فتح .... خمسون عاما من النضال
تاريخ النشر : 2014-12-28 14:04

تقترب الذكرى وترتفع درجة حرارة النشوة للانتماء للحركة، حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ، أنها الحركة الأعظم والأنبل في تاريخ حركات التحرر الوطني في العالم عبر المسيرة الإنسانية، هذا ليس كلاماً إنشائيا للترنيم أو كلاماً شعريا للغناء ، بل هي حقيقة يدركها من يعي ويفهم مفاهيم و رؤى الحركة ، فهي الصخرة الصماء الصلبة في وجه أقذر وأحقر فكر أنساني ألا وهو الفكر اليهودي ألتلمودي التي تمثله الحركة الصهيونية و إسرائيل مدعومة من أصحاب الفكر اللا إنساني الامبريالي الرأسمالي الغربي.

انطلقت حركة فتح قبل خمسين عاماً من رحم معاناة الشعب ، وانين الجرحى وآهات الثكالى ، انطلقت فتح لتعيد الحق الفلسطيني لشعبنا ، وتحارب كل أدوات الشر الصهيوني الامبريالي ليس في فلسطين فحسب بل في العالم فبصمات فتح الثورية النضالية تمتد من إيران شرقاً إلى نيكارجوا غرباً والى انجولا جنوباً في قلب إفريقيا ، لم تنطلق فتح بفعل توجهات إقليمية أو دولية أو مدفوعة من قبل أي قوى عالمية، بل انطلقت من اجل الجموع الشعبية المطالبة بحريتها وكرامتها، ولم تنطلق من اجل تأسيس حزبا حاكم ، بل من اجل وطن للسواعد الثورية التي تحرره ولمن يقيم عليه ليكون نواة وحدة الأمة التي تشكل بمجملها البديل الطبيعي للصهيونية والامبريالية الغربية.

انطلقت فتح رافضةً كل مواقف المكابرين والمنافقين الذين يبنوا سدود إعاقة التحرير، لقد كانت فتح ومنذ انطلاقتها الأولى مدعومة بأغلبية جماهيرية كبيرة في ظل وجود قوى ثورية فلسطينية مسلحة لأنها أدركت منذ انطلاقتها تطلعات الشعب وطموحاته فوضعت إستراتيجية نضالية تتمثل بتحرير فلسطين من النهر إلى البحر وإقامة وطن ديمقراطي حر شريف ، هذه الإستراتيجية لم تتغير ولم تتبدل كما إن فتح وضعت أهداف تكتيكية وبرامج نضالية مرحلية تمثل بمجملها الإستراتيجية الوطنية ، إن هذه البرامج المرحلية لم تكن عبثية أو مزاجية بل تتماشى وتطورات ومتغيرات الأوضاع الإقليمية والدولية ، إن من أهم الأهداف المرحلية التي رسمتها الحركة وسعت لتطبيقها شعاراً رفعه الزعيم الخالد شهيد الشعب والثورة ورمز النضال ياسر عرفات أبو عمار- أتيتكم بغصن الزيتون بيد والبندقية بيد أخرى فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي - كم نحن اليوم بحاجة ماسة لهذا الشعار وتطبيقه منهجاً يحتاج منا جميعاً في الذكرى الخمسين للانطلاقة أن نتمسك بوحدة الحركة ومبادئها وشعاراتها وخاصة بعد انطلاق قوى سياسية جديدة تبنت نفس إستراتيجيتنا وتتفوه بذات كلماتنا وتسربلت برداء الدين الذي ننتمي إليه جميعاً .... كم نحن بحاجة ماسة لقائد يخاف الله فينا وبفتحنا وبفلسطينينا يوحد الحركة ويجمع شملها ويلملم كل أطياف العمل الوطني النضالي في جبهة نضالية عريضة ، تستطيع أن تقف في وجه إسرائيل وغطرستها ويحمل ذات الشعار لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي .. رحمك الله أخي زياد أبو عين لقد مثلت بفعلك النضالي هذا الشعار وسقطت على الأرض شهيداً لترفع فتح وفلسطين كل فلسطين ، عاشت الذكرى حتى النصر المبين والحرية للأسرى والأقصى والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار .. أنها فتح حتى النصر.