"الجارديان": الأكراد يسعون لإنشاء إقليم حكم ذاتى آخر بالشرق الأوسط
تاريخ النشر : 2013-11-23 17:14

أمد / لندن: اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم السبت إعلان مجموعة الأكراد السورية الرئيسية اتجاه نيتها لتشكيل حكومة بالإقليم الذى يهيمن عليه الأكراد فى شمال شرق سوريا، إيذانا بظهور منطقة حكم ذاتى كردية أخرى فى الشرق الأوسط فى أعقاب ما يتمتعون به من حكم ذاتى فى العراق منذ تسعينيات القرن الماضى.

وقالت الصحيفة فى تقرير نشر على موقعها الإلكترونى أن محاولة الأكراد لتكوين حكومة انتقالية تأتى فى ظل الانتفاضات التى تواجهها الحكومات العربية، والتى بدأ الأكراد فى الاستفادة منها فى الآونة الأخيرة؛ حيث إنهم يسيطرون بحكم الأمر الواقع على الأراضى الواقعة فى شمال شرق سوريا، مما يشير إلى إمكانية ظهور إقليم حكم ذاتى آخر فى الشرق الأوسط فى أعقاب إنشاء إقليم الحكم الذاتى للأكراد فى العراق منذ عام 1990.

ولفتت الصحيفة إلى أن تركيا قد أمضت جزءا من تاريخها تكافح فيها القضية الكردية والمطالب السياسية والإقليمية لعشرين مليون كردى. وتمكنت تركيا من إخماد حقوق الإنسان الكردية خلال الثلاثين عاما الماضية وأزهقت فى سبيل ذلك أرواح 40 ألف شخص بالإضافة إلى شن حرب ضد قوات حزب العمال الكردستانى، الذى يطالب بعدد من المطالب المتعلقة بالحكم الذاتى وحقوق الإنسان.

وأشارت الصحيفة إلى أن أنقرة قد أخطأت، حتى الآن، فى تقدير الموقف بتأييدها للجماعات السنية والمتشددين فى الصراع السورى، والذين يتجاهلون أيضا حقوق ومطالب الأكراد السوريين؛ حيث ارتد هذا الموقف على تركيا بعدما رد الرئيس السورى بشار الأسد على الدعم التركى السريع للمعارضة السورية بالسماح للأكراد فى شمال شرق سوريا بالسيطرة على العديد من القرى والمدن.

ونوهت الصحيفة إلى أن تركيا تخشى صعود الأكراد فى كردستان السورية؛ حيث إن حزب الاتحاد الديمقراطى فى سوريا، الذى يعد توأما لحزب العمال الكردستانى فى تركيا، يمثل الآن الحكومة الفعلية فى تلك المنطقة.

وتابعت الصحيفة قولها إن صعود الأكراد السوريين قد يشجع حزب العمال الكردستانى على بسط نفوذه على الساحة الداخلية أو إقليميا فى ظل منح الأسد السلطة الكاملة لحزب الاتحاد الديمقراطى بتعزيز موقعه فى المنطقة وإقامة نقاط تفتيش وتقديم خدمات الرعاية الصحية والخدمات التعليمية، بالإضافة إلى السماح للحزب بترسيخ هيمنته وبسط نفوذه فى المنطقة، مضيفة أن الحزب يمتلك مجموعة مسلحة ومدربة تدريبا جيدا وتٌعرف باسم (وحدة حماية الشعب).

وقالت الصحيفة إن أنقرة لا تزال قادرة على الحفاظ على وحدة أراضى الدولة التركية بالالتزام باتفاق السلام التاريخى، الذى وصفته الصحيفة بالهش، مع حزب العمال الكردستانى، والذى تم الإعلان عنه فى مارس الماضى بعد دعوة زعيم حزب العمال الكردستانى المسجون عبد الله أوجلان للمقاتلين التابعين للحزب بإلقاء أسلحتهم.

واختتمت "الجارديان" مقالها قائلة إن أيا كان ما يحمله المستقبل للأكراد فى المستقبل، إلا إنهم برزوا كفاعلين فى رسم ملامح الشرق الأوسط بدلا من كونهم ضحاياه.