الديمقراطية: ندعو المركزي لتبني سياسة هجومية دبلوماسية وكفاحية واعتماد إستراتيجية اقتصادية ومالية واجتماعية بديلة
تاريخ النشر : 2015-02-25 17:02

أمد/ غزة : نظمت بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لانطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، مسيرة جماهيرية حاشدة شارك فيها الآلاف، صباح يوم الأربعاء (25/2/2015)، رفضاً لسياسة وقف المساعدات المالية من قبل الأونروا والمطالبة بالتسريع في إعادة الاعمار ودفع مستحقات أهالي الشهداء والجرحى.

انطلقت المسيرة التي دعت إليها الجبهة الديمقراطية في المحافظة الوسطى من دوار أبو رصاص إلى مركز الإيواء في مدرسة "أبو حلو" بمخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة، بمشاركة صف واسع من قيادات العمل الوطني والإسلامي وقطاعات نسوية وشبابية وعمالية ومؤسسات مجتمع مدني وشخصيات وطنية ومخاتير ووجهاء وممثلين عن اللجان الشعبية في المحافظة وحشود كبيرة من جماهير شعبنا الفلسطيني ومن أهالي الشهداء والجرحى وأصحاب البيوت المدمرة وقيادة الجبهة الديمقراطية في قطاع غزة.

ومن أمام مركز الإيواء، بدأ عضو القيادة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ومسؤولها في المحافظة الوسطى أشرف أبو الروس، كلمته، بتوجيه التحية إلى أبناء شعبنا الفلسطيني الصامدين الصابرين في مراكز الإيواء، والتحية إلى شهداء وأسرى وجرحى شعبنا وثورتنا الذي صنعوا ويصنعون مجداً لثورتنا الفلسطينية المعاصرة. مؤكداً أن الجبهة الديمقراطية قدمت منذ انطلاقة مسيرتها الكفاحية والنضالية بـ22 شباط 1969 أكثر من ثلاثة ألاف شهيد على طريق الحرية والعودة والاستقلال وتواصل الطريق متمسكة بالثوابت الوطنية وتؤكد على الوحدة الوطنية.

ونقل أبو الروس تحيات الأمين العام للجبهة الديمقراطية الرفيق نايف حواتمة إلى المحتشدين وكافة أبناء شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة وفي مقدمتها كتائب المقاومة الوطنية الذي وقفوا سداً منيعاً في وجه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الباسل. مطيراً رسالة من الأمين العام للجبهة الديمقراطية إلى الأسرى في سجون الاحتلال تؤكد وقوف الشعب الفلسطيني إلى جانب أسراه البواسل وأنه لا أمن ولا استقرار دون الإفراج الكامل عن الأسرى وقد حان الوقت لذلك بتدويل قضية الأسرى والتعاطي معهم كأسرى حرب وخاصة بعد انضمام فلسطين للعديد من المنظمات الدولية.

وشدد أبو الروس على أن أبسط أشكال الوفاء للشهداء هو الوفاء بتأدية الالتزامات والواجبات اللازمة لأسرهم لتعزيز مقومات صمودهم. مطالباً اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والرئيس أبو مازن بأخذ قرار لدفع مستحقات أهالي الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي في تموز/ آب 2014، وبتلبية كافة حقوق ومطالب أبناء الشهداء وعائلاتهم في التعليم والصحة وسوى ذلك.

وقال مسؤول الجبهة الديمقراطية في المحافظة الوسطى: إن هذه المسيرة الضاغطة لتلبية مطالب النازحين في مراكز الإيواء بالإعمار ووقف الإجراءات التعسفية للأونروا بوقف دفع بدلات الإيجار والتجاوب مع مطالب الشهداء والأسرى والجرحى، هي جزء من الفعاليات بذكرى الانطلاقة، والتي تركز على الاهتمام في حل القضايا الاجتماعية لشعبنا وشرائحه المختلفة من الإعمار إلى فك الحصار وسائر القضايا الأخرى ومطالبة الجهات المعنية بتحمل مسؤولياتها وأداء واجباتها.

وأضاف: إننا نطالب الأونروا بالعدول عن قرارها بوقف دفع الإيجارات لأصحاب المنازل المدمرة جراء العدوان الأخير على غزة، وتكثيف جهودها وضغوطها مع المؤسسات والدول المانحة التي تبرعت لعملية الاعمار في مؤتمر القاهرة في شهر أكتوبر الماضي للوفاء بالتزاماتها.

