لنجرب 'الاستفتاء' لاختيار رئيس الحكومة
تاريخ النشر : 2014-12-27 19:18

كتب حسن عصفور/ خرجت الأنباء سريعا لتبشر الشعوب الكونية والمخلوقات 'الفضائية' كافة، بأن الله ألهم حركتي 'الأزمة الوطنية' فتح وحماس بالتوصل أخيرا إلى الشخصية ' التاريخية' التي سيكون لها إدارة ملفات في الشأن الداخلي المحلي الفلسطيني بمسمى رئيس وزراء، تداولت الأنباء شخصية رئيس صندوق الاستثمار د. محمد مصطفى، وهو رجل ليس جزءا من 'معارك السياسة الداخلية، ولا يوجد له 'أقوال مستفزة' لطرف انقسامي أو شبه انقسامي أو ما حول هذا الملف، وأمضى سنوات الانقسام جميعها غارقا في ملف اقتصادي، محاط بدرجة محكمة بالسرية المطلقة، ما يشير إلى أنه رجل كتوم وبعيد عن 'الثرثرة الفلسطينية التقليدية، ما أبعد عنه ربما وسائل الإعلام التي تعشق فيما تعشق 'الثرثرة والنميمة' كونها مصدر الأخبار الخاصة والعاجلة، سواء كانت صحيحة أم غيرها، فالأهم الخبر المثير أولا، والمصداقية تترك لعالم الغيب..

فرحت الأمة بالنبأ العظيم، وزغردت نساء فلسطين فرحا، كما تزغرد أمهات الشهداء يوم وداع أبنائهن، ولكن يبدو أن المسألة لم تكن سوى بعض من 'إثارة'، فساعات قصيرة وخرج د.موسى أبو مرزوق رجل حماس الثاني في الهرم القيادي، لينفي تلك ' الإشاعات' ويؤكد أنه لم يتم التوافق بعد، وعاد السيد الزهار لإشاعة الهلع السياسي والشؤم أو التشاؤم كيفما أحبب قراءتها، بالتأكيد أن 'المصالحة وصلت إلى طريق مسدود'، طبعا بسبب مواقف الرئيس عباس وسياسة فتح المتعنتة، حسب ما يقول الزهار، ويبرئ حركته من أي مسؤولية لما آل إليه الحال.

ورغم شؤم الزهار ونفي أبو مرزوق، فهناك بعض من حراك يجري في بيروت، مع وصول رئيس وفد فتح لمحاورة حماس عزام الأحمد، زيارة ليست تنظيمية أو إجرائية كما يمكن الوصف كثيرا، حيث إنها تأتي بعد زيارة تركيا لكل من عباس ومشعل، وما يشاع من 'جهد تركي – مصري' لإقناع حماس بالتوافق على شخص رئيس الوزراء بأقرب ما يكون لمواصفات حددها الرئيس عباس، سواء كان سلام فياض أو من هو قريب له بالمواصفات الخاصة بالعلاقة المباشرة مع الرئيس والالتزام بما يريده سياسيا في قادم الأيام، وهو ما بات الحجر الأكبر للتعطيل، ورغم وجود ملفات أكثر أهمية وأنفع للمواطن الفلسطيني بحثها والتوافق حولها من ملف 'كولمبو الفلسطيني' لكن كلا الطرفين يتبادران بالهروب من بحثها كل لأسبابه الخاصة، ولا يودان التعليق رغم محاولات قوى 'حليفة' لهما في العمل لكسر 'احتكارية البند الواحد' من جدول الأعمال..

والسؤال،هل سينجح الأحمد مع أبو مرزوق بتحقيق' المعجزة الكونية' والتوافق على مسمى جديد، وتمهيد الطريق للقاء عباس – مشعل لإعلان البشرى وانطلاق الدخان الأبيض، وإعادة قطار التصالح ( وليس المصالحة) إلى المسير ثانية، أم أنها حالة توافقية لامتصاص الغضب الشعبي بلقاءات تهدئة وتطمين مع نشر الإشاعات عن اتفاق اليوم ونفيه غدا، حالة من السيطرة الذكية على منع الانفجار الشعبي والغضب السياسي، وقد تكون تلك لعبة مستحدثة منهما أيضا، حتى تمر الأيام وتأتي بما هو مخفي من مفاجآت قد تسر أو تغم الناس وآمالهم .. لكنها طريقة قد تكون الأنسب لفتح وحماس من انفجار قد لا يحسب عقباه كما يقول أهلنا..

ومساهمة في 'إثراء لقاء بيروت القطبي' بين الأحمد وأبومرزوق، لما لا يبحثان إمكانية 'إجراء استفتاء' تحت شعار من يريد الشعب مديرا للملف الوزاري أو وزيرا أول، ولتطرح الأسماء كافة، ومن ينال أكثر من 40% يكون هو المرشح، مقترح 'ديمقراطي' جدا لو تم الأخذ به، حتى في البحث عن إطالة أمد 'المرحلة النقاشية' هروبا من المصالحة المكلفة جدا لثقافة الانقسام، والتي مازال هناك من يريد استمرارها كل بطريق ولغرض وأهداف، رغم حلاوة اللسان..

ملاحظة: سارعت حماس بقطع كارت أحمر لزيارة الرئيس عباس.. الشرط المصالحة أولا.. وجهة نظر ولكنها مش لطيفة ومش مؤدبة كمان..

تنويه خاص: إسرائيل تهود القدس الشرقية بكل جرأة .. وساسة فلسطين 'ينفقون الوقت' فيمن يكون 'دولة الرئيس' ..

تاريخ : 28/6/2011م