ذكرى اغتيال المهندس فهد داوود القواسمي (أبو خالد)
تاريخ النشر : 2014-12-29 00:03

عضو اللجنة التنفيذية ل. م. ت. ف.

يصادف هذا اليوم الذكرى الثلاثون لاغتيال القائد المهندس / فهد داوود القواسمي (أبو خالد) رئيس بلدية الخليل السابق وعضو اللجنة التنفيذية ل. م. ت. ف.، والذي أستشهد ظهيرة يوم السبت الموافق 29/12/1984م وهو يهم بدخول منزل في عمان برصاص الغدر والخيانة.

فهد القواسمي ولد في مدينة خليل الرحمن بتاريخ 13/4/1939م أكمل دراسته الابتدائية فيها قبل أن تنتقل عائلته إلى القاهرة عام 1948م حيث أكمل دراسته الثانوية في المدارس المصرية، وبعدها التحق بجامعة القاهرة/ كلية الزراعة وحصل على شهادة البكالوريوس ومن ثم شهادة الماجستير في الزراعة.

عاد المهندس الزراعي/ فهد القواسمي إلى مدينة الخليل بعد انتهاء دراسته.

عائلته مكونة من أبناؤه الخمسة وزوجته، أما عائلته الكبرى فهي مكونة من جميع الفلسطينيين المخلصين في الداخل والخارج، عمل المهندس الزراعي/ فهد القواسمي بداية حياته في حقل التدريس بوكالة الغوث، ثم عين بعدها مهندساً زراعياً في دائرة الزراعة بالضفة ليصبح بعد ذلك مديراً للإرشاد الزراعي.

كان المهندس/ فهد القواسمي كثير الدعابة والفكاهة، حميد السيرة ذو الدعابة الرقيقة، فلا يكاد أحد يقابله حتى يجد فيه المرح والظل الخفيف، تميزت علاقته بأبنائه لدرجة الصداقة، كان يحب القراءة والمطالعة، على الرغم من أن قضايا وطنه شغلته عن كثير من هواياته والتي فيها أيضاً الغناء، فقد كان يتمتع بصوتاً فلسطينياً رخيماً ومن يسمعه حتماً تراوده صورة جبال فلسطين وبحرها وسهولها.

أبو خالد كان قوياً في مناقشاته ويدعمها بالحجج القوية ولا يخشى لومة لائم.

خاض المهندس/ فهد القواسمي انتخابات مدينة الخليل والتي عقدت عام 1976 على رأس الكتلة الوطنية والتي فازت بجميع المقاعد وحصل فيها أبو خالد على أعلى الأصوات، حيث أصبح أبن ال37ربيعاً رئيساً لبلدية الخليل وذلك بتاريخ 27/4/1976م.

كان المهندس/ فهد القواسمي من مؤسسي لجنة التوجيه الوطني والتي عملت كل ما في وسعها لأجل القضية الفلسطينية بتعاونه مع القادة والمناضلين ورؤساء البلديات والمؤسسات الشعبية ورجال الدين.

بعد انتخابه رئيس بلدية الخليل عمل المهندس/ فهد القواسمي بكل جد وإخلاص من أجل تطوير مدينة الخليل، حيث كان يتجول في شوارعها لمشاهدة ما تم تنفيذه من مشاريع، عمل على اقامة المشاريع الاقتصادية والانمائية في الخليل، حيث شهدت المدينة في عهده ازدهاراً عمرانياً وخدماتياً كبيرين.

لقد سخر فهد القواسمي حياته وقدراته من أجل فلسطين والدفاع عنها وترسيخ الانتماء لها.

الأبعاد: أعتقل المهندس/ فهد القواسمي من بيته الساعة الثانية عشر ليلاً واقتيد إلى مقر الحاكمية العسكرية الإسرائيلية برفقة كل من محمد ملحم رئيس بلدية حلحول والشيخ رجب بيوض التميمي ثم نقلوا بطائرة عسكرية إلى جنوب لبنان ومنها إلى قرية العديسة حيث أنه في صبحة يوم الجمعة الثاني من أيار عام 1980م تم أبعاد المهندس/ فهد القواسمي رئيس بلدية الخليل إلى الخارج وذلك على أثر عملية الدبويا الفدائية التي حدثت في ذلك اليوم حيث قام وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك عيزرا فايتسمان بإصدار قرار الإبعاد عن الوطن.

بعد الإبعاد رافق الأخ أبو عمار في كثير من الزيارات إلى الدول العربية والصديقة.

طيلة فترة الإبعاد ظل أبو خالد يتجول لشرح القضية الفلسطينية للعالم أجمع حيث أصبح سفير متجول بعد أن جند نفسه وسخر كل طاقاته لهذا الغرض، عقد عدة ندوات وشارك في العديد من المؤتمرات الدولية التي عقدت لبحث القضية الفلسطينية.

واصل مسيرته النضالية من أجل العودة إلى أرض الوطن من خلال آثارة الرأي العام العالمي والمحلي ولكن دون جدوى.

أثناء أنعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في دورته السابعة عشر في عمان بتاريخ 22/11/1984م تم انتخابه عضواً في اللجنة التنفيذية ل. م. ت. ف، وذلك في نهاية المؤتمر والذي أستمر حتى تاريخ 29/11/1984م ,وانيطت به مسؤولية رئاسة شؤون الوطن المحتل.

أمتدت يد الغدر والخيانة إلى أبو خالد صباح يوم السبت الموافق 29/12/1984م وهو يهم بدخول منزله الساعة الثانية ظهراً برصاصات غادرة لم تمهله ليتابع مسيرته النضالية بصدق واخلاص.

وعلى صعيد أغيتال القائد المهندس الشهيد/ فهد القواسمي فقد حكمت محكمة أردنية على أحد المتهمين بالإعدام وتم تنفيذ ذلك وكذلك حكم على الثاني الفار بالإعدام غيابياً لتورطه في قضية الإغتيال، والثالث حكم عليه بالسجن المؤبد.

من أبنائه:

* د. خالد فهد القواسمي: وزير الحكم المحلي سابقاً.

* د. سحر فهد القواسمي: عضو المجلس التشريعي عن قائمة فتح في مدينة الخليل.

* أ. معاوية فهد القواسمي المدير الإقليمي لبنك فلسطين في الضفة الغربية.

لا زالت مدينة خليل الرحمن والوطن بأسره يذكرون مناقب

الشهيد القائد المهندس/ فهد داوود القواسمي (أبو خالد).

رحمك الله يا أبا خالد واسكنك فسيح جنانه مع الأنبياء والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً.