قطر تغيظ السعودية وتُذكّر بحضورها في اليمن
تاريخ النشر : 2013-11-25 13:37

أمد/ الدوحة : قدمت قطر مساهمة بمبلغ 350 مليون دولار في صندوق تعويضات لليمنيين الجنوبيين من مدنيين وعسكرين الذين طردوا من وظائفهم، في وقت طلبت فيه السعودية من دول الخليج ادانة تصرفات قطر في مصر واليمن.

وقال المبعوث الخاص للامم المتحدة جمال بن عمر الاحد "لقد تعرض الجنوب في ظل النظام السابق للتهميش والتمييز بحق ابنائه ولنهب ثرواته من دون رادع وتلقى الجنوبيون الكثير من الوعود الفارغة".

واضاف "لكن، للمرة الأولى، نرى تحركاً جدياً لتعويضهم، نرى ضوءا في نهاية النفق".

وقال مصدر خليجي مطلع الاحد ان القمة الثلاثية بين السعودية والكويت وقطر التي عقدت مساء السبت في الرياض جاءت في اعقاب طلب سعودي من دول مجلس التعاون الخليجي "ادانة تصرفات" قطر في مصر واليمن.

واضاف المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه ان السعودية "منزعجة جدا من تصرفات قطر حيال مصر واليمن".

واكد ان الرياض طلبت الاسبوع الماضي عبر زيارات قام بها وزير خارجيتها الامير سعود الفيصل لعواصم خليجية "اصدار بيان من مجلس التعاون يدين تصرفات قطر".

والقى مبعوث الامم المتحدة كلمة يشيد فيها بالجهود القطرية في احتفال اعلنت فيه الدوحة رسميا مساهمتها في هذا الصندوق.

وقد عزل الاف الجنوبيين من وظائفهم بعد اعلان توحيد اليمن عام 1990 الذي اسفر عن استئثار الشماليين بالسلطة.

وصندوق الجنوبيين هو احد ثلاثة صناديق للتعويضات. ويهدف الصندوق الثاني الى مساعدة الجرحى واسر قتلى النزاع مع نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح والحروب في الشمال والجنوب. اما الصندوق الثالث فهو مخصص لتعويض ضحايا العنف السياسي عامة.

وذكر بن عمر بان هناك مسالتين حاسمتين ينبغي حلهما لانجاح هذا الحوار الوطني وهما المطالبة بحكم ذاتي للجنوب وشكل الدولة اليمنية القادمة.

وبدا الدور السعودي يتراجع في اليمن منذ زيارة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي للدوحة أواخر تموز/يوليو.

وبدأت قطر تلعب دورا سياسيا فاعلا في اليمن خلال حرب 1994 بين رئيسي اليمن انذاك علي عبدالله صالح الرئيس اليمني السابق وعلي سالم البيض الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي الحاكم.

واستؤنف هذا الدور خلال حرب الحكومة اليمنيّة مع الحوثيّين، التي شكّلت مدخلا مناسبا لقطر، للعودة إلى اليمن. ففي العامَين 2007 و2008، كانت قطر هي اللاعب الأوّل في أبرز الملفات اليمنيّة، واستطاعت جرّ الحوثيّين إلى صفّها عبر مبادرتها لوقف الحرب بين الدولة والحوثيّين، في العام 2008، التي مثّلت حينها ولادة جديدة للحوثيّين.

وبعد انطلاق شرارة الثورات العربيّة في العام 2011، وجدت قطر فرصة ذهبيّة للتدخل بكلّ ثقلها المادي والإعلامي والسياسي، لمساندة المعارضة اليمنيّة التي تشكّلت أساساً من الإخوان المسلمين.

وكانت قطر أول من دعا الرئيس السابق إلى التنحّي، ليقول صالح في الـ8 من نيسان/أبريل 2011، أمام حشود هائلة من أنصاره في ميدان السبعين: "شرعيّتنا نستمدّها من قوّة شعبنا اليمني العظيم، وليس من قطر، والمبادرة القطريّة مرفوضة".

ويرى متابعون للشان السياسي في المنطقة أن الدوحة ستعمل للإبقاء على تحالفها مع الإخوان المسلمين في اليمن لمدّة أطول، بعد التناقض الواضح مع الرياض في موقفهما من أحداث مصر الحاليّة التي أقصت الإخوان هناك عن الحكم، فقد جلب الموقف السعودي غضب إخوان اليمن من الرياض، وعزّز ارتباطهم بالدوحة.

ويعلق الخبراء على التدخل القطري في اليمن بانها ليست إلا واحدة من أخواتها التي تخوض معارك شرسة -أحيانا مسلّحة عبر وكلاء محليّين- للحصول على موطئ قدم أكبر في اليمن في اشارة لكل من الرياض والدوحة وطهران وانقرة.