن حماس منظمة إرهابية تدعم الإرهاب حيث حزب الله وضع في قائمة الإرهاب الدولي، بيد أنه لم تدرك الحركة أن ما حدث هو سيناريو لضرب غزة من جديد، فإسرائيل لم تنس الضربة التي صفعتها المقاومة خلال 51 يوما ، وربما غاب في حساباتها أن حزب الله لن يرد الرد الذي يرتقي إلى مستوى قاداتها الذين اغتالتهم إسرائيل الشهر الماضي، وهذا ما حدث بالفعل.

سرعان ما أوضحت حركة حماس موقفها وتأييدها لحزب الله، فأعربت عبر وسائل إعلامها عن دعمها وتأييدها ووقوفها إلى جانب حزب الله، ما كان أداة من أدوات قياس الرأي في حكومة إسرائيل تعرفت من خلالها على نبض حماس، وما تعانيه من أزمة داخلية تكاد تعصف بها ، لاسيما المالية.

و رغم ذلك فإن إسرائيل تتابع بقلق إعادة الحركة ترميم نفسها، وتطوير ما لديها من أسلحة وصواريخ، وما قامت به مؤخراً من مخيمات طلائع التحرير، وهي في كل مرة تهدد بأن الحرب على غزة قريبة وهي مسألة وقت، كل تلك الأمور جعلت الاحتلال يتذرع بتلويح ضرب غزة من جديد.

إسرائيل قبل أن تقدم على أي شئ تعطي مؤشرات على ما تنوي القيام به، وهي قدمت معطيات تأخذ الضوء الأخضر لشن عدوان جديد للمرة الرابعة على القطاع المحاصر ، وربما في تقديري بعد الانتخابات الإسرائيلية بوقت قصير تهدف من ورائه إل إضعاف حماس أكثر مما يجب بتوجيه ضربات قاسية لا تصحو منها الحركة كالتي تلقتها في اغتيال قاداتها الثلاثة أبو شمالة والعطار وبرهوم.