دحلان للأوروبيين: هناك نوع جديد من الارهاب..والنار تلتهم منازلكم كما التهمت منازلنا
تاريخ النشر : 2015-02-19 08:51

امد/ باريس: نظمت جمعية الصحافة الأوروبية للعالم العربي بالتعاون مع "معهد الآفاق والأمن في أوروبا " للدراسات الإستراتيجية ندوة في البرلمان الفرنسي في باريس تحت عنوان: "التحديات الامنية الجديدة من الشرق الاوسط حتى اوروبا".

 وقد تم النقاش خلال هذه الندوة قضايا الإرهاب وانتشاره وسبل مواجهته وقد شارك فيها سياسيون وأساتذة جامعيون وخبراء اقتصاد وإعلاميون من بينهم محمد دحلان عضو المجلس التشريعي الفلسطيني ومستشار الأمن القومي السابق٬ والنائب فيليب فوليو سكريتير لجنة الامن والدفاع في البرلمان الفرنسي.

محمد دحلان اعتبر أن الاسرة الدولية امام نوع جديد من الإرهاب لم يعرف له مثيلا في السابق وهو أرهاب لم يعد يكتفي بضرب الرموز ومؤسسات المجتمعات العربية والغربية على غرار ما فعلت القاعدة ولكنه اصبح مع داعش ارهابا شموليا يستهدف المجتمع الدولي بكل مكوناته. كما أن خطر الإرهاب لم يعد محصورا في منطقة معينة خصوصا انه استطاع التغلغل في المجتمعات الغربية وجذب المناصرين والمؤيدين من الفئات الشبابية في مجتمعات ليس لها رابط ديني مباشر بالعقيدة الجهادية المستندة الى الدين ولم تكن تتوفر فيها الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الصعبة على ما هي في العالم العربي.

واضاف دحلان أن خطر داعش هو في قدرتها على إغراء الشباب من هذه المجتمعات وتنجيدهم لنقل الجهاد وادخاله الى المجتعات الغربية كما حصل في فرنسا والدنمارك مؤخرا. معتبرا ان هذه الاحداث ليست سوى البداية اذا لم يستفق المجتمع الدولي ويوحد جهوده مع بعض بلدان العالم العربي التي تتصدر حاليا الحرب على داعش في سوريا والعراق. وقد ذكر على سبيل المثال مشاركة الامارات والأردن في التحالف الدولي وكما يفعل الجيش المصري في سيناء.

دحلان للأوروبيين: النار تلتهم منازلكم كما التهمت منازلنا

دحلان قال « إننا اصبحنا في نفس المعركة لان النار بدأت "تلتهم منازلكم كما التهمت منازلنا". واسف لكون بعض الدول الغربية اصبحت حزانا للجهاديين تصدرهم الى منطقتنا كاشفا ان ١٥ الف مقاتل من ٩٦ دولة انضموا الى منظمات متطرفة وبعض هؤلاء المقاتلين لا تربطهم اي صلة بالاسلام. »  وقد تخوف دحلان من حدوث إعتداءات إرهابية داخل اوروبا في العام ٢٠١٥ اذا لم تكن المعالجة سريعة وحاسمة.

كما أنتقد دحلان سياسة بعض العواصم الغربية التي استغلت حركات الاصولية لغايات سياسية ولم تتخذ موقفا واضحا من بعض دول المنطقة التي تغذي هذه الحركات وخص بالذكر تركيا التي يعتبرها الغرب حليفا له ولكنها تعمل على احياء سياساتها التوسعية في سبيل اعادة بناء حلم الامبراطورية العثمانية واستند الى بعض الوقائع الميدانية كاشفا ان حكومة اردوغان تغض الطرف عن استخدام المقاتلين المتطرفين لاراضيها للإنتقال الى سوريا والعراق.

اما عن الدعم الاوروبي العسكري والديبلوماسي الواجب اتخاذه لمساعدة مصر في مواجهة الارهاب، فقال ان هذا الدعم يجب ان يبدأ من مجلس الامن التي تسعى من خلاله مصر للحصول على قرار اممي بتشكيل تحالف لمحاربة التنظيمات الارهابية في ليبيا على غرار التحالف في سوريا والعراق.  

فوليو : سياستنا تفتقر الى رؤية واضحة وبعيدة الامد في مواجهة الارهاب

النائب الفرنسي فيليب فوليو من جهته، قدم عرضا عن التنظيمات الارهابية الناشطة في المنطقة وقال «  ان لديها امكانات تفوق كل الامكانات التي حظيت بها اي منظمة ارهابية ومتشددة من التي عرفناها في السابق ولا بد لنا ان نتحرك بشكل موحد ضمن الاسرة الدولية بسرعة وبفعالية لكي تكون لنا حظوظ واقعية في كسب هذه المواجهة. »

سكريتير لجنة الدفاع في البرلمان الفرنسي شدد على عامل الوقت في هذه المعركة وقال ان المواجهة تكون ميدانية من خلال العمل العسكري وسياسية من خلال وضع رؤية واضحة تستند الى استراتيجية بعيدة الامد وانتقد في هذا الاطار السياسة الخارجية الفرنسية التي غالبا ما تقوم على رد الفعل والانسياق امام مزايدات سياسية واعلامية من دون دراسة قضايا استراتيجية في العمق قبل اتخاذ القرار.

في المقابل قدم ايمانويل ديبوي رئيس المعهد الاوروبي للأمن عرضا تاريخيا لواقع المنطقة العربية منذ اتفاقات سايكس بيكو معتبرا ان اعادة رسم خارطة المنطقة ادى الى نشوب نزاعات اتنية وعقائدية كبيرة سمحت مع الوقت الى ظهور شبكات ومنظمات اجرامية تحولت في زمننا الحاضر الى منظمات ارهابية وحمّل اوروبا والغرب جزء من المسؤولية عما وصلنا اليه متسائلا عما اذا كنا نشهد الان انهيار كيان الدولة الامة.

اما الباحث جورج استفنار فرأى ان التحدي الاول الذي تواجهه اوروبا في محاربة الارهاب هو عدم استكمال بناء مؤسسات واجهزة اوروبية لمواجهة مثل هذه الاخطار. واعتبر ان المؤسسات الاوروبية الحالية المتخصصة في هذا المجال لم تعد مؤهلة لان حجم الارهاب تغير واصبحت اوروبا تواجه مشكلة الارهاب في اراضيها ولم تعد تواجه خارج اراضيها.