وحمل أبو الروس حركتي فتح وحماس المسؤولية عن تعثر اعمار قطاع غزة لمسؤوليتهما المباشرة عن وضع العقبات والمعيقات أمام تنفيذ اتفاقات المصالحة رغم فشل كل الحلول الأخرى بما فيها الحل الثنائي بين الحركتين. داعياً لإسقاط الانقسام وإعادة بناء الوحدة الوطنية وتشكيل حكومة وحدة وطنية. مضيفاً: نضم أصواتنا إلى جميع من يدعو من الأطراف والدول المانحة لتحقيق المصالحة فوراً ولكن هذا لا يعفي الدول المانحة من الوفاء بالتزاماتها وتوفير المبالغ اللازمة للأونروا وحكومة التوافق الوطني للشروع بعملية الاعمار وموجباتها ومتطلباتها.

وأضاف أبو الروس: ان صوتنا وصوتكم المدوي هنا يقول لا تناقض بين المطالبة بتحقيق المصالحة وبين الشروع بعملية الاعمار عبر الأونروا. صوت شعبنا المدوي يطالب الأونروا والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته بتوفير الإمكانيات للإيجارات ولعملية الاعمار وسائر المشاريع الأخرى.

وأوضح القيادي في الجبهة الديمقراطية أشرف أبو الروس أن الثاني والعشرين من شباط الذكرى الـ46 لانطلاقة الجبهة الديمقراطية يأتي في ظل تحديات سياسية تواجه قضيتنا الوطنية الفلسطينية، وفي ظل أوضاع داخلية، وإقليمية ودولية، تزداد تعقيداً، ما يتطلب من القوى الفلسطينية كافة الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الوطنية والقومية وبما يعزز الأفق السياسي أمام مواصلة نضالنا الوطني بكل إشكاله، لإنجاز الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا الفلسطيني غير القابلة للتصرف.

وقال أبو الروس: بدون إنهاء الانقسام، وبدون استعادة الوحدة الداخلية ستبقى الحالة الفلسطينية عاجزة عن مجابهة الاستحقاقات السياسية، وعن ترخيم قواها في التصدي للاحتلال والاستيطان، وعاجزة في الوقت نفسه عن استعادة المبادرة السياسية، خاصة وقد وصلت العملية التفاوضية، في ظل شروطها وآلياتها المعروفة، وباعتراف أصحابها أنفسهم، إلى الطرق المسدود. لافتاً إلى أن إنهاء الانقسام هو شرط أساسي لتطوير النظام السياسي الفلسطيني، وتطوير آلياته وتعزيز قدراته وإمكانياته الوطنية للارتقاء إلى مستوى المسؤوليات المتزايدة في طريقنا النضالي الصعب والمعقد.

وشدد أبو الروس أن الجبهة الديمقراطية في ظل التحديات السياسية التي تواجه القضية الفلسطينية، تدعو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في جلسته الشهر القادم، لسياسة جديدة وبديلة تستند لتبني سياسة هجومية دبلوماسية عبر تفعيل انتساب دولة فلسطين إلي المؤسسات والوكالات الدولية وتوسيع دائرة المقاطعة الدولية لدولة الاحتلال, وإلى تبني سياسة كفاحية في الميدان, علي طريق المقاومة الشعبية الشاملة , وكل أشكال النضال المشروع لشعبنا , في مقاومة الاحتلال والاستيطان , الأمر الذي يتطلب وقف كل إشكال التنسيق الأمني بما فيها اتفاقية باريس الاقتصادية مع اعتماد إستراتيجية اقتصادية ومالية واجتماعية بديلة, ودعم المناطق المهددة بالاستيطان, وتعزيز صمود الشرائح الفقيرة ومحدودة الدخل, وتكريس كل الطاقات الاقتصادية والسياسية والإعلامية والأمنية وسواها في خدمة معركة الاستقلال والخلاص من الاحتلال والاستيطان .

ودعا أبو الروس إلى فك الحصار عن قطاع غزة وإعادة اعماره. مطالباً حكومة التوافق الوطني للاضطلاع بمسؤولياتها اتجاه قطاع غزة المحاصر ومعالجة قضايا المواطنين ودفع مستحقات أهالي الشهداء وجرحى العدوان. وطالب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بضرورة إيلاء قضية النازحين والمشردين اهتماماً أكبر عبر مواصلة المساعدات المالية لأصحاب البيوت المدمرة وكبدل إيجار وتحسين أماكن الإيواء من برد الشتاء وحر الصيف، والعمل على توسيع خدمات ومساعدات الأونروا المقدمة للاجئين الفلسطينيين.

