الدنمارك: وما هو الجديد..؟؟!
تاريخ النشر : 2015-02-22 15:17

لأيام قليلة مضت، جرى التحذير من مغبة الإستمرار في إستهجان وإستفزاز مشاعر الناس، في معتقداتهم وأديانهم، والإبتعاد قدر ما يمكن من ممارسة تلك الأفعال التي تدفع الى ردودها المعاكسة، لما في ذلك من تداعيات لا تحسب عقباها، ونتائج قد تخرج عن المألوف، وهذا ما جرت الإشارة اليه في مقدمة المقالة الموسومة : )فرنسا: أحداث شارلي أيبدو في الميزان(..!!(1)

فما حصل في الدنمارك مؤخرا، لا يشكل في جوهره إلا إمتداد، أو حلقة في مسلسل متشابه الحلقات، ولا يميزه عما حصل في أحداث [[ شارلي ايبدو]]، إلا تفاصيل لا تغير من حقيقة الأمر شيئا؛ فالجديد في الحدث، لا يخرج عن كونه، وفي أغلب الأحوال، إلا عن تأكيد الإستمرار وفق نفس السياقات المرسومة للوصول بالنتيجة الى مبتغاها، وهذا ما جرى تفصيله في المقالة المشار اليها في أعلاه..!

ومن هذه الزاوية، يمكن القول؛ بأن تداعيات أحداث [[ شارلي أيبدو ]] مع ما كانت عليه دوافعها، أو مهما كان منفذوها، أو ضحاياها، فإنها تظل في إطارها العام، حلقة في مسلسل الفعل ورد الفعل، الذي لا يخرج عن السيناريو العام، المرسوم سلفاً للوصول بالصراع الدولي حول منطقة الشرق الأوسط، الى منعطفات حادة، لا يمكن الخروج منها إلا بعد ان تدفع دول المنطقة وشعوبها ثمن ذلك الصراع، حتى مع إختلاف المسميات، وتباين الأسباب؛ فهل في أحداث الدنمارك ما يختلف في كل خطوطه العامة، وفي تداعياته اللاحقة، عما جرى في فرنسا، ليظهر الحدثان، ولا كأنهما من صنع نفس الصانع..!؟ أم أن الإختلاف إقتصر على المكان والإشخاص ليس إلا..؟!

فالتطرف؛ بكافة أشكاله وتلاوينه، يقف وفي جميع الأحوال، وراء العنف الذي يرقى، وفي أغلب الحالات لأن يصبح بمثابة "السبب والنتيجة" ، ويجري التمسك به من قبل ممارسيه، وكأنه واجب مقدس لا بد منه؛ لدرجة يذهب بسببه الكثير من الضحايا الأبرياء، بل وتختلط جراءه الكثير من الأوراق، ويصبح التضليل أحد أركانه الأساسية..!؟

ومن هذه الزاوية، جاء تأكيد الرئيس الأمريكي السيد باراك أوباما في القمة التي تشهدها واشنطن حالياً لمحاربة الارهاب، وفي كلمته أمام المؤتمر؛ [[ داعياً إلى محاربة الأفكار المتطرفة من جذورها، كما وصف ادعاءات بعض الجماعات المتطرفة بأن الغرب يخوض حرباً على الإسلام، بأنها " أكذوبة قبيحة، وأكد أن الإرهابيين لا يمثلون نحو مليار مسلم؛]] ما يصب في هذا الإتجاه.! (2

ولعل في تلك الإشارة من قبل السيد أوباما ما يلقي الضوء على نصف الحقيقة، حيث أختصر الحديث فيه، عن الموقف من ردود الأفعال حسب، هذا في وقت باتت فيه أغلب الدوافع التي تقف وراء تلك الأحداث مثل " تشارلي اوبيد وكوبنهاكن" وما سبقها من قبل، تتمحور حول حالة التطرف والمغالاة في تصورها للأشياء، دون إعتبار للعوامل والظروف التي تحيط بها، لدرجة يتناسى معها الفاعل، بقصد أو دون قصد، أو عن جهل غير مبرر، بأن ما صنعه فعله، أو الفعل الذي أقدمت عليه جهة ما دون تحسب لآثاره، هو من يقف وراء ردود الأفعال التي كانت من تداعياتها، ما بات يؤرق النفوس من عنف ما له حدود، وردود أفعال ما لها نهاية..!

ومثل هذا ما جرى تناوله بوضوح أكثر في المقالة المشار اليها في الفقرة الأولى أعلاه ، وبالتالي فإن ما جرى في كوبنهاكن قبل أيام، ليس بالحدث الجديد، ولا يخرج في دوافعه وتداعياته عما تناولته المقالة المذكورة، فالحقيقة لا تستكمل إلا بشقيها؛ نفسها جذور الأفكار المتطرفة، فهي تعتمد في نشأتها، على طبيعة التربة التي تغذيها والبيئة الى تحتضنها، أو أن تكون ناتجاً عرضياً لحدث أو فعل مرسوم سلفا، أو نتيجة صنعة معلومة الأهداف والمقاصد..!!