موقع أمريكي: الرياح في إسرائيل تهب عكس نتانياهو
تاريخ النشر : 2014-12-26 22:02

امد/ تل أبيب: تحت عنوان" هل انتهى نتنياهو؟" كتب الصحافي والمؤرخ أمريكي جورج مارشال، مقالاً على موقع "توكينغ بوينتس ميمو الإلكتروني"، متسائلاً عما إذا حان الوقت لابتعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي عن المسرح السياسي.

وقال مارشال: "قبل أسبوعين سألت عن مستقبل نتانياهو، إذ بدا لي أن خروجه من السلطة بات متوقعاً، بعد تسيده المشهد السياسي لأكثر من 5 سنوات متواصلة، ولنفس المدة بعد انتهاء أول عهده في حكم إسرائيل قبل قرابة عشرين عاماً، ولم يسيطر أي زعيم أوحد على السياسات الإسرائيلية منذ عهد بين غوريون، ومهد وخطط نتانياهو نفسه للانتخابات المقبلة في مارس (آذار)، لاعتقاده أنها ستقوي سلطته، ولكن بعد أسبوعين من دعوته لتلك الانتخابات، يبدو أن مكانته تتدهور يوماً بعد آخر".

وتابع الكاتب: "لكن قد يكون الوقت مبكراً للحكم على مستقبل نتانياهو، فهو معروف بحنكته، وبأنه يجيد التلاعب بالبنية البرلمانية الإسرائيلية الهشة واللينة العريكة، بدءاً بالأرقام ومن ثم في مناقضته للتوقعات، إذ خسر الجولتين السابقتين من الانتخابات الأخيرتين، ورغم ذلك بقي رئيساً للوزراء، ولكن قبل حوالي شهر، وعقب دعوته لإجراء انتخابات مبكرة، انبثقت فجأة سلسلة من الخصومات والاستياءات، والتي كانت ظاهرة من قبل لكنها بقيت مكتومة بفعل وجود نتانياهو في السلطة، ومن ثم أخذت تتراكم في مواجهته".

تحالفات جديدة

ولفت مارشال إلى أن أقوى مظاهر تحدي نتانياهو، يكمن في تنامي قوة التحالف الحاصل بين حزب العمل وتسيبي ليفني، وهي ذاتها عضوة سابقة في حزب الليكود، وفقد كل من الحزبين التاريخيين في إسرائيل، عدداً كبيراً من إجمالي أصوات الناخبين التي حصلا عليها قبل عقدين أو ثلاثة، ولكن استطلاعات الرأي ما زالت تشير إلى حصول حزب العمل المعارض، بزعامة إسحاق هيرتزوغ، على ٢٣ مقعداً في الكنيسيت، وحصول الليكود على ٢١ مقعداً، وذلك يعني قطع حزب العمل ثلث الطريق لتشكيل حكومة، ومنحه أول جرعة لتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة".

ومن ثم جاءت مفاجأة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، والتي أطلقها عبر تصريح مذهل أكد فيه بوضوح انفصاله عن نتانياهو.

وقال ليبرمان أن نهج نتانياهو في الإبقاء على "الوضع الراهن" حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يعبر عن فشل سياسي كبير، وبأن إسرائيل تواجه " تسونامي دبلوماسي"، إن لم تحقق تسوية ديبلوماسية مع الفلسطينيين، وكذلك تسوية إقليمية مع الدول العربية.

وكان ليبرمان الشخص الذي صدم عدد من اليهود الأمريكيين والإسرائيليين عند انتخابه لأي منصب، ولكن الرجل كان دوماً قومياً ومزعجاً إلى حد أكثر من كونه مفكراً، كما أنه معروف بكراهيته لكل عربي إسرائيلي لا يعلن التزامه الكامل بالمشروع الصهيوني، ولكنه أبدى أيضاً انفتاحاً على مبدأ تقسيم الأراضي، والتخلي عن الأراضي المحتلة.

اتفاق دبلوماسي

ونشرت صحيفة "هآرتس" ما قاله ليبرمان من أنه "يجب التوصل إلى اتفاق دبلوماسي، ليس من أجل الفلسطينيين أو العرب، بل من أجل اليهود، ولهذا الأمر أهميته لعلاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ولكل من لا يعرف الواقع، فإن سوق إسرائيل الأكبر هو مع الاتحاد الأوروبي، سواء في الصادرات أو الواردات، وهو غير رائج بسبب سوء العلاقات الدبلوماسية".

وقال مارشال: "لا أعتقد للحظة واحدة أن ليبرمان عدل مواقفه، أو أنه رأى نور السلام وحل الدولتين، ولكنه يسعى وراء السلطة وانتهاز الفرص على المستوى الشخصي، وأعتقد أننا يمكن أن نستدل من تصريحاته أنه يشعر حالياً أين تهب الرياح سياسياً في إسرائيل، ولا أعتقد أن الرياح تهب باتجاه السلام، بل في وجه نتانياهو، ومن المؤكد أن هذا ما يعتقده ليبرمان، كما توحي تصريحاته بأن العامة في إسرائيل تزداد توتراً، حول اضطراب العلاقات مع الولايات المتحدة، واحتمال فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادي، وإدراكهم أن كلا الأمرين يشكلان تهديدات شديدة، وربما وجودية لمستقبل إسرائيل".

ترجمة موقع 24