بينظير بوتو: القصة الكاملة للاغتيال
تاريخ النشر : 2014-12-27 21:03

بينظير بوتو

امد/ كراتشي: ولدْت في الـ 21 من يونيو عام 1953، قالت أمي إن أحدًا لم يزرها في المستشفى طوال ثلاثة أيام، لأن الجميع كانوا في حداد، إذ وُلدت لهم فتاة، ثُم اختاروا لي هذا الإسم البشع.. بينظير.

تلك كانت بينظير ذو الفقار علي بوتو، رئيسة وزراء باكستان مرتين، وأول امرأة تشغل هذا المنصب في بلدٍ مُسلم، لذا لم تأمن شرور السياسة.

في 18 أكتوبر 2007، بعد سنوات من النفي بين المملكة المتحدة والإمارات، عادت بوتو إلى بلدها باكستان، وما أن حطت طائرتها، وبينما تنزل سُلم الطائرة إذ تلفحها نسمة هواء، فتقف “بوتو” فجأة وتبكي، قالت “كم أحب هواء باكستان”، في ذلك اليوم اجتاح الشوارع مدٌ بشري هائل بينما يسير موكبها في الشوارع، ورغم الحاجز الزجاجي في حافلتها، فضلت ألا تقف خلفه، ومع حلول الظلام، والحشود تكثُر، أشارت “بوتو” بيدها وقالت: «لم تنطفيء تلك المصابيح»، كانت مصابيح الشارع تنطفيء بشكل مُريب، ثُم كان ذلك الصوت.

وقع انفجار مدوي، تلاه آخر، وتناثرت الجثث والأشلاء في كل مكان، فيما تحترق تلك اللافتة «عاشت بوتو»، لكن «بوتو» عاشت، وعادت بعدها إلى بيتها في المنفى، وبدت أنها تشعر بقرب النهاية، أخذت تطمئن أولادها، وودعتهم، حتى أنها تمنت لهم عيد ميلاد سعيد، قبل حلول ميلادهم بأيام، وكأنها تشعر أنها لن تحضره، ورغم توسلاتهم لها، عادت «بوتو» مرة أخرى إلى باكستان.

بوتو

في 27 ديسمبر 2007، بعد أن ألقت خطابًا على الحشود، وفيما تطل من فتحة سقف سيارتها، والحشود تحيطها، إذ يُسمع صوت 3 رصاصاتٍ، ثُم انفجار، كان ذلك مُطلق نارٍ قريب أصاب رأس “بينظير”، ثُم فجّر نفسه بحزامٍ ناسف، وبينما تغطي الطريق جثثٌ وأشلاء، إذ يقف رجلًا نازفًا دمًا، ينظر إلى السماء ويتأوّه. كان مشهدًا رهيبًا.

قبل موتها تركت رسالة لصديقها الأمريكي، مارك سيجيل، تخبره فيها بالخطر الذي يحيطها وتحمّل الرئيس «مشرف» أي شيء يصيبها. خرج الآلاف في مظاهرات حدادًا على «بوتو» متهمين «مشرف» بالعمالة، «مشرف» الذي أمر بتنظيف مسرح الجريمة بخراطيم المياه.

«بينظير» الذي يعني بالباكستانية «بلا نظير»، ماتت صاحبته. «بعد الخطاب كنت أغوص في أفكاري، وفجأة وسط هذه الجماهير و هذا الصخب، شعرت بأن الشهداء يرافقونني، فلم يكن من مجالٍ للوحدة» –بينظير بوتو.

عن المصري اليوم