إسرائيل و"إمبراطورية" طهران
تاريخ النشر : 2015-02-20 09:59

اذا كانت إسرائيل تعتبر الحروب الطاحنة الدائرة في سوريا والعراق صراعات داخلية لا علاقة لها بها، فان تعاظم التدخل العسكري الإيراني في السنوات الاخيرة في النزاع الدموي الدائر في العراق وسوريا بات يشكل تهديداً مباشراً لها ويتطلب مقاربة مختلفة.
في نظر إسرائيل ان لا مجال للمقارنة بين خطر التيارات الجهادية التي تسيطر على المناطق المحاذية لحدودها في هضبة الجولان وخطر الوجود العسكري الإيراني على هذه الحدود. وهي تراقب عن كثب كيف تستغل طهران الفوضى والفراغ اللذين خلفهما انهيار الحكم المركزي في العراق وسوريا من اجل تعزيز نفوذها السياسي والعسكري في هاتين الدولتين اللتين كانتا سابقا تشكلان أهم عدو لإسرائيل على جبهتها الشرقية.
في رأي بنيامين نتنياهو ان إسرائيل اليوم في مواجهة مع "امبراطورية" طهران التي باتت تسيطر على اربع عواصم دول عربية في العراق وسوريا ولبنان واليمن وتتحكم بمضيق باب المندب. ووقت تعمل على تعزيز نفوذها الإقليمي، فهي تسعى الى تطويق إسرائيل من ثلاث جهات بواسطة "حزب الله" في لبنان وحركة "حماس" في غزة ومن خلال بناء قاعدة عسكرية جديدة للعمليات ضد إسرائيل في جبهة الجولان حيث هناك الآن على حد زعم نتنياهو اكثر من 2000 مقاتل للحزب يخضعون لقيادة إيرانية.
وهكذا تغيرت طبيعة المواجهة الشرسة الدائرة منذ اعوام بين إسرائيل وإيران على خلفية البرنامج النووي الإيراني. وبات الخطر الإيراني على إسرائيل لا ينحصر في تحول طهران دولة على عتبة النووي وفي دعمها بالمال والعتاد للتنظيمات المقاومة لها، بل ايضا في الوجود العسكري لهذه الدولة على حدود إسرائيل.
هذا ما حاولت إسرائيل الشهر الماضي ان تثبته من خلال الغارة التي شنتها على قافلة لمقاتلي "حزب الله" والحرس الثوري الإيراني، والتي رد عليها "حزب الله" بهجوم على دورية إسرائيلية في مزارع شبعا، اعلن بعدها الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله انه من الآن وصاعداً لبنان والجولان صارا جبهة واحدة.
يربط نتنياهو الحملة التي يشنها على الصفقة المنتظر التوصل اليها مع إيران في شأن برنامجها النووي بالتطورات العسكرية الاخيرة على جبهة الجولان وبتعاظم الدور الإيراني في دول المنطقة، ويريد ان يقنع الأميركيين بأن أي تنازل لطهران على صعيد برنامجها النووي سينعكس سلباُ على أمن الحدود الإسرائيلية.
ثمة اقتناع داخل إسرائيل بأنها من اجل معالجة الواقع الجديد المستجد في حاجة الى عقيدة أمنية جديدة ومختلفة. وسيكون هذا في طليعة مهمات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد الميجر جنرال غادي إيزنكوت، والحكومة المنتظر تأليفها بعد انتخابات الشهر المقبل.

عن النهار اللبنانية