خامنئي يلمح لاستعداده قبول اتفاق عادل مع الغرب
تاريخ النشر : 2015-02-09 00:37

أمد/ طهران- قال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، الأحد، إنه سيقبل أي اتفاق نووي مع القوى الست الكبرى لا يحصل فيه أي من الجانبين على كل ما يريد ليعزز بذلك موقف المفاوضين الإيرانيين الذين يتعرضون لانتقادات من المحافظين المعارضين للتقارب مع الغرب.

وقال خامنئي، في بيان أصدره مكتبه ونقلته وكالة الطلبة للأنباء: "سأقبل أي اتفاق يمكن التوصل إليه. بالتأكيد لست مع اتفاق سيئ. عدم التوصل لاتفاق أفضل من اتفاق لا يكون في مصلحة أمتنا".

لكن في رسالة يبدو أنها تدعم الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي أحيا المسار الدبلوماسي مع القوى الغربية بعد فوزه في انتخابات الرئاسة عام 2013 قال خامنئي: "مثلما قال الرئيس فإن المفاوضات تعني الوصول إلى نقطة مشتركة... هذا يعني أن أي طرف لن ينتهي به الحال بالحصول على كل ما يريد".

وخامنئي هو الزعيم الأعلى الإيراني منذ عام 1989 وعرف عنه مواقفه الرافضة لأي انفراجة مع الغرب حتى وصل روحاني إلى سدة الرئاسة وسعى لإنهاء النزاع النووي مع الغرب الذي أدى إلى عزلة إيران دوليا.

لكن خامنئي كرر القول: "إن الأمة الإيرانية لن تقبل أي مطالب مبالغ فيها أو سلوك غير منطقي" في محاولة على ما يبدو لإبقاء مؤيديه من المتشددين في صفه.

ويشك الغرب في أن إيران تسعى سرا لامتلاك قدرات تصنيع أسلحة نووية، وتنفي طهران هذه المزاعم وتقول إنها تريد مصدرا بديلا للطاقة السلمية عن طريق تخصيب اليورانيوم.

وينظر إلى التوصل لاتفاق نووي شامل على أنه أمر حاسم للحد من خطر اندلاع حرب أوسع في الشرق الأوسط مع تورط إيران في صراعات سوريا والعراق.

وبعد نحو عام من المحادثات فشل المفاوضون للمرة الثانية في نوفمبر/ تشرين الثاني في التوصل لاتفاق بحلول المهلة التي اتفق عليها الجانبان.

وأضاف خامنئي أنه يدعم "بحزم" مواصلة المفاوضات ودعا إلى إبرام اتفاق "مفصل" ينفذ على مرحلة واحدة في إشارة إلى مطالبة إيران برفع العقوبات بشكل فوري لا تدريجي كما تقترح الدول الكبرى.

وتزامنت تصريحات خامنئي مع سلسلة من الاجتماعات التي يجريها وزير الخارجية محمد جواد ظريف مع كبار الدبلوماسيين من الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين في مؤتمر ميونيخ السنوي للأمن.

ووصف ظريف هذه الاجتماعات بأنها "نقاش جدي للغاية".

وحدد المفاوضون مهلة تنتهي في 30 يونيو/ حزيران للتوصل لاتفاق نهائي ينهي الأزمة المستمرة منذ 12 عاما بشأن الطموحات النووية لطهران من خلال تحجيم أنشطتها النووية مقابل الرفع التدريجي للعقوبات المفروضة عليها.

ومن النقاط الشائكة الرئيسية وتيرة رفع العقوبات وحجم ما يمكن أن تنتجه إيران من الوقود النووي بشكل يحول دون امتلاكها القدرة على تصنيع قنبلة نووية ومدة الاتفاق.

وقال خامنئي: "يحاول مفاوضونا نزع سلاح العقوبات من العدو.. إذا استطاعوا فإن ذلك سيكون أفضل بكثير. وإذا فشلوا فعلى الجميع أن يعلم أن لدينا وسائل كثيرة لتخفيف وطأة هذا السلاح".

في الوقت نفسه نفى وزير الخارجية الإيراني تقريرا لرويترز نقلت فيه عن مسؤولين إيرانيين كبار لم تسمهم أنه أبلغ الولايات المتحدة خلال المحادثات النووية أن نفوذ روحاني سيتضرر بشدة إذا فشلت المفاوضات.

وشدد ظريف على ضرورة رفع العقوبات معتبرا أنها لا تمثل "رصيدا" في المفاوضات. وقال "العقوبات عبء. أنت في حاجة إلى التخلص منها إن أردت حلا".

غير أن إسرائيل التي ترى في طموحات إيران النووية تهديدا وجوديا لها تعهدت ببذل كل ما في وسعها لإجهاض ما وصفه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "باتفاق سيئ وخطير" من وجهة نظر إسرائيل.

وقال في بداية اجتماع لمجلس الوزراء في القدس "إن القوى العالمية وإيران يمضون قدما إلى اتفاق من شأنه أن يسمح لإيران بتسليح نفسها بأسلحة نووية وهو الأمر الذي من شأنه أن يعرض وجود دولة إسرائيل للخطر".

من جانبه قال السيناتور الأمريكي الجمهوري المحافظ جون مكين من ميونيخ، إنه في حين تخوض إيران مفاوضات حاليا فإن هدفها الخفي هو "إبعاد النفوذ الغربي من الشرق الأوسط".