مصالحة مصر وقطر تربك حماس ومشعل يدرس الانتقال لطهران
تاريخ النشر : 2014-12-24 15:13

امد/ غزة: أثارت المصالحة بين مصر وقطر وفتح صفحة جديدة بين البلدين، حالة من الإرباك داخل حركة "حماس"، التي يقيم رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل في الدوحة، وتنتظر الحركة الإسلامية ما ستؤول إليه الأمور لحسم خياراتها المستقبلية.

ونقل موقع 24 عن مصادر مطلعة أن حالة من الارتباك تسود حركة حماس في أعقاب التقارب المصري القطري الأخير، حيث تنتظر الحركة معرفة مصير إقامة رئيس مكتبها في الدوحة، وتعاطي السلطات القطرية مع هذا الأمر.

وطبقاً لما أدلت به المصادر فإن قادة حماس منقسمون ما بين مطالِب بالتريث وعدم الاستعجال، انتظاراً لوضوح الرؤية في العلاقة بين القاهرة والدوحة، وبين داعٍ للاستعجال في ترك العاصمة القطرية، وإعادة العلاقة إلى مستواها الأعلى مع إيران.

حماس وإيران

وأكدت المصادر ذاتها أن التقارب بين حماس وإيران مؤخراً، وتغير لغة حماس تماماً تجاه السياسة الإيرانية، وحتى السورية، يأتي في سياق إدراك الحركة مبكراً بأن الدعم القطري لها سيتوقف، وأن لحظة مغادرة خالد مشعل للدوحة باتت قريبة على ضوء التغيرات الأخيرة في السياسة القطرية.

وبدا من اللافت صمت حماس التام – على غير العادة – في الآونة الأخيرة، وعدم تعليق قادتها والناطقين باسمها على المصالحة المصرية القطرية، وهو ما يؤكد بوضوح تفاجؤ الحركة مما وصل إليه الملف المصري القطري من تطورات.

تراجع

وكانت علاقة حماس مع قطر قد وصلت إلى مرحلة غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة الماضية، حيث وصل الأمر لقيام أمير قطر السابق بزيارة وصفت بالتاريخية لقطاع غزة، كما يقيم رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل في الدوحة منذ مغادرته العاصمة السورية دمشق، فيما تتلقى حماس دعماً مالياً كبيراً من قطر، تمكنت بموجبه من دفع رواتب موظفيها قبل تشكيل حكومة التوافق، ونفذت العديد من المشاريع في غزة.

لكن على ما يبدو أن العلاقة بدأت في الآونة الأخيرة بالتراجع بشكل تدريجي، وسط تقارير عن تذمر خالد مشعل ومعاونيه من تعرضهم للتضييق في الدوحة، التي تفرض رقابة شديدة عليهم. وبالتوازي مع ذلك، بدأت حماس بترميم علاقتها مع حليفتها القديمة إيران، إذ زار وفد كبير من الحركة طهران قبل عدة أشهر، وتكررت الزيارة مؤخراً، وتحولت لغة حماس من انتقاد السياسة الإيرانية تجاه سوريا، إلى الإشادة بـ"الجمهورية الإسلامية"، وبصمودها واحتضانها للمقاومة الفلسطينية.

هذه التطورات تنبئ برحيل وشيك لمشعل من الدوحة إلى طهران، وبالتالي بتحول في سياسة الحركة التي اعتادت التقلب وفق أجندات من يوفر الدعم لها، بعيداً عن الأجندة الوطنية الداخلية، بحسب ما يقول باستمرار مناوئو الحركة داخل فلسطين.