ما هو 'الخيار الأخير' ..؟!
تاريخ النشر : 2014-12-27 19:23

كتب حسن عصفور/ حتى الساعة لم تحدد القيادة الفلسطينية ما هي خطوتها النهائية في التعامل مع 'خيارات الخيار النيويوركي'، فالتقارير تتناثر هنا وهناك عن تلك المسألة، فمن قائل بأن لا ضرورة للسير بالمسألة إلى نهايتها ضمن 'موقف تبريري غريب'، لكنه في الحقيقة لا يريد صداما مع 'السيد الأمريكي'، بينما يعتقد بعض من يبدون وكأنهم الأكثر 'حرصا' و'صلابة' أن الذهاب قد ينال من مكانة منظمة التحرير، قول لا يبدو له 'أقدام' لكنه كلام أدخل إرباكا سياسيا إلى ساحة النقاش، فيما تعتقد بعض أوساط حركة حماس أن الذهاب ليس سوى 'وهم سياسي' للهروب من المصالحة ( كلام لا معنى له) ، وهناك التيار المركزي في القيادة الفلسطينية من يريد الذهاب باعتبار أن 'قافلة الخيار' انطلقت ولا مجال لردها، كون التراجع سيكون أكبر فضيحة سياسية للقضية الفلسطينية في الفترة الأخيرة، ولكن داخل هذا المعسكر توجد تيارات متصارعة..

فتيار يريد الذهاب دون أن يكون الثمن باهظا، ولذا لا يريدون صداما مع واشنطن، ويرون أن تجنب الذهاب لمجلس الأمن قد يكون أقل تكلفة كي لا يكون هناك 'فيتو' أمريكي يسبب إحراجا لـ'الأصدقاء' الأمريكان، ولذا خيارهم الجمعية العامة، وهنا أيضا اتجاهان، أحدهم يريد عضوية كاملة للدولة وآخر يريد دولة 'فاتيكانية' بعضوية مراقبة مع بعض الامتيازات 'السياسية' ووعود مالية. وبعض آخر يريد الذهاب فورا إلى المجلس وليكن ما يكون، وهنا يعتقد بعضهم أن هذه الخطوة سترفع من شأن القيادة السياسية التي تتآكل مكانتها جراء الفشل في تحقيق المصالحة وغياب رؤية موحدة والتدهور الكبير وغير المفهوم في المسألة المالية وأثرها على الراتب للمواطن، خطوة يرى بعضهم أنها ضرورية جدا فالصدام مع واشنطن قد يربح ولو مؤقتا، بينما هناك من يريد 'الصدام' مع واشنطن علها تمارس مزيدا من قوة الضغط لإنهاء الحالة الفلسطينية الراهنة كما هي، وفتح الطريق أمام مظهر سياسي مختلف، تيار لا يكشف أوراقه كونها تتناقض كليا مع البعد الوطني، لكنه يعمل بكل 'السبل' غير المشروعة وتحت يافطة 'التشدد' ليس وصولا لغاية الربح السياسي للقضية ولكنه فعل يرمي لتدمير ما تبقى من حضور..

المشكلة ليست في تفسير وتحليل 'نوايا' هذا وذاك، فبعضهم مكشوف جدا، رغم كل محاولات التضليل، ولكن القضية متى يمكن تحديد الخيار النهائي، فالوقت يمر سريعا جدا ، ولم يبق سوى أيام معدودة على خطاب الرئيس عباس الذي به سيكون الموقف الفلسطيني، ولكن قبل تلك اللحظة يجب أن تنتهي 'القيادة' من كل ما يفتح ثغرات في 'الجدار'، والسؤال لماذا الانتظار حتى الساعة الأخيرة، هل هناك 'وعود' أو 'آمال' بأن تصل المسألة إلى 'تسوية ما' وفقا لما قالته صحيفة عربية عن نتائج 'المفاوضات السرية' بين الرئيس عباس وقادة إسرائيل، هل التأخير منح واشنطن وتحالفها الغربي زمنا علهم يجدون 'حلا' مقبولا للقيادة الفلسطينية ويكون الذهاب للأمم المتحدة 'توافقيا' وليس 'تصادميا' .. من حق الشعب الفلسطيني أن يعرف أكثر عن 'خيارات الخيار ما قبل الأخير'،باعتبار أن 'القطار الفلسطيني' سينطلق عائدا للتفاوض بعد نيويورك مهما كانت النتائج وفقا لتصريحات الرئيس عباس وبعض المسؤولين الآخرين..بالمناسبة يمكن أن نطلق مسابقة لمعرفة 'الخيار الأخير' الفلسطيني..نحتاج لراع لهذه المسابقة فالقيمة عالية جدا جدا جدا..

ملاحظة: تصريحات وزير دفاع أمريكا عن 'نذالة نتيناهو' تستحق التقدير جدا.. المشكلة ليس في نذالة نتنياهو وحده .. بل فيمن يساعده ليكون نذلا ..

تنويه خاص: هناك تقرير يقول إن المساعدات الخارجية للسلطة تضاعفت 200% خلال السنوات العشر الأخيرة.. المأساة أن الفقر والجوع تضاعف أكثر.. أليس هذه مهزلة لو صدقت أرقام التقرير ..

تاريخ : 7/9/2011م