الحل ..لست إخوانيا !!!
تاريخ النشر : 2015-02-26 10:56

كنت من أيام قد قرأت خبرا" في السودان الشقيق يتحدث عن مصادرة 14 صحيفة من قبل الأمن السوداني ..وهنا أود الإشارة الى أن إستغرابي لم يكن من المصادرة وإنما من عدد الصحف التي تم مصادرتهـــــا .

14 صحيفة تم مصادرتها وبقي صحف أخرى لم يتم مصادرتها ..من الواضح بأن هناك عدد كبير من الصحف في السودان وهذا تعبير عن حب الإطلاع والقراءه .

بكل الأحوال الرئيس السوداني البشير معروف بعلاقته المميزة مع حركة الإخوان المسلمين ومعروف كذلك بعلاقته المميزة جدا" مع حمــــاس  وقد أقتضت هذه العلاقه توجيه شكر خاص من مشعل للرئيس عمر البشير .

طبعا" الرئيس البشير ممن عملوا على إقامة حكومة إسلامية في السودان حيث تم إعلان ذلك  وإن كان أبرز ما شهده  عهد البشير هو إنقسام السودان وإقامة دولة الجنوب .

بالنسبة لي لو نجح النظام السياسي برئاسة الرئيس البشير  في السودان بمعاملة جميع السودانيين على قاعدة نفس الحقوق والواجبات بغض النظر عن الدين والقومية لكان من الممكن أن يكون هناك دولة سودان واحدة حتى الأن ...وفي الحقيقه ولنكون منصفين لا يجب أن ننسى بأن هناك تاريخ كبير من الصراع سبق الإنفصال وبالتالي لا يمكن تحميل الرئيس البشير المسؤولية لوحده ولكن هناك فشل سياسي عام أدى الى الإنفصال .

طبعا" هناك مأزق كبير يعيشه النظام السياسي في السودان وهناك إنتقادات محلية وداخلية وهناك كذلك برود في العلاقات التي تجمع السودان بأغلب الدول العربية وهناك تراجع كبير لمكانة السودان المستحقه في عالمنـــا العربي ومرد هذا يعود وبشكل مباشر الى علاقة السودان النظام التحالفيه مع جماعة الإخوان المسلمين بالإضافه الى عوامل أخرى .

في مقابل الإنتقادات الداخلية والعزلة العربية ..طبعا" من المؤكد بأن الرئيس البشير يشاهد الدعم  الخليجي والعربي لمصر ولرئيسها عبدالفتاح السيسي  ويعلم بأن هذا الدعم سيعزز من دور مصر في المنطقة بشكل أكبر ويعلم وبشكل واضح بأن حليفه السابق في مصر مرسي تم إسقاطه شعبيا" عن حكم مصر التي أختار شعبها الجيش والدوله ورفض الإخوان وفكر العشيرة والتمكين .

بنفس الوقت يعيش البشير سقوط حلفاؤه في ليبيا ويعلم بأنهم سقطوا ديمقراطيا" في تونس  ويعلم بأن الإخوان المسلمين باتوا مرفوضين كجماعه بأغلب الدول العربية إن لم يكن في جميع الدول العربية .

يعلم الرئيس البشير كذلك بأن حمــــاس لم تعد تلك الجماعه المرحب بهــــــــــــاولم تعد تلك الجماعه التي تحظى بحماية هالة الدين والمقاومة ولهذا هناك إنتقادات واسعه لمظاهر معيشيه غير مقبوله لدى قيادات حماس المقيمة بالخارج  وهناك إنتقادات  لإستمرار العديد من قيادات حماس في الداخل بممارسة هواية الشتم والتخوين والتكفير  بالإضافة الى إنتقادات واسعه لغدارتها للصراع في غزة والان يتسع الغضب الفلسطيني من حماس لأنها تقف عاجزة عن تقديم أي حلول لشعبنا المظلوم في غزة .

شعبنا في غزة تهدمت بيوته بينما قيادات وكوادر حماس لديها بدل البيت عشره وهذا معروف للجميع و بالمحلصه فشل حماس التام في إدارة قطاع غزة  أصبح حقيقه يراها الجميع ومن ضمن من يروا هذا الفشل الرئيس البشير .

يبدو بأن الرئيس البشير بات يبحث عن حلول ..

فعلى هامش زيارته لدولة الإمارات العربية المتحده صرح الرئيس البشير لصحيفة الإتحاد الإمارتيه  قائلا" (لست أخوانيا") وقال مؤكدا""ليس لدينا علاقة تنظيمية بهذه الجماعة، وليس لنا تأثير عليها، وليس لها تأثير علينا".

أعتقد بأن هذا الموقف للرئيس السوداني عمر البشير هو موقف هــــام قد يساهم في تعزيز علاقات السودان مع كل الدول العربية عموما" ومع دول الخليج العربي خصوصا" وهذا يقتضي من السودان خطوات فعليه لتعزيز حالة إنفصالها التام عن جماعة الإخوان المسلمين .

بالنسبة لي أرى بأن الموقف السوداني الجديد هو جزء من الحـــل  الممكن في فلسطين .

فالحـــل  الوحيد لحركة حمــــاس للخروج من مأزقها السياسي والتنظيمي هو إعلان خروجها التام تنظيما" وسياسيا" عن جماعة الإخوان المسلمين وإعلان إنفصالها التام عن حركة الإخوان المسلمين  وبالتالي تعديل دستورها وشكلها لتكون حركة فلسطينية خالصه تؤمن بالتعدديه والديمقراطية وتقبل بكل شروط العضوية في المؤسسات الفلسطينية قولا" وفعلا" وتلتزم بالشرعية الفلسطينية الممثله بمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية وتقبل كذلك بالشرعية العربية الممثله في جامعة الدول العربية .

نقول للسيد خالد مشعــــل ولقيادة حمـــاس ببساطة وبدون تعقيدات ...الحل بسيط ...

لست أخوانيا"....الحل ببساطة لست أخوانيا" ...

ولتكن حماس فلسطينيه خالصه تفخر في  عروبة قضيتنا وشعبنا  ولتكن حماس حامله لشعارها الإسلامي وكما تريد على أن تنهل قيادات حماس فقط من الثقافه العربية الإسلامية المتسامحه الوسطية.

 

  صعب ولكن ممكن ..لست إخوانيا" هي الحل .