مروان البرغوثي في ميزان الذهب
تاريخ النشر : 2013-11-22 13:51

عندما تجسدت النكبة الفلسطينية في عام ألف وتسعمائة و ثمانية و أربعون ، و هُجرنا قسراً من بلادنا إلى مخيمات اللجوء داخل و خارج الوطن ، تجلت هذه المعاناة في جرحانا و اسر الشهداء و المفقودين ، و كان لنا جنود مجهولة من القهر و الآلام وراء الشمس ، افنوا ماتيسر من زهرة شبابهم في أقبية المعتقلات الصهيونية ، ليحرموا من ممارسة حياتهم كبشر ، فاصبحت هذه القضية تشكل صداع مزمن لنا كشعب فلسطيني ، لان الحرية اساس في بناء الانسان فرداً و مجتمعاً على هذه الارض ، قبل أيام تداولت وكالات أنباء مختلفة خبر مفاده ، زيارة مزمعة للقائد الأسير مروان البرغوثي من وفد فلسطيني برئاسة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول ، لإقناعه بان يتسلم موقع نائب الرئيس على أمل ان يتم الإفراج عنه ، ليتسنى له تسلم الموقع الأول لصناعة القرار الفلسطيني على الهرم السياسي ، حتى لا يكون هناك فراغ رئاسي ، إذ أصاب الرئيس مكروه أو استقال ، أو لم يرشح نفسه للرئاسة ، لذلك وجب علينا ان نتعمق أكثر عن حقيقة اختيار مروان البرغوثي في هذا الوقت بالذات ، و كيف له ان يدير هذا الموقع و هو في الأسر، و هذا التكليف مرتبط ارتباطا عضوياً بإدارة حياة الناس اليومية والسياسية ، أو ان القيادة الفلسطينية لها اجندات أخرى لأختيار ذلك المسار ، لعدم التوافق على اختيار احدهم لشدة المنافسة بينهم ، فإن ذهب هذا الموقع لزميل لهم في الأسر لا ضير في ذلك ، فهذا لا يؤثر على تحالفاتهم مع أو ضد البعض ، لان هذا الموقع يبقى مجمد الفاعلية إلى حين يفك اسر متبوئه ، فبعد ذلك يبقى لكل حادثة حديث ، ايضا تريد القيادة الفلسطينية ايصال رسالة لمحبي أو قاعدة مروان الجماهيرية ، بأهتمامهم على مدى الوقت بقضية مروان ، و بهذا الموقع كنائب للرئيس يمكن ان يفك اسره ، و نتسائل هنا إذا لم يُفرج عنه رغم تبوئه لهذا الموقع ، ما هي الخطوة التالية للقيادة ، يبدو ان تلك القيادة تفتقر الى مد جماهيري ، و لهذا يخشون على شرعيتهم في أي انتخابات قادمة على مستوى الوطن الفلسطيني او على صعيد الحركة ، فالمؤتمر السابع لحركة فتح على الابواب ، لهذا يتغنون بإسم و تاريخ مروان الناصع و يُستغل للهروب للإمام ، كمراقب للأحداث في الحراك الفلسطيني ، اشك في نية فك اسر مروان من قادة فتح أو اي تنظيم فلسطيني حتى حركة حماس ، و لو بمقايضته لوحده مقابل جندي صهيوني ، و صفقة شاليت ليست ببعيدة ، فقضية مروان تُستغل للمزاودة و المناكفات ، أو كواجهة اعلامية لهم ، لان مسالة بقاء مروان في الأسر هي مصلحة حيوية و شئ إيجابي للقادة الفلسطينين من فتح و حماس قبل (إسرائيل) ، لان هناك تنافس غير نظيف بين كل القادة للشعب الفلسطيني ، فالقوة الجماهيرية حسب استطلاعات الرأي المحلية لمروان ، وشبه الكبير من ابو عمار ، و الكاريزمة القيادية التي يتمتع بها ، تشكل عبئاً على كل هؤلاء سالفين الذكر، لانه بكل يُسر سيسحب البساط من تحت أقدامهم ، ونتمنى من هولاء القادة الذين نصبوا أنفسهم علينا ان يتقوا الله فينا ، و كفاكم عبث بدماء الشهداء و معاناة هذا الشعب ، و قضية الأسرى و على راسهم ابو القسام ، لاننا شعب يري و يسمع و يتنفس ، لنحلل الأحداث على قدر من الحكمة و الاصابة للهدف ، فتحرير أي أسير فلسطيني لا يحتاج الى موقع هنا و هناك ، لان حريته اهم من أي شئ في الوجود ، و يجب ان يكون أمانة و إخلاص أكثر لتلك القيادة لفهم هذا الشعب العظيم ، الذي سبقكم آلاف الأميال بمستوى تفكيره و سلامة بصيرته ، و دمتم ذخراً لنا و للوطن.

* مقيم في المانيا