سلام لروحك يا عمر
تاريخ النشر : 2013-11-25 14:09

ماذا ينتظرنا بعد يا وطن تفككت كل أوصاله وبات الأخ يكره آخاه ليس لأنه كفر بالإسلام أو بالأديان أو سرق ماله ، وإنما لأنه أعتنق فكر سياسي مخالف لمعتقداته ؟!

ماذا ينتظرنا بعد يا وطن يعيش أهله ليالي القهر الطويلة بفضل زعامات واهنة الإرادة، وأحزاب تدعي النضال والصمود وهي بالحقيقة ليست إلا ذئاب بشرية تنهش من تاريخنا ما تبقى من الكرامة والعزة ؟!

فلسطين يا سادتي لم تعد كما قرأنا عنها في كتب التاريخ الاولى ولم يعد لنسيمها وزعترها طعم ولم يعد يطربنا كثيرا شاديها وحسونها وهما يغنيان لربوعها !

فلسطين الأن باتت يا سادتي ، قطعتين شمال وجنوب وحكومتان وأحقاد متناثرة وأبواق رسمت ظلال سوداء ، ووهم يزرعونه فينا ، بأننا شعبان لكل منهما آمال وأماني مختلفة والبعض سار بجنازتنا ونحن أحياء حتى أسكت فينا الحلم وقتل فينا الرجاء !

ولكننا كما قالها الختيار شعب الجبارين ، بطبعه صبور و قد ولد أبناءه كباقي شعوب الكون ، على الفطرة التي سخرها لهم المولى عز وجل ، ولكننا تفوقنا على الطبيعة وقوانينها فرحنا نرضع الحنظل في نهار الوطن ونلتحف مساءً كوفية العزة ، كوفية الزعيم الشامخ والخالد فينا أبو عمار ، الرجل الذي فعل ما لم يفعله اكبر زعماء وثوريين العالم لبلادهم ، فراح بعزة وشموخ يقبل الأرجل والأيدي المبتورة للجرحى ، وكان أباً حنوناً يبكى لدموع الأمهات الثكلى ووحد فينا الوطن والحلم لهذا صبرنا ، كما صبر هو طوال سنوات النضال المجيدة….

ولكن أين نحن الان وأين هم القادة الذين يملكون بعضاً من هذه الصفات ، فالمتوفر حالياً قادة لا يجيدون قراءة أفكار الشعب ، قادة يكذبون ليل نهار ويدعون ان لدينا قدرة هائلة على الصمود ونحن عرايا نعيش في خلاف دائم وظلام وعطش وبرد ، وهم ينعمون بالدفء وبما لذ وطاب ؟!

هنا لا نقصد أحدا بالاسم أو بالمكانة ولكننا نستهدف نهج القائمين على جزء غالي من الوطن في غزة هاشم ، وبذات الوقت ، فأننا لا نحمل أحقاد على أحد أو نختبئ وراء فكر تنظيمي محدد قد عفا عليه الزمن ،ولكننا كسائر البشر التي لها الحق في حياة كريمة ، بالتالي يجوز لنا شرعاً وقانوناً وإنسانياً ان نوجه النقد الموضوعي لهم وأن نسألهم ،،،

هل هم راضون عن وضع المواطن الفلسطيني في جمهورية غزة العظمى حيث لا بصيص من الأمل لدى كل الشباب بعدما تجاوزت البطالة أرقام فلكية، وهل هم راضون عن وضع شعب يحيا وربما يموت بلا كهرباء ولا مياه ولا غاز ولا حتى هواء ؟!

هل يعتقدون ان فك الحصار بوصلته الصحيحة هي الكلمات الرنانة من خلف شاشات التلفزة ، بينما الحصار ما هو إلا نبتة خبيثة نمت فينا وليست بالشيطان الذي تجاوز حدودنا وركب أرواحنا، أو بدعة اشتريناها من لدى العطارين فأضرت بنا وإنما أساسه ، بداية ونهاية هو حالة الانقسام ؟!

وهل سمعوا قول ابن عباس: "والله لقد رأيت في قميص عمر وهو خليفة أربع عشرة رقعة."؟!

الم تصل لمسامعهم رواية زوج عمر " عاتكة "وهي تقول "كان يأتي إلى فراشه لينام فيطير منه النوم ويجلس يبكي، فأقول له: ما لك يا أمير المؤمنين؟ فيقول: توليت أمر أُمة محمد صلى الله عليه وسلم، وفيهم المسكين والضعيف واليتيم والمظلوم، وأخشى أن يسألني الله عنهم يوم القيامة. " ؟!

ربما لا يجب أن نوجه النقد أو اللوم لحضراتهم ومعاليهم ، فلعلهم لم يمسكوا بكتب التاريخ ولا تجولوا بين فصوله، أو ربما لم يقرأو عن حياة عمر،أو ان هذه السطور قد سقطت من قاموسهم سهواً !!