المؤسسة الرسمية الفلسطينية والاقطاع السياسي
تاريخ النشر : 2014-12-30 17:39

قد يختلف الواقع عما تحدث عنه ووصفه السيد عباس بان الوضع السياسي الفلسطيني ينال اعجاب دول العالم، هذا العالم الذي تحدث عنه تقوده مؤسسات ، لا فردية فيها لاتخاذ قرار، هذا العالم الذي يسمى العالم الديموقراطي الحر بقيادة امريكا، التي خلفت سياستها في منطقة الشرق الاوسط الويلات وانهيار الدول وبزوغ مظاهر الدول الفاشلة وتحويل الصراعات في المنطقة من صراعات سياسية مؤدلجة الى صراعات مذهبية وعشائرية وقبلية، ولكن ما هو مفهوم في السياسة الامريكية والغربية ويخضع لتوزيع الادوار فيما بينهما هو الحفاظ على امن اسرائيل وبالنظرة الاسرائيلية، فلم تكن اوروبا وامريكا حريصة على تطبيق القانون الدولي في الصراعات المحتدمة في العالم الا بما يناسب مصالحهم لحل الصراعات او استخدام عامل الزمن لفعل تهتكات وانفصالات تتعمق مع الزمن كي يتم فرض حلا يناسب تصوراتهم.

نعود لما تحدث عنه السيد عباس بمقياس هذا التصور للسياسة الامريكية والاوروبية،وامام تقنية المعلومات وتعقيداتها ووسائلها يعتقد الاسيد الرئيس  ان امريكا واوروبا واسرائيل تنقصهم كثير من المعلومات لمعرفة طبيعة المكون السياسي للسلطة وهم احد اهم اطراف تشكيل هذا النظام السياسي الهش الضعيف الذي يبتعد عن الشرعيات ومفهومها وعن المؤسسة ايضا، فالحياه السياسية الفلسطينية اصبحت ملك لافراد قد لا يمثلون شيئا في واقع الشعب الفلسطيني، وهذا شبيه اذا صح التعبير بالاقطاع السياسي الذي يحافظ على ذاته وذاته فقط وفي غياب اهم ملامح الشراكة التي اجبتها اتفاقية اوسلو وهي المجلس التشريعي ومدته او الرئاسة ومدتها اما عن منظمة التحرير في تستخدم كمغلف لنرجسيات الاقطاع السياسي والامني " وتحت ذريعة انهاء الاحتلال" ليمارس الارهاب واهمال كل قوى الشعب الفلسطيني من فصائل ضعيفة وشعب اصبحت همومه اليومية تشغله عن عبث العابثين في مصيره الوطني.

اعتقد لسنا بحاجة الى اضافة قرارات دولية من مجلس الامن فلدينا ما يكفينا من قرارات صادرة لم تطبق ولم تنفذ ولكن الجديد في بانوراما ودراماتيكا السياسة الفلسطينية انه اصبحت يهودية الدولة مقرونة بالاعترافات البرلمانية الاوروبية بدولة فلسطين وعن طريق المفاوضات لا غيره وهي قرارات برلمانية غير ملزمة لحكوماتها..

مشروع القرار الفلسطيني الذي قدمه رامبو السياسة الفلسطينية ورئيس هرمها لم تطلع عليه أي من الفصائل بل لم تطلع عليه فتح الذي يقودها ، في حين ان هذا القرار الذي تحدثت بعض الاوساط انه لاقى  تعديلا من اندك مساعد وزير الخارجية الامريكي بحيث يلقى قبولا من امريكا والتي اجمعت جميع القوى الوطنية انه بمثابة وعد بلفور متكرر تمارسه فئة الاقطاع السياسي بحق الاجحاف بمطالبنا الوطنية سواء في الحدود او الامن او المياه او اللاجئين او القدس.

لا افهم وفي أي من المعادلات ان يولى الاهتمام باستعراضات في المحافل الدولية وواقع الشعب الفلسطيني مجزء من انقسامات وغياب للمؤسسات والمرجعيات الحاكمة والضابطة لنزوات اصبح الشعب الفلسطيني يتلقى فشلها منذ اكثر من عقدين..!!

قالوا اننا قدمنا مشروع انهاء الاحتلال بدون تعديلات ومن ثم قالوا قدمناه بتعديلات، في ظل  عغدم الحصول على 9 اصوات في مجلس الامن ليمرر المشروع  وفي انتظار الفيتو الامريكي ايضا، يصرح رئيس مجلس الامن انه لامناقشة للمشروع في عام 2014 حيث يعول العرب والساسة الفلسطينيين على استبدال 5 من اعضاء مجلس الامن في عام 2015 مؤيدين للمشروع..!!

بلا شك ان فئة الاقطاع السياسي  الذي يقود الان يمر في حالة هذيان وعدم توازن واندفاعات غير محسوبة بل محكوم عليها بالفشل في ظل مناخات داخلية مجزءة ومنقسمة على المستوى القصائلي اما على مستوى فتح الذي يقودها السيد عباس فهي منقسمة ايضا بفعل الضربات التي تتلقاها من اقصاءات على قاعدة الولاء الشخصي، منذ اكثر من عامين لم نشهد تصريحا لامين سر اللجنة المركزية ..... اين هو؟؟؟؟؟؟ وهل هو في تعداد الاموات ام الاحياء..!!

ربما الخص الحالة السيكولوجية لتلك القيادة بممارسة الاسقاط "" Projaction  ,وهي حالة احتيال  دفاعي يستخدمها الفرد بطريقة لا شعورية للدفاع عن نفسه والإحساس بالأمان مثل إلقاء عيوبه الشخصية على الآخرين مثال شخص يكذب ويتهم الآخرين بالكذب .

وفي كل الاحوال الواقع السياسي الفلسطيني واقع تحت مؤثر شخصية استعراضية تحاول جذب انتباه الآخرين من خلال المبالغة في المشاعر وتحقيق انتصارات وهمية ومكاسب لا يراها الا هو نفسه ولا يفهم لغة الرفض لسلوكه من الشعب الا انه هو..... رغم ضحالتها في حقيقة الأمر مع قدرة عالية على خداع النفس والوقوع في الكذب المرضي لتترجم الى حالة  جنون العظمة التي ترسم ملامح الطغاه ""  Megalomania.""