قبل أكثر من شهر من موعد الانتخابات الإسرائيلية، تحتدم المعركة بين معسكر اليمين بزعامة بنيامين نتنياهو وحزب الليكود الذي يبذل كل ما بوسعه للبقاء في السلطة، واحزاب الوسط واليسار بزعامة "المعسكر الصهيوني" الناشئ عن التحالف بين حزب العمل الإسرائيلي بزعامة إسحق هرتسوغ وحزب "الحركة" برئاسة تسيبي ليفني الذي يخوض معركة مصيرية طاحنة لإطاحة نتنياهو وتغيير الحكم في إسرائيل.
وعلى رغم الظروف الصعبة التي تمر بها دول المنطقة وانعكاساتها الخطيرة على إسرائيل، والمنافسة الشرسة بين اليمين واليسار في إسرائيل، لم تنجح المعركة الانتخابية الدائرة حالياً في اثارة أي نقاش سياسي جدي للرؤية السياسية المستقبلية للأحزاب المتنافسة حيال المواضيع الاساسية، واقتصرت حتى الآن على حملات كلامية واتهامات من اليسار لنتنياهو بهدر المال العام، واتهامات مضادة من اليمين للمعسكر الصهيوني بالحصول على اموال خارجية لتمويل حملته الانتخابية، من غير ان يتطرق احد الى المشاكل الحقيقية مثل النزاع مع الفلسطينيين والموقف مما يجري على الحدود مع لبنان وسوريا.
يشدد نتنياهو في حملته الانتخابية على الموضوع الامني ويصور نفسه بانه الوحيد القادر على حماية إسرائيل. ومن المحتمل جداً ان تكون العملية الإسرائيلية في القنيطرة ضد "حزب الله" قد هدفت بين امور أخرى الى تحسين شعبيته بعد استطلاعات الرأي التي عكست في حينه تراجعاً طفيفاً لليكود وتقدماً لـ"المعسكر الصهيوني" والواقع انه عقب العملية ارتفعت مجدداً شعبية الليكود، لكن موقف الاحتواء الذي اتخذته حكومة نتنياهو من الهجوم الذي شنه "حزب الله" في مزارع شبعا وادى الى مقتل جنديين إسرائيليين، أثار شكوكاً داخل إسرائيل في صواب قرار الحكومة الإسرائيلية تنفيذ هجوم القنيطرة في هذا الوقت بالذات، والحكمة من وراء كشف تراجع الردع الإسرائيلي في مواجهة "حزب الله". وهذا يدل على ان الانعكاسات الانتخابية للعملية غير مضمونة لمصلحة نتنياهو.
يحاول نتنياهو استغلال الخطاب الذي سيلقيه أمام الكونغرس الأميركي والذي سيتناول فيه البرنامج النووي الإيراني ويطالب بفرض عقوبات جديدة على إيران لتلميع صورته الانتخابية. لكن هذا الخطاب تحول مشكلة شائكة تهدد العلاقات الأميركية - الإسرائيلية، بعدما أبدى البيت الأبيض تحفظه عن الزيارة، والاحراج الذي يشعر به اعضاء الكونغرس من الحزب الديموقراطي الذين يضعهم نتنياهو أمام موقف يتعارض تماماً مع مواقف الرئيس الأميركي الرافض لفرض اية عقوبات على إيران في الوقت الحاضر.
ولكن على رغم هذا كله، يبدو أن الناخب الإسرائيلي لا يتأثر كثيراً بأخطاء نتنياهو وأبرز دليل تقدمه خصومه في استطلاعات الرأي.
عن النهار اللبنانية