بدوره ألقى حسن جبريل رئيس اللجنة الشعبية في مخيم البريج بالمحافظة الوسطى كلمة أمام المشاركين في المسيرة حيا فيها الجبهة الديمقراطية في ذكرى انطلاقتها ، والتي كان وما زال لها باع كبير عبر التاريخ بات يمتد إلى قرابة نصف قرن،  لنستذكر دورها الرائع يوم اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى ، وما قدمته من تضحيات من الشهداء والجرحى في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي سيراً على طريق تحرير الأرض والإنسان.

ووجه جبريل تحية اللاجئين في مخيمات اللجوء بالمحافظة الوسطى للرفاق في الجبهة الديمقراطية وهم يحيون ذكرى انطلاقتهم بالقرب من مراكز الإيواء في المنطقة الوسطى التي يقطن فيها ممن دُمرت مساكنهم خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة الصيف الماضي وأصبحوا بلا مأوى في مؤشر على نكبة جديدة بدأت تحل على الفلسطينيين في القطاع، داعياً لتحرك جدي لانتشالهم من تلك الحالة الإنسانية الخطيرة وتوفير حياة كريمة لهم في ظل أجواء البرد القارص والمنخفضات الجوية التي تمر على المنطقة بين الفينة والأخرى.

كما حيا جبريل أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية وكل المنظمات العاملة في صفوف الجبهة الديمقراطية ولمقاتليها في كتائب المقاومة الوطنية، وقطاع العمال والنساء والشباب في مختلف المراكز والجهات العاملة في محافظات القطاع .

وتمنى  جبريل من الكل الفلسطيني وما يحويه من فصائل وأحزاب ومنظمات أهلية بأهمية الابتعاد عن التجاذبات السياسية العقيمة والتي باتت تشتت الفلسطينيين داخل وطنهم، ما يتطلب الالتفاف للوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء حالة الفلتان والمستنقع الخطير الذي أصبح يتهدد الحياة الفلسطينية جمعاء ، وأردف جبريل قائلاً :" اليوم وصلنا إلى مرحلة الجنون أن يصبح كيس الإسمنت والحديد تشكل له لجنة ، في الوقت الذي نرى فيه كل العالم في بقاع الأرض يصلهم بكل سهولة ويسر ، لنرى عكس ذلك يحدث عند المواطن الفلسطيني ، مؤكداً ان عملية الإعمار يجب أن تتم عبر وكالة الأونروا الدولية لتقوم بواجبها ودورها في هذا المجال دون تلكؤ أو تخاذل أو حجج واهية من عدم إمكانية توفير الأموال اللازمة للاعمار. مضيفاً ان هذه الخطوة تحتاج إلى وقفة شجاعة من كل الدول المانحة لإعادة بناء كل ما دمر خلال العدوان الأخير ، وتسائل جبريل قائلاً " متى سيعود المنكوبين إلى بيوتهم التي شردوا منها تحت وقع الطائرات الحربية الإسرائيلية فهم الآن يعيشون في أسوء الظروف والأحوال في ظل افتقارهم للمأوى والمأكل والملبس .

من جهتها عبرت السيدة حكمت أبوهميسة في كلمة أصحاب البيوت المدمرة عن صدمة النازحين بقرار الأونروا وقف المساعدات المالية وبدل الإيجار، داعية إياها لإعادة حساباتها والتراجع عن هذا القرار المنفرد والمتسرع الذي يزيد من حجم معاناة المواطنين وآلاف الأسر المشردة والمدمرة منازلها جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة خاصة في ظل البرد الشديد.

وأكدت أبوهميسة على دور الأونروا ومسؤوليتها في عملية الأعمار ومساعدة أصحاب البيوت المدمرة، داعية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والدول المانحة للإيفاء بالتزاماتها بإيصال أموال الأعمار إلي قطاع غزة.

كما  طالبت أبوهميسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحكومة التوافق الوطني للقيام بالدور الضروري اتجاه قطاع غزة وإجراء الاتصالات اللازمة مع الدول المانحة للإيفاء بتعهداتها وفق مؤتمر المانحين في أكتوبر الماضي بالقاهرة لإيصال أموال إعادة الأعمار لقطاع غزة.

ويشار إلى أن الأناشيد الوطنية والأعلام الفلسطينية ورايات الجبهة الديمقراطية قد علت على طول امتداد المسيرة الجماهيرية الحاشدة فيما صدحت هتافات المشاركين في العرس الوطني الكبير المطالبة بالتسريع بإعادة الاعمار ودفع مستحقات شهداء وجرحى العدوان والوفاء لأصحاب البيوت المدمرة.