الغنوشي يخشى إلحاقه بالقرضاوي ضمن قائمة الإرهابيين
تاريخ النشر : 2014-12-26 22:56

أمد/ تونس – وكالات: اعتبر المسؤول العام عن تنظيم الإخوان المسلمين ورئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي إدراج اسم المرشد الروحي للتنظيم يوسف القرضاوي ضمن قائمة الإرهابيين المطلوبين للبوليس الدولي "فضيحة"، فيما قالت مصادر مقربة من إخوان تونس "إن الغنوشي تساوره مخاوف من إلحاق اسمه ضمن القائمة باعتباره أحد أبرز قيادات التنظيم الدولي، خاصة بعد الهزيمة التي منيت بها النهضة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية.

وقال الغنوشي في تصريح لجريدة "الشروق" الجزائرية الصادرة الجمعة 26 ديسمبر/كانون الاول "إن إدراج اسم يوسف القرضاوي ضمن قائمة الإرهابيين المطلوبين يعد فضيحة"، مضيفا أن "شيخ من علماء المسلمين يدير مؤسسة بها 40 ألف عالم يدرج في قائمة من طرف دكتاتور هو فضيحة"، في إشارة إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

وكان الداعية من أصل مصري المقيم في قطر يوسف القرضاوي تصدر قائمة من 42 قياديا إخوانا هاربين يلاحقهم القضاء نشرها جهاز الشرطة الدولية (الانتربول) على قائمته الحمراء في جميع دول العالم، طالبا إلقاء القبض عليهم بالاتفاق مع الانتربول المصري.

ويرتبط الغنوشي بعلاقة وثيقة مع القرضاوي ولم يتردد في أكثر من مرة في الزعم بأن القرضاوي "هو باعث وراعي الثورة التونسية" التي أطاحت بنظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في يناير/كاون الثاني 2011 .

ودافع الغنوشي عن موقف الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، مشيرا إلى أنه "يقدر صلابة موقف بوتفليقة في رفضه لإدراج الإخوان المسلمين ضمن قوائم الإرهاب". وأضاف "أقدر هذا عاليا للحكومة وللرئيس بوتفليقة إذ طلب من الجزائر إدراج الإخوان جماعة إرهابية فأجابهم بوتفليقة بأنهم شاركوا في حكم الجزائر، وإنقاذ الجزائر من الإرهاب وهم عمود من أعمدة النظام".

وعزا سياسيون وأخصائيون في الجماعات الإخوانية دفاع الغنوشي عن القرضاوي إلى "مخاوف تساور رئيس حركة النهضة من أن يلحق اسمه ضمن قائمة الإرهابيين المطلوبين باعتباره المسؤول العام عن التنظيم الدولي الذي صنفته مصر والمملكة السعودية والإمارات "تنظيما إرهابيا".

وقالت مصادر مقربة من إخوان تونس "إن قيادات حركة النهضة تخشى أن تدرج الحركة ضمن قائمة الإرهاب في وقت تطالب فيه القوى السياسية الديمقراطية الغنوشي بقطع علاقته بالتنظيم الدولي".

ولم تخف المصادر أن هده "المخاوف" تعززت بعد أن منيت حركة النهضة بهزيمة أولى في الانتخابات البرلمانية التي فاز فيها حزب نداء تونس العلماني بالأغلبية البرلمانية وبهزيمة ثانية في الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الباجي قائدالسبسي على مرشح الإسلاميين منصف المرزوقي.

وتنظر قوى سياسية علمانية إلى الغنوشي كـ"رمز من رموز التنظيم الدولي للإخوان المسلمين" كما أنها تعتبر حركة النهضة "ذراعا" من أذرع التنظيم الذي راهن على فوزها في الانتخابات غير أنها خيبت آماله.

وكانت قيادة التنظيم الدولي توجهت إلى راشد الغنوشي بعبارات "التوبيخ الحاد واللوم الشديد، وإلى القيادات الإخوانية في تونس واتهمتهم بالفشل وعدم الاتعاظ بدروس سقوط حكم الإخوان في مصر، وفي إدارة المعركة الانتخابية سواء كان ذلك على الصعيد السياسي أو الإعلامي وفي إقناع الجماهير والحصول على ثقتها".

وخلال اليومين الماضيين، قال راشد الغنوشي في تصريحات لوسائل الإعلام "إن ما تشهده تونس هو انتقال، لكن أن أنتقل من السلطة إلى السجن أو إلى المنفى فهذا ليس انتقال".

ويخشى إخوان تونس أن تستجيب الحكومة الجديدة التي يقودها حزب نداء تونس العلماني إلى مطالب متوقعة من مصر والسعودية والإمارات بـ"تصنيف النهضة كحركة إرهابية".

وعلى الرغم من أن عديد المراقبين يقللون من هذه المخاوف، فإنهم يتوقعون أن يتعرض راشد الغنوشي خلال الفترة القادمة إلى ضغوطات من قبل السلطات الجديدة بقطع علاقته بالتنظيم الدولي من جهة، وتوضيح موقف النهضة من عدة ملفات من أبرزها الجماعات الجهادية ومكافحة المجموعات الإرهابية التي باتت تهدد استقرار البلاد.