الصدق طريق إلى الخير
تاريخ النشر : 2015-02-15 10:36

الغريب أن نجد مسلمين الغرب ، هم ، أكثر التزاماً بجوهر الاستقامة من آخرين ، بالرغم أن الآخرين هم إخوة في الدين لكنهم لم يغادروا الجغرافيا العربية ، وقد يصاب الانسان بالدهشة ، إن كان زائراً أو محتكاً بأحد هؤلاء ، للمستوى الأخلاقي ، حيث ، يتمتع الفرد بسمو في التعامل ورقي في السلوك والأداء وخفة ظِل ملحوظة ، رغم أننا ، نراعي الفارق بين جيل الأوائل من المهاجرين وبين من ولد وترعرع داخل المنظومة الغربية ، حيث دون شك نجد ، بأن الفارق شاسع ولا يحتاج إلى اجتهاد كبير كي يستبين المرء ، بأن من تأسس على الكذب والخيانة والغش ، شيئاً ، ومن تربى على العطاء وتسخير من الوقت والجهد والجاه في سبيل سعادة أو ، أقل شأناً ، مساعدة الأخر ، شيئاً اخر ، وهذا ، له علاقة في واقع الحقيقة بالنظام القائم في الغرب ، حيث ، ما أن يولد الفرد حتى يندمج على الفور بالمنظومة القائمة ، وهي باختصار ، ضرورة الاعتماد على الذات إلى أن يصل للكفاءة المطلوبة وبالتالي يبتعد اتوماتيكياً عن التمييز للجنس أو العرق أو اللون أو الدين وبالتالي يؤسس هذا النظام لاحقاً أمراً غاية من الأهمية ، هو الصدق ، دونه ، تعاني البشرية كما هو حال المجتمعات العربية من ضياع وشقاء وحيرة وتفسخ بسبب لجوء المجتمع إلى الكذب ، كأمر ، ضروري طالما الكفاءة مفقودة ، وتصبح عملية تبرير الفشل ، هي ، الطريق الأسهل للإنسان كي ينجو من التقصير أو الاخفاقات المتكررة أو الخطأ .

واستناداً للتدهور المجتمعي وارتكازاً لإحصائيات مراكز تختص بشأن الإنسان وسلوكه اليومي ، تفضح تلك المراكز مسألة غائبة بقصد ، ، ألا وهي ، التربية الإنسانية التى قد تكون موجودة في المناهج ، لكنها ، ليست بأيدي أمينة ، أو بالأحرى ، يرفض المتلقى هضمها ، رغم تجرعه لها ، بل ، لا يأخذها على المحمل الجد ، مادامت هناك فجوة كبيرة وغير متطابقة بين تنظير الأساتذة وبين سلوكهم وأفعلهم ، تماماً ، هو حال أغلبية الأهالي ، وهذا ، يقاس به على جميع مستويات ومناحي الحياة ، وقد يكون انتشار الكذب بهذا الشكل الوبائي سببه أمرين ، الأول ، التربية التخويفية ، طالما المربي لا يمتلك منطق علمي أو اقناعي ، يلجأ إلى فرض عجزه بأسلوب الترهيب ، المنزوع من أي ترغيب ، والأمر الآخر ، الأغلبية العظمى ، همها هو ، الحصول على المال ، حيث ، ترسخ في الذهنية العامة ، بأن ، المال هو كل شيء في الحياة ، لهذا ، تكشف لنا التجربة ، بأن ، الكذب أطوار ، وأهمها ، تجعل الانسان يبتعد عن حقيقته الانسانية حيث ، يتحول إلى عجينة رخوة وطيعة بيد من يمتلك القوة والمال ، بالطبع هذا ، يفسر لماذا الخير في هذه المجتمعات أصبح عملة نادرة وغريبة ، ويُقابل ، بالاستغراب عند الأغلبية عندما يكون حاضر لدى البعض ، فالصدق هو الطريق إلى الخير ، بل ، هو الخير المطلق ، وإن ، فقدته المجتمعات يصبح الكذب علامة مسجلة .

والسلام

كاتب عربي